تحسبا للدخول الاجتماعي
التحلي بالوعي الصحي كفيل بالحماية من الفيروسات
- 785
دعا الباحث في علم الفيروسات محمد ملهاق، بعد تفشي فيروس "أي جي 5" أو ما يُعرف بفيروس"إيريس" في أكثر من 51 دولة بما فيها فرنسا التي سجلت ارتفاعا في عدد الإصابات، إلى التحلي بالوعي الصحي خاصة مع اقتراب موعد الدخول الاجتماعي؛ من خلال العودة إلى التدابير الوقائية، لا سيما ما تعلق منها بغسل اليدين، والابتعاد على التجمعات، والحرص على التلقيح بالنسبة للفئات الهشة.
استعرض الباحث في علم الفيروسات محمد ملهاق، في بداية حديثه مع "المساء"، جملة من التوضيحات حول فيروس "إيريس" الذي بدأ يشغل الرأي العام. وقال بأن "هذه المعلومات لا بد أن يعرفها العام والخاص؛ لأننا في زمن يتطلب أن يكون لدينا نوع من الثقافة الصحية".
وبالنسبة للفيروس الجديد يكشف المتحدث بقوله: "هو متحور من سلالة أوميكرون المعروفة، وكما أصبح معروفا منذ انتشار جائحة كورونا، بأن هذه الفيروسات من طبيعتها التحور لإيجاد طفرات جديدة مقاومة؛ حيث كانت المنظمة العالمية للصحة أعلنت عن وجوده. وكان تحت الرقابة بعدما رُصد لأول مرة في الصين"، مؤكدا في السياق، أن "الفيروس، اليوم، مصنف حسب منظمة الصحة العالمية، بأنه مثير للاهتمام؛ لأنه لايزال تحت الرقابة والبحث، خاصة أن أعراضه لاتزال غير محددة بدقة، وهي قريبة، في الظاهر، من أعراض فيروس أوميكرون، ومختلفة عن أعراض (دلتا)؛ حيث تتمثل الأعراض في سيلان الأنف، والتهاب الحلق، وهي، على العموم، ليست بالأعراض الخطيرة" .
من جهة أخرى، أشار الباحث ملهاق إلى أن "أهم ما ينبغي أن يعرفه المواطن البسيط، أن هذا الفيروس أكثر ما هو مقلق فيه كونه سريع الانتشار مع مقاومته للأجسام المضادة؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤثر كبداية، على الفئات الهشة، ممثلة في كبار السن، والنساء الحوامل، والأطفال، والمصابين بالأمراض المزمنة"، وبالتالي "يجب التذكير بأهمية العودة إلى التلقيح، الذي يُعد الآلية الوحيدة للرفع من المناعة"، مؤكدا أن المتحور الجديد انتشر في عدد من الدول ومنها الصين، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا وفرنسا، ومشيرا إلى أن في هذه الأخيرة سجلت حالات كبيرة للمصابين الذين ترددوا على المستشفيات، غير أن ما يدعو إلى الارتياح بالنظر إلى تردد الجزائريين عليها، أن معايير الخطورة بالنسبة لهذا الفيروس في فرنسا غير موجودة؛ لأنه لم يتم تسجيل حالات وفيات أو حالات تحت العناية المشددة. وأكد، بالمناسبة، أن الحلول المقترحة ليست في إيقاف الرحلات لمنع الانتشار، خاصة أن الجزائر لم تسجل حالات؛ قال: "الحل، في اعتقادي، لتفادي دخول مثل هذه المتحورات، في تشديد الرقابة على الحدود، خاصة أن كل المتحورات دخلت عبر الحدود لا سيما أننا في عطلة الصيف، التي تعرف ترددا كبيرا على الجزائر، من خارج الوطن"، يضيف المختص.
وردّا على سؤال "المساء" حول التدابير الاستباقية التي ينبغي للمواطن أن يتخذها من أجل حماية نفسه بعدما أصبحت لديه تجربة اكتسبها من جائحة كورونا، قال الباحث ملهاق "إن ما نفخر به اليوم هو تفشي نوع من الثقافة الصحية بين المواطنين؛ بدليل أن المواطن أصبح يسأل ويبحث عن سبل الوقاية، التي تبدأ دائما بالحرص على غسل اليدين الذي يحمي من مختلف الأمراض والفيروسات، وتفادي قدر الإمكان التجمعات، وحرص المصابين بسيلان الأنف أو السعال، على ارتداء الكمامة، ومعايدة الطبيب لتشخيص الحالة"، مشيرا إلى أن "ما ينبغي التأكيد عليه أننا لانزال نعيش في جائحة كورونا؛ لأن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن انتهاء حالة الطوارئ، ولكن الفيروس لايزال موجودا، وهو ما نعيشه اليوم؛ حيث عاد للظهور. وإن حدث وانتقل الفيروس من التصنيف المتوسط إلى التصنيف الأعلى منه، فيمكن اتخاذ إجراءات أخرى أكثر تشديدا؛ لحصر الفيروس ومنعه من الانتشار، خاصة أن احتمال تطور الفيروس بطفرات جديدة لايزال واردا"، يختم المختص.