فارس مسدور خبير في الاقتصاد:
الاحتفال بالمولد لا زال شكليا
- 569
قال فارس مسدور الخبير في الاقتصاد في تصريحه لـ»المساء»، ردا عن سؤال حول الاحتفالية بالمولد النبوي الشريف التي تتجه سنويا إلى التركيز على إحراق الأموال بشراء كميات كبيرة من المفرقعات والتبذير، أننا لم نصل بعد إلى نشر الثقافة الحقيقية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأن الاحتفالية في مجتمعنا لا زالت شكلية مظهرية لا تمت بأية صلة للاحتفالة الحقيقية التي يفترض أن تكون عن طريق الحديث عن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام والاقتداء بصفاته وخصاله.
من جهة أخرى، أعرب الأستاذ فارس عن تعجّبه من إقدام كل الولايات على إحراق كميات معتبرة من المفرقات ليلة الاحتفال، باستثناء بعض ولايات الجنوب التي لا زالت إلى حد ما محافظة وتحتفل بالمناسبة احتفالية دينية، من خلال الإكثار من الحلقات والدعوة إلى الاقتداء بخاتم الأنبياء والمرسلين، مشيرا إلى أن القول بأن الجزائر تعيش أزمة وحالة التقشف من شأنها أن تؤثر على سلوكات المواطنين في الاقتناء مردود عليه، يعلق «لأن الجزائر في رأيي لا تعيش أزمة وإنما هي بوادر أزمة فقط، بدليل أن العائلات عشية الاحتفالية تقبل على شراء وبكميات كبيرة، كل ما تحتاجه من ضروريات وكماليات لإحياء ليلة المولد النبوي الشريف».
ثقافة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حسب محدثنا، تحتاج إلى إعادة مراجعة، وهو الدور الذي ينبغي أن تلعبه المؤسسات المسجدية التي تتحمل المسؤولية بنسبة 70 بالمائة، أما 30 بالمائة المتبقية، فهي مسؤولية الأسرة بالدرجة الأولى، التي يفترض أن تلعب دورا هاما في تغيير نمط الاحتفال، بتهذيبه والتركيز فيه على الطابع الديني، مشيرا إلى أن من بين الكوارث التي خلفتها الاحتفالية في السنوات الماضية، طفل فقد أحد عينيه وتطلب أمر علاجه مبلغا ماليا كبيرا.
من جهة أخرى، أكد الخبير الاقتصادي أن المجتمع الجزائري إلى حد اليوم، لم يفهم المغزى من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، يقول «في اعتقادي، نحن بحاجة إلى المزيد من التوعية والتحسيس بالاعتماد على الومضات الإشهارية في مختلف القنوات السمعية والبصرية»، مشيرا بلغة الأرقام إلى أن الجزائر تحرق خلال يومين ما يقارب الـ5 ملايير دينار، وهو مبلغ كبير يحتاج إلى إعادة النظر في هذه الاحتفالية الدينية».
❊رشيدة بلال