دور المرأة إبان الثورة التحريرية

الباحث بن قادة يقدّم الوهرانية نموذجا

الباحث بن قادة يقدّم الوهرانية نموذجا
  • 4471

نشط الباحث في علم الاجتماع والمؤرخ والمجاهد الصادق بن قادة بقاعة «المرجاجو»، ندوة حول «نضال المرأة الجزائرية، والوهرانية نموذجا، ما بين 1945 و1962»، بدعوة من جبهة القوى الاشتراكية، فيديرالية وهران.

قدّم الباحث عرضا تفصيليا حول مختلف أشكال النضالات النسوية بوهران، بداية من مظاهرات أول ماي 1945 وانتهاء بمجازر المنظمة الخاصة بوهران. كما كشف أن الوهرانية ولجت الساحة السياسية لأول مرة، حسب ما هو مدوّن في الأرشيف، بعد الحرب العالمية الثانية؛ أي بعد أحداث 8 ماي 1945، وبرزت مع الحركة الوطنية ومدرسة «الفلاح» لجمعية العلماء المسلمين والكشافة الإسلامية الجزائرية، عدة أسماء فاعلة اجتماعيا وسياسيا، منهم نور الهدى التي كان يُشهد لها بنشاطها ونضالها المستميت منذ 1946. وأضاف المؤرخ أن أحداث 1 ماي 1946 بوهران، شهدت بروز حركة من أجل المسجونين، كانت تضم فرعا نسويا، سجلت المرأة فيه حضورا قويا من خلال انخراط جزائريات وأوروبيات، على غرار فاطمة مراني، التي كانت نائب رئيس بلدية قديّل في 1948، والسيدات بن مرزوقي وبن علو وصبان وخرفي ونوار يامينة ومزهودي ونميش وقادري وبن عمر وبن قادة خيرة، ورحال وسليمان وجميناس وكازيميل وماسيرا وسعدون علال وأستر، وغيرهن ممن انخرطن في الحراك السياسي خلال حرب التحرير الوطني. كما استشهد الأستاذ بقادة في مداخلته، ببعض الأسماء التي أمضت على البيان الخاص بالنداء من أجل السلم في الجزائر، الذي حمل توقيعات جزائريين وفرنسيين على حد سواء. ومن النساء اللواتي وقعن على هذا البيان، يقول المحاضر، المجاهدة تهامي يمينة التي كانت قابلة، فضلا عن أسماء كثيرة لمعلمات ومناضلات كن معروفات على الساحة آنذاك.

وفي سياق متصل، أشار المتحدث إلى أن من بين النساء اللواتي مارسن النشاط الثوري ممرضات تكوّنّ في مدرسة التمريض الفرنسية أو بعيادة الدكتور الراحل نقاش سنة 1949، وكلهن التحقن بالجبال سنة 1956، على غرار المجاهدتين قطاف وخيرة بن داود، اللتين لعبتا دورا إنسانيا ووطنيا يُشهد له على مر الزمن، باعتبار أنّ الثانية جمعت عشرات يتامى مجازر خراطة وقالمة وجاءت بهم إلى وهران رفقة ستي ولد قاضي، حيث تكفلتا بتربيتهم بمساعدة العديد من العائلات الوهرانية. كما ذكر المناضلة فضيل عباسية والأختين زليخة وزهور بن قدور، وزعلان يمينة وفطومة ولد بوعظمة والأخوات بن سليمان وغيرهن كثيرات، وكلّهن سُجن وتعرضن لأبشع التعذيب من قبل الجيش الفرنسي، لإجبارهن على الاعتراف، غير أنهن صمدن صمود الأبطال.

وقدّمت، بالمناسبة، السيدة فلة دموش، عضو بالحزب بالمكتب الولائي، كلمة ذكّرت من خلالها بقيمة المرأة الجزائرية التي كان لها دور مهم خلال الثورة التحريرية وبعدها، ووقفت إلى جانب الرجل في تحمل المسؤولية تجاه الثورة المباركة، ليس فقط كسند قوي للزوج والأخ والابن والأهل الذين حملوا السلاح ضد الاستعمار الفرنسي، بل أيضا كمحاربة ومناضلة وممرضة ومسبلة وفدائية، رسمت أبلغ صور الكفاح والبطولة، كما عرّجت على دور المرأة في إحداث التوازن داخل المجتمع والنهوض بسلوك المواطنة وتعميق ثقافة الديمقراطية ونشر الوعي، باعتبار أن تمتع المرأة بحقوقها كاملة يعد حجر الزاوية، وأمرا مفصليا في المشروع التنموي الذي تتطلع إليه النخبة سواء كانت المرأة عاملة أو ماكثة بالبيت في الوسط الحضري أو الريفي.

وشارك في الندوة منظمات حقوقية؛ كالرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان والجمعية النسوية لتعزيز ممارسة المواطنة.

 

 

خ.نافع