سلوكات غير صحية تعود مع العيد
الإقبال على ”المرڤاز” يفضح الوعي الاستهلاكي
- 1078
رصدت ”المساء” عددا من السلوكات والتصرّفات المضرة بالصحة التي سرعان ما انتشرت بعد العيد مباشرة، والتي عكست مدى تدني الوعي الاستهلاكي رغم المجهودات المبذولة من طرف الأخصائيين والجمعيات طوال أيام الشهر الفضيل وعلى مدى أيام السنة؛ ما يدعو إلى التساؤل عما إذا أصبحت الطريقة المتبعة في التوعية والتحسيس لا تجدي نفعا، أم أن المواطنين يتعمّدون التحلي بسلوكات غير صحية بسبب اللهفة؟
من جملة ما تمّ رصده من تصرّفات تعكس درجة الاستخفاف بصحة المستهلك، الإقبال على بيع ”النقانق” المشوية على الجمر صباح العيد. والغريب في الأمر أن من يباشر هذه المهمة هم شباب لا علاقة لهم بالطبخ أو لا يحوزون أي معلومات حول نوعية اللحوم وما يتعلق بكيفية حفظها وطريقة تحضيرها؛ إذ يُعدون طاولات في الأحياء، ويقتنون كمية من النقانق، ومن ثمة يقومون بشيّها في الهواء الطلق، معرّضة لكل أنواع الجراثيم، وحولهم عدد من الشباب ينتظرون أن تحضَّر لهم السندويشات المعَدة من ”النقانق” المرفقة بالصلصة الحارة. هذه الوجبة تستقبلها المعدة، التي تعوّدت على عدم الأكل طيلة أيام الشهر الفضيل، لتصطدم بوجبة ضارة قد تقود بصاحبها إلى قاعة الإنعاش مباشرة، يحدث هذا في ظل غياب كلي لمصالح الرقابة، التي يُفترض أن تحارب مثل هذه التصرفات غير الصحية.
ولا يقتصر الأمر على تناول وجبة غذائية ضارة قبل حلول موعد الغداء أحيانا؛ إذ تُرفق بكميات معتبرة من المشروبات الغازية التي سبق لعدد من الأخصائيين أن أكدوا ضرورة محاربتها بالنظر إلى ما تحويه من كميات كبيرة من السكر، فضلا عن أنها تزوّد الجسم بطاقة فارغة وتجعله لا يشعر بالشبع، وكلّما شرب منها طالب بالمزيد، وهو ما يعكس ارتفاع معدل المصابين بداء السكري.
هي تصرفات ألفناها صبيحة كلّ عيد، وتحوّلت إلى تقليد لم يستقطب الشباب فقط، بل امتد إلى شريحة الأطفال، الذين بدافع التقليد يقبلون على اقتناء وجباتهم الممثلة في ”النقانق المشوية” من هذه الطاولات، معرضين حياتهم للخطر.
وحسبما كشف عنه حسان منوار في عدد من الخرجات التحسيسية لمحاربة الملح والسكر والدهون، فإنّ المستهلك اليوم رغم وعيه بخطورة بعض الأطعمة يقبل عليها، ما صعّب عملية التوعية، ويتطلب البحث عن آليات جديدة تحث المستهلك على التحلي بالوعي الاستهلاكي.
ومن جملة السلوكات السلبية التي تتكرر مع كل عيد أيضا، البيع العشوائي للألعاب الموجهة للأطفال، والتي غلب عليها طابع العنف، حيث كانت أكثر الألعاب مبيعا المسدسات المعبأة بعدد من الخراطيش، التي إن أخطأ الطفل في تصويبها قد تتسبب في فقء عين طفل آخر! وعلى الرغم من معرفة الأولياء بخطورة مثل هذه الألعاب غير أنهم يقبلون على اقتنائها لأبنائهم؛ تلبيةً لرغبتهم؛ فقط لأنّ المناسبة هي العيد!