رواج كبير للأغذية المجمدة وأخرى نصف مطهية

اقتصاد في المال وربح للوقت.. لكن ماذا عن الصحة!!؟؟

اقتصاد في المال وربح للوقت.. لكن ماذا عن الصحة!!؟؟
  • القراءات: 299 مرات
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

انتشرت خلال الآونة الأخيرة في الأسواق والمحلات التجارية، أطعمة مجمدة من مختلف الأصناف، أسماك ولحوم، خضار وفواكه، التحقت بتلك القائمة أغذية أخرى، كالعجائن والحلويات محلية الصنع، وأخرى أجنبية، لاقت استحسان الكثير من المواطنين، وبات الإقبال عليها مثيرا للاهتمام، لدرجة أقلق بعض المختصين حول مدى سلامتها على الصحة، وهل تجميدها لفترة كبيرة يحافظ تماما على فوائدها، وما تحتويه من معادن وفيتامينات... تفاصيل يتجاهلها الكثيرون، بحثا عن الاقتصاد في وقت الطبخ، خصوصا أن غالبية تلك المنتجات نصف مطهية، ولا يتطلب الأمر سوى تسخينها، لتكون جاهزة في ظرف زمني جد قصير.

أصابع بطاطس، جزر، بزلاء، الأرضي الشوكي، "شيش كباب"، "مسمن"، "كسرة"، "بيتزا"، دجاج "كوردون بلو"، "جاردينيار"، معكرونة، وغيرها من مواد الطبخ، وأطباق جاهزة، وحلويات، إلى جانب أسماك ولحوم حمراء وبيضاء، كلها معروضة في ثلاجات خاصة بطريقة حفظ جيدة في المجمد، لتصل إلى الزبون مجمدة تماما، بعضها نيء وأخرى نصف مطبوخة، ما على مستهلكها أحيانا إلا تسخينها على نار هادئة، ولا يتطلب الأمر أكثر من خمس دقائق لتكون جاهزة على المائدة، غالبا لا يهم مستهلكيها نوعيتها أو لذتها بقدر ما تهمهم عمليتها وتسهيلها للحياة، خصوصا في اقتصاد الوقت، وتخفيف عبء الطبخ على من تعاني من ضيق الوقت، أو الرغبة في تحضير العشاء.

حول هذا الموضوع، كانت لـ"المساء"، جولة بين عدد من المحلات بالعاصمة، لمعرفة مدى إقبال المواطنين على هذا النوع من المنتجات، التي يبدو أنها لاقت رواجا كبيرا وسط النساء، حسبما وقفنا عليه، محطتنا الأولى كانت محل ببلدية وادي حيدرة، بالتحديد سيدي يحيى، بإحدى المساحات الكبرى الشهيرة في الحي، لعرضها منتجات مختلفة محلية، وأخرى مستوردة، إذ تنوعت معروضاتها من الثلاجات لأنواع مختلفة من الأطعمة والمنتجات المجمدة، أوضح صاحب المحل حيالها، أنه عادة من يقتني تلك الأطعمة، النساء العاملات أو الرجال غير المتزوجين، والذين يعيشون بمفردهم، موضحا أن تلك الأطعمة تساعد كثيرا على اقتصاد الوقت.

الأطعمة المجمدة تسهل ربح الوقت

تحدثت "المساء" إلى بعض النسوة، اللواتي كانت لهن تجربة مع هذا النوع من الأطعمة، وقد أشرن إلى أنه في السنوات الأخيرة، اشتد الإقبال على هذا النوع من الأطعمة، لتسهيل الحياة العملية، لاسيما عند التأخر عن تحضير الوجبة، أو عند عدم الرغبة في الطبخ.

وأوضحن أن اليوم، يمكن أيضا اقتناء بعض المعجنات التقليدية، التي يحبها كثيرا الجزائريون، على غرار "الكسرة والمسمن"، التي يتم فقط تسخينها على نار هادئة لمدة خمسة دقائق من كل جهة، رغم أن نوعيتها تظل بعيدة عن ما يتم تحضيره في البيت، إلا أنها تبقى بديلا لما لا يمكن تحضيره سريعا.

المختص عبد الكريم داوديالإفراط في استهلاك المواد المجمدة خطر على الصحة

لمعرفة مدى سلامة تلك الأطعمة المجمدة على الصحة، كان لـ"المساء"، لقاء مع عبد الكريم داودي، طبيب مختص في أمراض السرطان، الذي أشار إلى أن انتشار هذا النوع من الأطعمة في الجزائر أمر مثير للقلق، ولابد من كبح الاستهلاك العشوائي لتلك الأطعمة، من خلال توعية وتحسيس المواطنين بخطورة تلك المواد المجمدة، خصوصا إذا تم استهلاكها بشكل مفرط.

وأضاف الطبيب، أنه على الرغم من أن الخضار والفواكه ليست دائما مضرة بالصحة، إذا كانت مجمدة، إذ أنها يمكن أن تحافظ على فيتاميناتها ومعادنها، لاسيما إذا تم حفظها بالشكل الصحيح، غير أن بعض المنتجات والأغذية نصف جاهزة، ولابد من الحذر من استهلاكها بشكل مفرط، لاسيما وأنها تمر بمراحل يمكن أن تجعلها غير صالحة، والإفراط في استهلاكها سوف يمنع الجسم من الحصول على التغذية التي يحتاجها، كما أن بعضها قد يحتوي على نسب عالية من المواد الحافظة، والمنكهات التي تبقي جيدة بعد التذويب، وهذا يساهم في جعلها مضرة بالصحة لدرجة أن بعض المواد التي تحتويها، قد تشمل موادا مسرطنة.

احترام سلسلة التبريد والتذويب أمر ضروري

أكد الطبيب، أن احترام سلسلة التبريد والتذويب أمران جد ضروريان، حتى لا يتم كسر تلك القاعدة التي تضمن سلامتها، مشددا على أن الاعتماد على الأطعمة الطازجة أكثر حكمة، حفاظا على الصحة، وعدم جعل من تلك الأطعمة مصدرا للتغذية، خاصة للأطفال الذين هم بحاجة إلى طعام غني بالفيتامينات والمعادن التي تضمن نموا سليما.

وقال المختص في الأخير، إنه يمكن دائما اعتماد طريقة التخزين عن طريق التجميد لبعض الأطعمة، للابتعاد عن التبذير، لكن على أن يكون ذلك وفق شروط الصحة والسلامة، خاصة أن معرفة مصدر ونوعية المنتج الذي تم تخزينه، أمر جيد، مع احترام فترة التخزين وفق كل منتج، فلا يعني أن التجميد سوف يمنح فترة صلاحية أطول، إذ لابد دائما من مراقبة تلك التواريخ واحترامها مهما كان المنتج.