أمام ارتفاع الإصابة بسرطان الرئة ونقص الجراحين المختصين:

البروفيسور لشهب يدعو إلى التحسيس بمسببات المرض

البروفيسور لشهب يدعو   إلى التحسيس بمسببات المرض
  • 1940

اعتبر البرفيسور محمد لشهب، رئيس جمعية الجراحة الصدرية، والمختص في جراحة الأمراض الصدرية بمستشفى أول نوفمبر بـ«إيسطو"، الملتقى الدولي الأول الذي انعقد بفندق "الشيراطون" مؤخرا، والذي تمحور موضوعه حول "سرطان الرئة والشعب الهوائية"، فضاء رحبا لتبادل التجارب والمعارف الطبية بشأن الجراحة الصدرية بين العديد من المختصين الذين قدموا من دول المغرب، فرنسا وتونس، فضلا عن الجزائريين، محذرا في الوقت نفسه من الارتفاع المقلق للإصابة بسرطان الرئة في السنوات الأخيرة، حيث وصل عدد المصابين بمعدل مريضين يوميا، في حين كان العدد لا يتجاوز المريض الواحد في كل شهرين سنة 1985، وهي السنة التي انطلقت فيها الجراحة الصدرية في الجزائر، حسب المتحدث الذي دعا إلى مزيد من التحسيس بمسببات الإصابة بسرطان الرئة، كالتدخين، ومرض السّل الذي لا يزال منتشرا بين السكان، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات العمومية  والهيئات الصحية للقضاء عليهن. وأضاف قائلا بهذا الخصوص: "سرطان الرئة يعرف ارتفاعا مضطردا في الجزائر، بتسجيل 3 آلاف حالة جديدة سنويا بسبب التدخين، القلق وعوامل أخرى كالتلوث البيئي، خاصة بالمناطق الصناعية التي يكون سكانها أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، وفي هذا الإطار، أوجه نداء إلى كل المواطنين بعدم الاستهانة بمرض سرطان الرئة وضرورة القيام بالتشخيص المبكر الذي يكون أول علاج في حال التأكد من الإصابة به، خاصة أن كل الوسائل متوفرة للتكفل بالمرضى".

دعا البرفيسور لشهب إلى إلزامية فتح التكوين لجراحي الأمراض الصدرية، حتى يطلعوا على التقنيات الحديثة المتبعة في هذا المجال، كتقنية استئصال الورم السرطاني بالمنظار، بالتعاون مع مختصين من الدول التي تعرف تقدما في الجراحة الصدرية؛ كفرنسا. مؤكدا أن جمعيته تبذل مجهودات كبيرة في سبيل تكوين جراحي الأمراض الصدرية، لفائدة المستشفيات الجزائرية التي تشكو نقصا واضحا في التأطير الطبي في هذا المجال، حيث يقول في هذا الشأن: "هناك مصالح طبية موجودة منذ ثلاثين سنة، لكن لا تتوفر على جراحين للأمراض الصدرية، نجري عمليات جراحية على المصابين بهذا المرض يوميا، لكن هناك من لا نقدر على تطبيبهم بالجراحة بسبب نقص عدد الجراحين، وحاليا تتوفر الجزائر على 50 جراحا للأمراض الصدرية، وهذا عدد قليل مقارنة بالسكان الذين يصل عددهم إلى 40 مليون نسمة، لذلك نحن نجتهد لتكوين أكبر عدد ممكن من جراحي الأمراض الصدرية بهدف التقليل من هذا العجز، وحتى يكون الطبيب قريبا من المريض".

عرف هذا الملتقى الدولي الأول حول "سرطان الرئة والشعب الهوائية" إلقاء مختصين من دول فرنسا، المغرب وتونس للعديد من  المداخلات حول عدة مواضيع، كتاريخ الجراحة الصدرية في الجزائر، سرطان الرئة أسبابه والوقاية منه، مع استعراض تجاربهم في مستشفيات بلدانهم.