في أجواء مرحة يصنع بهجتها الصغار
الأولياء بين غلاء الأضاحي ومطالب الأبناء
- 712
يواصل أرباب العائلات عملية البحث عن الأضحية المناسبة، لاسيما أن العد التنازلي ليوم العيد قد انطلق، فكل حسب تصوراته واحتياجاته، فهناك من يبحث عن الخروف السرندي "الأبيض بالأسود"، وآخر يريد "الثني" حسن القوام كثيف الإيهاب، في حين يبحث آخرون عما يتناسب وقدرتهم الشرائية، كل هذا بحضور الأطفال الذين يرافقون آباؤهم إلى مواقع الموالين في "الحصايد" أو "بالأحواش"، في مناطق مختلفة من العاصمة وما جاورها، حيث يبحث الصغار عن الكبش الإقرن، الذي تبدأ عملية اللعب معه هناك .
يشكل عيد الأضحى فرحة عارمة تملأ النفوس قبل البيوت، ففيه يجد الفرد راحة وأنسا وهروبا من متاعب الدنيا، إلى فسحة أمل وسعادة، تمتد أطرافها على قدر اليقين والامتثال لأوامر الخالق، فأيام العيد التي تنسكب فرحتها على القلوب لتبلغ البيوت فتوصل الإرحام، ويطعم بفعلها الجياع ويسعد الفقراء من عطاء الرزاق تعالى، الذي أوجب حق الصدقة من الشاة، ليأكل المحروم والغني والفقير، ويدخل اللحم البيوت كلها.. كل هذا العطاء جعل من هذه الأيام المباركة أيام سرور، تطبعه ضحكات الصغار مع خرفانهم، حيث تملأ الأكف الصغيرة بحفنة السكر، ويتم السيطرة على الكبش الذي يتبع صاحبه الصغير، نظير تناولها للحلو، ومنه الخروج معه للرعي بدون خوف من النطح أو الهروب، حيث يقضي الصغار ساعات طوال في اللعب مع خرفانهم دون كلل.
خلال تجوالنا بالعديد من المناطق التي تشهد عملية بيع الأضاحي، لاحظنا مرافقة الأطفال لذويهم، لاسيما الآباء، على غرار عين النعجة، باش جراح، براقي، أولاد السلامة، بابا علي وعلى الطريق المؤدي إلى" تباينات"، يمينا وشمالا، حيث عرض الموالون ما لديهم من الأضاحي، التي انطلقت أسعارها من 80 ألف دينار، لتصل إلى أكثر من 160 ألف دينار. علما أن الخرفان بسعر الانطلاق المذكور لا ترضي العين، كما يقال، حسبما أشار إليه محدثونا، فكلما أراد الزبون أضحية أكمل وأجمل، عليه أن ينطلق من سعر95 ألف دينار. وقد تنافس الصغار منذ حوالي شهر، في اختيار الأضحية، وسط المروج الخضراء، لأنه غالبا ما يطرح الآباء السؤال التالي على الأبناء: "هل أعجبك كبشك؟" لتطبع الابتسامة على المحيا الصغير، مع أن الكبش الأقرن على رأس الخيارات، لأنه في مركز المباهاة بالنسبة لهم.
الجدير بالذكر، أن عملية بيع الأضاحي انطلقت منذ أزيد من شهر، لعدة اعتبارات، من بينها أن الكثيرين وجدوا صعوبة في اقتناء أضحية، خلال السنة الماضية، لعدم معرفتهم الأماكن التي عرضت فيها وبأسعار جيدة، لاسيما مؤسسة "لاتراكو" التي تعد أسعارها تنافسية ومطلب الجميع. علاوة على الغلاء ونفاذ الكمية التي جلبها الموالون، إذ لم يتسن للكثيرين الذبح.
اقتناء ملابس العيد أيضا من الأساسيات لدى البعض، رغم أن عيد الأضحى معروف بالزهد في اقتناء الملابس، على خلاف عيد الفطر، التي يكون فيه شرائها ضروريا لصنع الفرحة وإدخال البهجة على القلوب. وقد اصطحبت بعض الأمهات أبناءهن إلى محلات بيع الملابس الصيفية والأحذية الخفيفة، وترى ربات البيوت أن شراء ملابس جديدة للصغار تكمل الفرحة وتسعد القلوب، وقد تراوحت ألبسة الصغار بين 1700 دينار للفستان و4500 للطقم بالنسبة للفتيات، و3000 دينار للطقم الذكوري. في حين اختلفت أسعار الصندل بين 800 دينار إلى 3000 دينار وأكثر بالمحلات. وكالعادة، كانت الأسواق الشعبية ملاذ متوسطي الدخل والفقراء، الذين لا يتخلفون عن الموعد في كل المناسبات.