الخبير نسيم لوشاني لـ"المساء":

الرقمنة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تخصصات تجذب الطلبة المتفوّقين

الرقمنة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تخصصات تجذب الطلبة المتفوّقين
الخبير نسيم لوشاني
  • القراءات: 233 مرات
حاورته: رشيدة بلال حاورته: رشيدة بلال

اتجهت رغبة واهتمام الطلبة المتفوّقين والحائزين على معدلات  جيدة في شهادة البكالوريا، حسب ما رصدته "المساء"، إلى كل ما له علاقة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا؛ رغبة منهم في مواكبة  التطورات الحاصلة من جهة، ولأن العالم مبنيّ على كل ما هو  رقمي تكنولوجي.."المساء" تحدّثت مع الخبير في التكنولوجيا والأنظمة الرقمية نسيم لوشاني، عن رأيه كمختص في هذا التوجّه، ومدى تأثيرها على التخصصات الكلاسيكية.

❊ كيف تقرأ رغبة الطلبة المتفوقين في التوجّه نحو التخصصات التكنولوجية؟

❊ أعتقد أن التوجه نحو التخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتخصصات الهندسية وتلك الخاصة بكل ما هو تكنولوجيا، مرجعه تركيز العالم، اليوم، على كل ما هو تكنولوجي؛ الأمر الذي جعل هذه التخصصات مغرية وجذابة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن التخصصات الكلاسيكية لم تعد تخدم توجّهات العالم، الذي أصبح يعتمد اعتمادا كليا على التكنولوجيا في جميع التخصصات؛ فمثلا التخصصات الطبية أصبحت هي الأخرى، تعتمد على كل ما هو تكنولوجيا؛ لذا نجد أن الطلبة حتى في حياتهم اليومية، يعتمدون اعتمادا كليا عليها؛ سواء في الدراسة أو التواصل، وبالتالي فإن التعوّد على هذه الأدوات يفرض على الطلبة التوجّه نحو اختيارها. وأكثر من هذا، تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى مطلب ملحّ وجذاب، يندرج فيه عدد من التخصصات، وهو فرصة بالنسبة للذين يفضّلون العلوم المنطقية؛ حيث يجدون ضالتهم  فيه، خاصة بعدما أُدرج، هذه السنة، كآلية يمكن الاعتماد عليها في مسألة اختيار التخصص المناسب. وأعتقد أن هذه التوجهات مؤشّر إيجابي، يعكس وعي الطلبة، خاصة أننا في الوقت الراهن في أمسّ الحاجة إلى جيل يصدر خدمات تكنولوجية للعالم، ويعوَّل عليه ليكون بمثابة دخل للجزائر، لا سيما في المجالات التي تخص التحكّم الجيد في كل ما هو رقمي.

❊ في رأيك، هل هذا يعني أنّ التخصصات الكلاسيكية بدأت تفقد قيمتها؟

❊ كل التخصصات مهمّة، لكن بدرجات متفاوتة. وبعضها أثرت عليه التكنولوجيا بشكل كبير، وأفقدته أهميته؛ منها مثلا تخصص الترجمة المهدّد من التكنولوجيا، وتخصّص عون إداري، وغيرهما من التخصصات الكلاسيكية القديمة. وفي المقابل، حلّت محلها  تخصصات جديدة يغلب عليها الطابع التكنولوجي الرقمي؛ منها مثلا "مطوّر  واجهة المستخدم" ، و " مسؤول أمن سيبراني"، وغيرهما من التخصصات المستحدثة التي فرضت انتهاء بعض التخصصات، وحكمت عليها بالزوال. وفي رأيي، فإنّ هذا التحول هو تحصيل حاصل  للتطور. ويحتاج مراعاة من الطلبة، ليتمكّن من التكيف مع سوق العمل المحلي والدولي، الذي يتطلب البحث عن كل ما له علاقة بالتطوّر والتكنولوجيا.

❊ إذن الطلبة مدعوّون للتخصص في كل ما هو مرتبط بالتكنولوجيا؟

❊ ليس بالضرورة كل الطلبة؛ لأنّ بعض التخصصات لاتزال مطلوبة، لكن لا بدّ للطلبة من مراعاة متطلبات السوق؛ لأنّ الهدف في آخر المطاف هو التكيّف مع سوق العمل.
والملاحَظ أنّ السوق اليوم يطلب كل ما له علاقة بالتخصصات الرقمية، خاصة ما تعلّق منه بتخصصات الواقع  الافتراضي، والواقع المعزّز، والواقع المختلط، والذكاء الاصطناعي، والتوأم الرقمي، وغيرها كثير، وبالتالي لا بدّ عند الاختيار أن يكون هناك مواكبة لموضة العصر إن صحّ التعبير.

❊ بم نختم؟..

❊ بحسن اختيار الطالب التخصصات التي تواكب التطورات الحاصلة في المجال التكنولوجي، التي من شأنها أن تقدّم إضافة هامة لمجتمعه؛ لأنّ التكنولوجيا أصبحت تدخل في تطوير كل التخصصات؛ مثل التخصصات الهندسية، والطبية، وعلوم الفضاء التي تحتاج إلى الجانب الرقمي، وعليه فجيل التكنولوجيا يعوَّل عليه ليقدّم خدمات غير متوقعة لوطنه. ويمكن أن يُحدث ثورة في عالم التكنولوجيا والبحث العلمي.