"قندورة الزينة" بقالمة
"البيرلاج".. "الكوكتال" رموز الأصالة في الأعراس

- 92

تتميّز المرأة القالمية بزّيها التقليدي الذي لا يختلف كثيرا عن اللباس القسنطيني والعنابي والسكيكدي والسوق أهراسي، ولا تزال العائلات القالمية تحتفظ بموروثها التقليدي، خاصة حيال "قندورة الفتلة" أو "المجبود"، أو كما يسمّيها المجتمع القالمي "قندورة القطيفة".
تعد حرفة الخياطة والطرز من أهم الحرف التقليدية القديمة والعريقة بولاية قالمة، ومع قدوم فصل الصيف المرتبط عادة بموسم الأفراح والأعراس، تسارع العائلات القالمية لتجهيز العروس، وأول نوع من اللباس يجب التركيز عليه هو قندورة "المجبود" أو "الفتلة" باعتبارها سيّدة جهاز العروس القالمية، ولا يمكن الاستغناء عنها، فلا يخلو حي من أحياء مدينة قالمة مثلا، من ورشة أو خياطة في البيت لهذا النوع من الحرفة التي بقيت متداولة بين النساء القالميات، للحفاظ على الموروث التقليدي.
وتعد "قندورة الزينة" من بين الأزياء التي بقيت محافظة على أصالتها في الأعراس والأفراح بقالمة، وهي غالية الثمن تلبسها العروس القالمية في "التصديرة"، أي في ليلة "الحناء"، وتختلف ألوانها حسب الاختيار والذوق، تُطرّز يدويا بخيوط ذهبية وبدقّة، فتتشكّل رسومات مختلفة، حيث يكون الطرز على الرقبة و«الذفارة" أي أسفل الجبّة أو بكامل القندورة، لتعطي بذلك جمالا وتحفة.
نشير إلى أنه خلال السنوات السابقة كانت توزّع عليها "حبّات الويز"، وفي الوقت الحاضر تم الاستغناء عن الذهب بسبب غلائه، وإلى جانب "قندورة القطيفة"، لا تخلو خزانة المرأة القالمية بصفة عامة، من "قندورة الكوكتال" فهي نوع آخر من القندورة المصنوعة بالفتلة، أي الخيط الذهبي، أو المطرّزة، تضاف إليها أنواع من السمسم و"الكونتير" والأحجار المرصّعة غالية الثمن، وتلبس قندورة "الكوكتال" مع "القاط" أي "الجيلي"، وهو بنفس شكل ولون القندورة يُطرّز بألوان زاهية، وأصبح يسمّى حاليا "قويّط" لصغر حجمه، لأن "القاط" نوعا ما طويل ويصل إلى ركبة المرأة، بينما "القويّط" لا يتعدّى حزامها، ويُطرّز هذا النوع من اللباس التقليدي على قماش "ساتان" أو "لاموار"، وعند لباس المرأة القالمية لهذه القطعة الفنية، يجب أن ترفق بالحزام الذهبي (المحزمة) والأساور في اليد (المقياس)، وتتنافس القالميات في قاعة الأفراح والأعراس، في إبراز جمال القندورة عند ارتدائها رفقة الحلي، فيما تفضل في أغلب الأحيان، ارتداء القندورة رفقة "البرنوس"، رمز الأصالة، عند دخولها قاعة الأفراح والأعراس.
كما تُعد ڨندورة "البيرلاج" تحفة فنية، ومن أهم لباس الزينة في الأعراس، تستخدم في تطريزها الأحجار واللؤلو، وتكون في غالبها على أي نوع من القماش مثل "الساتان"، وأيضا، ڨندورة "التل"، وهي بسيطة في تطريزها بخيط ذهبي على قماش "الساتان"، بإضافة الأحجار المرصّعة. إلى جانب ذلك، نجد ڨندورة "الحساب" التي تتميّز بطرز الحساب، ويتميّز هذا الطرز بأشكاله وألوانه المتعدّدة، على قماش القطيفة أو تركال.