كنوز غير مكتشفة بسكيكدة
الآثار الرومانية إضافة نوعية للسياحة التثقيفية

- 149

تزخر ولاية سكيكدة بالعديد من المواقع الأثرية التي بإمكانها أن تلعب دورا رياديا في مجال ترقية وتطوير السياحة، لاسيما السياحية التثقيفية من أهمها الآثار الرومانية المقدسة، أو كما تعرف بموقع "لمساجد" أو "بارسيانيس" الواقعة بالجهة الشمالية الشرقية لبلدية فلفلة، بالضبط بمحاذاة شاطئ قرباز الجميل، على بعد 53 كلم شرق المدينة.
وتتشكّل تلك الآثار الرومانية المقدّسة التي تعدّ من بين أهم الآثار على المستوى الوطني، من مجموعة من حجارة منحوتة متناثرة على مساحة تقدر بأربع هكتارات، توجد بها، إضافة إلى ذلك، بناية رومانية مهدمة عليها آثار واضحة للجدران المنحوتة، تشكل قطعة من الفسيفساء كبيرة الحجم، تحتوي على زخارف هندسية متعددة الألوان، زيادة إلى وجود بعض الآثار لأوان فخارية وجزء لعمود فخاري.
وإلى جانب الآثار الرومانية المقدّسة المحاذية لشاطئ قرباز، يوجد موقع أثري روماني لا يقلّ أهمية عن الأوّل ويتمثّل بالموقع الأثري الروماني قلعة "القلّة"، الواقع بإقليم بلدية أولاد أحبابة بدائرة الحروش، أقصى جنوب سكيكدة على مساحة تقدّ بـ حوالي 09 هكتارات.
كما تزخر الولاية أيضا بالعديد من المواقع الأثرية الأخرى التي تعود إلى الحقبتين البونية والرومانية، كما هو الحال بالموقع الأثري عين أم النحل، بإقليم بلدية السبت أقصى شرق سكيكدة المتربع على مساحة تقدّر بحوالي 08 هكتارات، ويضمّ نقوشا مكتوبة باللغة البونية، إضافة إلى نوع من المقابر الميغاليتية، وتوابيت منحوتة في الصخور تعود إلى الفترة الرومانية، وكذا الطريق الروماني القديم الذي كان يربط سيرتا بروسكادا، على مستوى بلدية عين بوزيان، إلى جانب وجود بقايا آثار بعض البنايات ونقاط مراقبة وكذا حصن للمراقبة، ناهيك عن الهيكل العظمي للحقبة الرومانية الذي اكتشف مدفونا بمنطقة أولاد عطية ويوجد حاليا بالمتحف البلدي.
موقع "المغارة العجيبة" بمنطقة "الزعرورة" وهو عبارة عن تشكيلات لترسبات طبيعية تعود إلى الزمن الجيولوجي الرابع، حوالي 25 مليون سنة قبل الميلاد، وموقع المزرعة الرومانية بمنطقة الخربة بإقليم بلدية رمضان جمال، تضمّ معاصر للزيتون وأشكالا مختلفة من الحجارة المنحوتة وآثار لحمام، إلى جانب اكتشاف ممرات وبنايات تحت الأرض ومغارة وكذا تشكيلات طبيعية من الكلس، وأيضا المزرعة الرومانية القديمة الواقعة بمنطقة "دوار الردوانية" ببلدية السبت شرق سكيكدة، المتربّعة على حوالي 6 هكتارات تضم تابوتا حجريا ومعاصر للزيتون وأواني فخارية جنائزية، بالإضافة إلى خزان تحت الأرض كان يستعمل إما لتخزين الماء أو المواد الغذائية، ناهيك عن الموقع الأثري بأم الطوب يعود للحقبة الرومانية عبارة عن تجمعات سكنية يمتد إلى غاية إقليم بلدية بين الويدان، ويتربع على أزيد من 4 هكتارات، وضمّ الموقع على عدد كبير من الحجارة المنحوتة ومعاصر للزيتون وكذا مطاحن للقمح، ناهيك عن قبور الدولمان بالقل، وموقع لمساجد بجندل (شرق سكيكدة) بالإضافة إلى وجود قرابة 2.000 قطعة أثرية، ناهيك عن الخزان المائي بسطورة والمسرح الرماني بمدينة سكيكدة وغيرها.
لكن وعلى الرغم من أهمية مثل تلك المواقع التي بإمكانها المساهمة في ترقية الساحة التثقيفية على مدار السنة، إلاّ أنّ وضعها المزري وكذا عدم تسييجها من قبل المصالح المختصة لاسيما البلدية منها، ناهيك عن غياب مطويات إعلامية تعرّف بتلك المواقع، ونقص في المرشدين المتخصصين في الآثار، جعلها تعيش النسيان والإهمال، وما زاد الطين بلّة غياب النظرة الاستشرافية بالنسبة للعديد من رؤساء البلديات التي يوجد عبر إقليمهم كل ذلك الكم الهائل من تلك الآثار.