رئيس جمعية "أمل في الحياة" لـ "المساء":
التكفل النفسي بمرضى السرطان جزء من العلاج
- 1134
دعا بارودي فقيرة، رئيس جمعية "أمل في الحياة" لمساعدة المصابين بداء السرطان لولاية سيدي بلعباس، إلى التكفل النفسي بمرضى السرطان وبأهاليهم على السواء، لا سيما أن عائلات المرضى والمقربين يعانون أيضا من أزمات نفسية حادة بسبب ذلك، مشيرا إلى أن التكفل بالأقارب غائب تماما. كما أن التكفل النفسي بالمرضى في حد ذاته، يشهد ضعفا كبيرا، لا سيما بالنسبة للمصابين، الذي تقدمت مراحل مرضهم؛ الأمر الذي يصعب تقبّله من المريض وعائلته بسبب التشخيص المتأخر.
وأضاف المتحدث أن التكفل النفسي بالمصابين بداء السرطان، يساعدهم كثيرا في تخطي الحالة، ويرفع من فرص تعافيهم؛ فالراحة النفسية هي أكثر ما يعتمد عليه الطبيب المعالج في المراحل الأولى من المرض، يضيف رئيس الجمعية، الذي أشار إلى أن العامل النفسي له تأثير كبير على المناعة، وعلى قوة الجسم في التصدي للمرض، وهذا ما يجعل المرافقة النفسية ضرورية للمرضى. وعن التكفل النفسي بالمريض يقول فقيرة، "لا بد أن يبدأ منذ المرحلة الأولى من اكتشاف المرض، ومنذ أن يتم إبلاغ المريض؛ باعتبار أن تلك هي أصعب المراحل، خصوصا أن هذا المرض الخبيث لا يمكن تقبّله؛ سواء من طرف المريض أو حتى من طرف أهل المريض".
وعن هذا قال بارودي فقيرة إن التكفل النفسي بأهل المريض أمر ضروري كذلك، خصوصا بالنسبة لقريب المريض، على غرار الأم والأب، والأبناء، والزوج والزوجة، أو حتى الأخوات أحيانا؛ أي الأهل، الذين يكونون بمقربة من المريض بصفة مباشرة؛ ما يجعلهم يعيشون الوضعية والمرض، ويتأثرون كثيرا؛ ما يُدخلهم دوامة من الحزن والاكتئاب. وأضاف رئيس الجمعية: "هذا التكفل لايزال غائبا تماما في الجزائر. ولا يتم الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع بالرغم من معاناته!"، مشيرا إلى أن أكثر ما يتأثر بذلك، الأم في حال إصابة طفلها، وهذا ما شهدناه من خلال تعاملنا مع هذا النوع من الحالات".
وتحاول الجمعية من خلال نشاطها، حسب المتحدث، تقديم تلك المساعدة بالتكفل النفسي بالمرضى المصابين، وهذا بمساعدة خبراء نفسانيين، يتعاملون وفق حالة المريض؛ بمساعدته في رفع معنوياته، التي تعمل بشكل كبير على مضاعفة فرص الشفاء موازاة مع العلاج الصحي، الذي يخضعون له. وذلك التكفل يتمثل، أساسا، في خرجات التسلية والترفيه، وجلسات المعالجة النفسية، والأشغال اليدوية التي توفرها الجمعية. وأضاف بارودي فقيرة أن مسار مريض السرطان طويل وشاق، وتسعى الجمعية لأن تكون حاضرة، وترافقه خلال جميع المراحل، بدءا بالكشف عن المرض وتشخيصه، فالعلاج، ثم التكفل النفسي. وأضاف محدثنا أن العديد من المرضى يجدون أنفسهم مجبَرين على التنقل إلى المراكز الجهوية لمكافحة السرطان، وترك عائلاتهم، وهو ما يؤثر سلبا على نفسيتهم؛ الأمر الذي يستدعي تجنّد الجمعيات والمجتمع المدني للتكفل بهم، ومرافقتهم نفسيا واجتماعيا.
وتسعى جمعية "أمل في الحياة" من خلال مختلف الخدمات التي تضعها تحت تصرف مرضى السرطان، لتوفير لهم المرافقة النفسية والاجتماعية اللازمة. ويتجلى ذلك في توفير خدمة المرافقة النفسية، وكذا الإيواء والنقل والإطعام والدعم المالي والصحي، على غرار العديد من الجمعيات الناشطة في نفس المجال.