الأيام الوطنية حول "السرطان، البيئة والتغذية" ببومرداس

التنسيق بين الفاعلين لإنقاص عوامل الإصابة

التنسيق بين الفاعلين لإنقاص عوامل الإصابة
الأيام الوطنية الأولى حول "السرطان، البيئة والتغذية" المنعقدة بجامعة بومرداس حنان.س
  • 1048
❊ حنان.س ❊ حنان.س

دعا أخصائيون في الصحة العمومية، إلى أهمية التنسيق بين مختلف القطاعات من أجل تطويق الإصابة بالسرطان المتزايدة السنة بعد الأخرى، وقالوا بمناسبة انعقاد الأيام الوطنية الأولى حول "السرطان، البيئة والتغذية" المنعقدة بجامعة بومرداس، أول أمس، إن الاهتمام بالتغذية السليمة والبيئة النظيفة يعتبر أساس الوقاية الأولية من الإصابة بالسرطان، علما أن الجزائر تحصي قرابة 50 ألف حالة إصابة سنويا، ستقفز بحلول 2034 إلى حدود 60 ألف إصابة جديدة.

اعتبر البروفسور كمال بوزيد، رئيس مصلحة الأنكولوجيا بمركز مكافحة السرطان "بيار وماري كوري" بالعاصمة، أن العودة إلى نمط تغذية الأجداد أصبح أكثر من حتمية حاليا، بالنظر إلى تزايد مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب الأكل غير الصحي، وأضاف في تصريح لـ«المساء"، على هامش انعقاد الأيام الوطنية الأولى حول "السرطان، البيئة والتغذية"، أن الأكل غير الصحي المشبع بالدهون، لاسيما "البتيزا" و«البرغر" و«الشاورما" أضحى يشكل خطرا محدقا بالصحة العمومية، يضاف له الإفراط في تناول اللحوم الحمراء وقلة الحركة، ليصبح هذا النمط الغذائي قنبلة موقوتة تهدد بالإصابة بمختلف الأمراض، وعلى رأسها السرطان، يقول الأخصائي، مؤكدا أنه آن الأوان لتتدخل السلطات العمومية وتنسق جهودها من أجل تطويق الإصابة بالسرطان، لاسيما إنقاص الإضافات الغذائية والملح والسكر في الأغذية، ناهيك عن التخفيف من حدة استعمال البلاستيك في تعبئة المواد الغذائية، بالنظر إلى الخطر الذي تشكله الجزئيات في عملية تصنيع مواد التعبئة البلاستيكية، وما تشكله كنفايات يتم حرقها، فتتسبب في تلوث البيئة، وهذا العامل خطر مباشر على ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان، إلى جانب مخلفات الغازات المنبعثة عن "الديازال" في تلوث البيئة، كلها عوامل تزيد من حدة الإصابة بمختلف أنواع السرطان.

في نفس السياق، تحدث البروفسور بوزيد عن تسجيل الجزائر حاليا 50 ألف حالة إصابة جديدة من السرطان، و20 ألف حالة وفاة سنويا بنفس الداء، إذ يحصي سرطان القولون والمستقيم سبعة آلاف حالة سنويا لدى الجنسين، يليه سرطان الرئة والبروستات في صدارة الإصابة لدى الرجال، وسرطان الثدي لدى النساء، بإحصاء 12 ألف حالة إصابة سنويا.

قال الأخصائي، إن وضع مخطط وطني لمكافحة السرطان 2015-2019، ساهم بشكل كبير في "تزايد الوعي العام بإشكالية الإصابة بمختلف أنواع السرطان في الجزائر"، مؤكدا أن إعطاء تقييم عام عن المخطط الوطني الذي يرأسه البروفسور مسعود زيتوني، سيكون خلال شهر أكتوبر القادم، مثمنا العمل الكبير الذي أقيم بفضل المخطط الذي سمح بتحسين التكفّل بمرضى السرطان خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن عدد المسرعات وصل اليوم إلى 43 موزعا عبر مختلف مراكز مكافحة السرطان عبر الوطن، وقال إنه سيتم في غضون السنة الجارية اقتناء 15 آخر، مما سيساهم في تحسين التكفّل عموما بمرضى الداء.

حملة لتشخيص سرطان القولون والمستقيم قريبا

من جهته، أوضح البروفسور محمد أوكال، رئيس مصلحة طب الأورام بمستشفى بني مسوس، أن حملات التشخيص المبكر تبقى من بين أهم عوامل الوقاية من الإصابة بالسرطان، وقال إن حملة تشخيص سرطان "البروستات" التي جرت مؤخرا في ولاية بومرداس، سمحت بتسجيل حالات إصابة بهذا الداء لدى الرجال ممن تجاوزوا الخمسين سنة، وأمكن معها العلاج، كونها كانت إصابات في مراحلها الأولى "وهو ما يؤكد دائما أن التشخيص المبكر يبقى حاليا أحسن وسيلة لتفادي الإصابة بالسرطان"، يوضح البروفسور لـ«المساء"، على هامش نفس اللقاء. مبرزا في المقابل، أن حملة ثانية مرتقبة في غضون السداسي الجاري على مستوى مستشفى برج منايل بولاية بومرداس، لتشخيص سرطان القولون والمستقيم، حيث يجري حاليا الإعداد للفريق الطبي والتقني الذي يؤطر الحملة.

للإشارة، نُظمت الأيام العلمية الأولى حول "السرطان، البيئة والتغذية" من طرف جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان لولاية بومرداس، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية "إيكو كونسبت للتنمية المستدامة"، ومصالح التجارة لبومرداس وجامعة "أمحمد بوقرة"، وعرفت تقديم عدة محاضرات حول موضوع السرطان وعوامل الإصابة البيئية والغذائية.