هروبا من حر المنازل
الساحات العمومية قبلة المسنين والأطفال
- 804
تعرف الساحات العمومية بمختلف بلديات ولاية البليدة إقبالا كبيرا، في الفترة المسائية، خاصة من طرف كبار السن والأطفال، حيث تتحول إلى فضاءات لعب للأطفال، بينما يجلس كبار السن لتبادل أطراف الحديث والاستمتاع بمنظر الأحفاد وهم يلعبون، لتشكل هذه الساحات، خاصة "ساحة التوت"، واحدة من أهم الفضاءات التي يجد فيها البعض ضالتهم، هروبا من حر المنازل.
إذا أردت الظفر بمكان مناسب بساحة "التوت" في قلب مدينة الورود، فعليك أن تقصد المكان قبل صلاة العصر، أما إن تأخرت، فالأكيد أنك لن تجد مكانا تجلس فيه، خاصة أمام قلة الكراسي الموجودة والموزعة على طول الساحة، وستكون مضطرا للجلوس في إحدى المقاهي المجاورة للساحة، أو إحضار كرسي معك، بالنظر إلى العدد الكبير من كبار السن خاصة، والأطفال، الذين يجدون صعوبة في التواجد خارج المنزل طيلة اليوم، بالنظر إلى الحرارة المرتفعة التي تعرفها الولاية، لذا يفضلون الخروج بعد صلاة العصر ولا يعودون أدراجهم إلا في وقت متأخر من الليل، وهو ما رصدته "المساء" على ألسنة بعض قاصدي الساحة، مرجعين السبب إلى غياب أماكن خاصة بهم، حيث من الصعب على المسن أن يجد مكانا يجلس فيه، باستثناء المقاهي التي لم تعد، حسبهم، تستجيب لرغباتهم، وكذا الحدائق والساحات العمومية التي يصعب التواجد فيها خلال اليوم، بسبب الحر.
الملفت للانتباه في "ساحة التوت"، التي تعتبر واحدة من أهم المعالم السياحية المميزة بولاية البليدة، حيث يتوسط قلب هذه الساحة معلم بهندسة معمارية فريدة، تتوازى فيها أقواس ست، ويحيط بهذا المبنى حوض مائي، تتدفق فيه ست نوافير عذبة، أنها أصبحت المُتنفس الأول لسكان المدينة وزوارها، إذ تستقطب الزوار خلال موسم الصيف من كل ولايات الوطن، وحتى من خارجها، وأكثر من هذا، فإن الفضاء في الفترة المسائية، إلى جانب ازدحامه بالأطفال وببعض الزوار وكبار السن، استغله البعض للقيام بأنشطة تستقطب اهتمام كل الفئات، من العمال الموسمين وبعض الجمعيات، فمنهم من يقوم بكراء بعض الألعاب، مثل السيارات أو الدراجات الكهربائية، وبعضهم الآخر يبيع بعض أنواع الحلويات التي يحبها الأطفال، مثل "لحية بابا "والمثلجات وحلوى السميد المشهورة بالمنطقة، دون أن ننسى باعة الشاي، الذين يتواجدون في كل مكان أو فضاء للراحة، ورغم أن الشاي يشرب ساخنا، إلا أن الإقبال عليه كبير. وإذا كانت ساحة التوت تستقطب أعدادا كبيرة من العائلات، خاصة كبار السن، فإن ساحة بلدية العفرون هي الأخرى، تتحول في الفترة المسائية إلى قبلة للأطفال وكبار السن، الذين يصطفون على المقاعد الموجودة في الساحة، ويتركون أحفادهم يلعبون في وسط الساحة، وحسب البعض من الذين تحدثت إليهم "المساء"، فإن الساحات العمومية تتحول إلى متنفس يهربون إليه من حر المنازل، فضلا عن غياب الفضاءات الترفيهية على مستوى البليدة.
من أجل هذا، على حد قولهم، وفي غياب فضاءات مخصصة لكبار السن، يفضلون الاجتماع في الساحة، أملا في الاستمتاع ببعض الانتعاش، وحتى يتمكن الأطفال من اللعب، وعلق أحدهم بالقول، إنهم يزاحمون الأطفال الذين يجدون صعوبة في اللعب، فيلعب بعضهم بالدراجة وآخرون بالكرة، وفتيات يجرين ويقفزن.
يتوسط قلب هذه الساحة، معلم أثري مميز بهندسة معمارية فريدة، تتوازى فيها ستة أقواس، ويحيط بهذا المبنى حوض مائي تتدفق فيه ست نوافير عذبة. وتُعد الساحة، المُتنفس الأول لسكان المدينة وزوارها ومتعة مضمونة للجميع.