نظمت الجمعية الوطنية أمل الحياة لحماية أطفال الشلل الدماغي، مؤخرا، ملتقى وطنيا موسوما بـ "رؤية جديدة لتجنيد المجتمع المدني؛ من أجل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة" ؛ حيث أكد رئيسها محمد مقدم، في كلمته، حسبما جاء في بيان تلقت "المساء" نسخة منه، أن الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على واقع الرعاية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة صحيا، واجتماعيا وتربويا، ومشاركتهم في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأضاف المتحدث أن ذوي الهمم جزء لا يتجزأ من المجتمع، يتمتعون بمواهب وإمكانيات هائلة، تحتاج للاهتمام، والفرص، والإمكانيات المناسبة؛ ليُظهروا أفضل ما لديهم رغم معاناتهم وتحدياتهم اليومية. وقال: "نحن نؤمن بقدراتهم وتفانيهم؛ ما يجعلهم قادرين على تحقيق إنجازات عظيمة".

وأشار مقدم إلى أن الملتقى يسعى كذلك لاستكشاف واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر، وتوجيه الباحثين والخبراء في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، للاهتمام بهم، بالإضافة إلى تقديم برامج واستراتيجيات وتدخلات علمية مدروسة، وتبادل الخبرات بين الجامعات ومراكز الدراسات، مع السعي إلى تقديم رؤية علمية للتكفل الشامل بذوي الاحتياجات الخاصة.

وعمد الأساتذة المتدخلون لمناقشة عدة محاور؛ على غرار واقع ذوي الاحتياجات الخاصة، والتكفل بهم في الجزائر، من خلال مداخلة الدكتورة ليلى ربحاوي: "التكفل الأرطفوني بذوي الاحتياجات الخاصة بين التقييم والبرامج التدريبية" وكذا: "جودة برامج التقييم والتشخيص للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة" للدكتور فيصل، ومداخلة لسميرة آيت خليفة، حول التكفل بإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم وفعاليته.

ومن جهته، أشار الحاج قرينيك، ممثل السيد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة، إلى الاهتمام البالغ الذي يولَى لهذه الفئة، التي تحدت الإعاقة والصعوبات، وحققت إنجازات كبيرة في الألعاب البرالمبية، قائلا: "من خلال دورنا كمؤسسة تشريعية نقول إننا لن ندخر أي جهد لإيجاد الوسائل التشريعية لتوفير كل الوسائل والإمكانات؛ للوقوف مع هذه الفئة".

وأشارت مريم شرفي المفوضة الوطنية لحماية الطفولة في كلمة لها عن اهتمام السيد عبد المجيد تبون الكبير بحماية هذه الفئة الهامة من المجتمع الجزائري، إلى وجود ترسانة قوية من القوانين تحمي هذه الفئة، وتخصها بحقوق خاصة، فأهم مبدأ تسير عليه الدولة الجزائرية هو مبدأ عدم التمييز بين مواطنيها، مؤكدة أن الدستور الجزائري في مادته 72، جاء أن الدولة تكفل حماية ذوي الاحتياجات الخاصة. وتعمل على إدماجهم في الحياة الاجتماعية. كما إن قانون الطفل مستمَد أولا من الشريعة الإسلامية، ومن كل الاتفاقيات ذات الصلة بالطفولة، وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، ومبدأ المصلحة العليا للطفل ". وتم على هامش الملتقى توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين مؤسسة الإعلامي كريم بوسالم الإنسانية التنموية، لرئيستها الدكتورة حسيبة بوسالم، والجمعية الوطنية أمل الحياة لحماية أطفال الشلل الدماغي لرئيسها أحمد مقدم، في إطار تعزيز التعاون المشترك وتطوير الرعاية العلاجية لذوي الهمم وذوي الاحتياجات الخاصة، خاصةً أطفال الشلل الدماغي؛ بما يعزّز من جودة الحياة لهذه الفئة.