الخبير في التكنولوجيا والأنظمة الرقمية نسيم لوشاني لـ"المساء":
التوعية بمخاطر الأنترنت تتطلب إدراك أبعادها
- 422
يصف أهل الاختصاص التكنولوجيا ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، بالمميزة في عمليات التعلم والترفيه، والتواصل، والاستفادة من مختلف أنواع المحتويات بطريقة لحظية وآنية، إلا أنها بقدر ما تحمله من مميزات جذابة، تظل تشكل خطرا كبيرا على الأطفال والمراهقين، وحتى البالغين.
ولعل أهم هذه المخاطر المحتويات الضارة أو غير الملائمة؛ الإباحية منها، والعنيفة عبر مختلف محركات البحث أو التطبيقات، لا سيما أننا نعيش اليوم، حسب الخبير في التكنولوجيا والأنظمة الرقمية نسيم لوشاني، "حربا معلَنة؛ الأمر الذي يترتب عليه المراهنة، بشكل فعال، على التوعية، التي أصبحت السبيل الوحيدة لتهيئة أرضية حماية، لا تتحقق إلا بمعرفة ماهية المخاطر التي تشكلها الأنترنت".
ذكّر الخبير في التكنولوجيا والأنظمة نسيم لوشاني، بأهمية التوعية بمختلف مخاطر التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي؛ نظرا لما تخفيه من آثار نفسية وعاطفية، خاصة لدى فئة الأطفال والشباب؛ قال لـ"المساء": "أكثر من هذا، أصبحنا نصادف ما يسمى بالتنمر الإلكتروني؛ حيث نجد أن الأطفال والمراهقين يتعرضون لنوع من التنمر بسبب جهل عمر المستخدم، أو إخفاء البيانات الحقيقية عن المستخدم، التي تجعل بعض المستخدمين ضحايا، لا سيما في ما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، والأنظمة الرقمية، والمدونات"، مشيرا إلى أن "التنمر قد يسبب للمستخدمين خاصة من فئة المراهقين، مشاعر الحزن والاكتئاب، بل يمكن أن ينمّي جانب الحقد على المجتمع، والعزلة.
ويمكن أن يتخذ موقفا معاديا لبيئته حتى قبل أن يعيش التجربة، كل هذا يتطلب لتجنب الوقوع فيه، معرفته أولا، ومن ثمة البحث عن سبل تجنّبه". ولفت الخبير إلى أن من بين المخاطر والتهديدات التي أصبحت تحملها الأنترنت اليوم، والتي تستدعي لفت انتباه الأولياء خاصة إليها، استغلال الأطفال والمراهقين في جوانب مختلفة؛ مثل تسريب معلومات، أو استدراجهم إلى تجارة المخدرات وغيرها، مضيفا: "لعل أكثر المخاطر التي نرغب في التحذير منها بعد تفشيها وسط فئة كبيرة من المراهقين بالخصوص، نقطة الإدمان الإلكتروني، وتحديدا أولئك الذين ينساقون وراء بعض الألعاب الإلكترونية، أو بعض منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما ما تعلق منها بـمنصة تيك توك في غياب الرقابة الأبوية" ؛ الأمر الذي أصبح، حسب المختص، "يشكل واحدا من أمراض العصر المستعصية"، مشيرا إلى أن "الحماية في هذا الإطار لا تتحقق إلا بإدراك ماهية المخاطر، لبلوغ التوعية المنشودة، التي تقود في النهاية، إلى تأمين الحماية".
ومن بين المخاطر التي يرى الخبير أن من الضروري أيضا إدراكها لتوعية مستخدمي الأنترنت وحمايتهم من أضرارها، ما يتعلق منها بوقوع الأطفال والمراهقين في الابتزاز الإلكتروني بسبب بعض المحتويات؛ الأمر الذي يجعلهم ينصاعون لأوامر المبتزين، ويدفع بالضحايا من فئة الأطفال، إلى ارتكاب بعض الأفعال التي تصل إلى حد الوقوع في الجريمة، التي تتطلب من الأولياء معرفتها، وإدراكها، وتوعية أبنائهم بها؛ من أجل حمايتهم منها. ويؤكد الخبير أن المعرفة المسبقة تشكل أرضية لبناء جدار الحماية، موضحا: "لا يمكن، مثلا، أن نتناول موضوع التوعية من مخاطر الأنترنت بدون معرفة نوعية المخاطر، والنتائج التي يمكن أن تقود إليها، والتي إن أدركها المستخدم، فمن المؤكد أننا سنصل إلى مرحلة من الوعي المجتمعي".