تعد أساسية بالنسبة لمريض السكري
المراقبة الذاتية للكريات الحمراء سلوك لابد من احترامه
- 678
قدم الدكتور بوذيبة رئيس مصلحة داء السكري والأمراض الاستقلالية بمستشفى "مصطفى باشا"، في كتابه الموسوم بـ«مريض داء السكري" المهدى من طرف "صيدال" للمرضى، مجموعة من النصائح القيمة، مستعرضا العديد من الحالات وكيفية التعامل معها، على غرار التنظيم الغذائي، التوازن والعلاج، النشاط البدني، كيفية العلاج بالأنسولين، الأجسام الخلونية في البول وكذا المراقبة الذاتية للسكري أو "اليحمور الغليكي" أي كريات الدم الحمراء.
أكد الدكتور في الشق المتعلق بالمراقبة، على أهمية امتلاك المريض دفتر مراقبة نسبة السكر في الدم، مشيرا إلى أنه دفتر السير الذي تسجل فيه كل نسب السكر في الدم، مع التأكيد على الأوقات والأحداث التي تنجم إذا كانت غير عادية، مع أهمية تسجيل نوعية العلاج إلى أقراص أو مقادير الأنسولين أو علاج آخر وكذا حالات النسيان، والنشاطات البدنية الممارسة، من أجل إمكانية التحليل والمناقشة مع الطبيب لتصحيح الأخطاء والفهم الجيد لأسباب تغير نسبة السكر في الدم.
التعرف على الداء أساسي لمواجهته
أشار الأخصائي إلى أن نوعية التحاليل التي يستوجب القيام بها ولو مرة واحدة في السنة بالنسبة لمريض السكري، يحددها طبيبه المعالج الذي يقرر نوعية وتعداد التحاليل المفروض إجراؤها، لكنه أكد في نفس الوقت أنّه يجب إجراء فحوصات سنوية، منها مخطط قلبي كهربائي، فحص العيون، تحليل دسمي أي الدهون التلاثية "ثلاثي غليسيريد، كوليسترول والتحليل الكلوي" كيرياتنين في الدم وبروتين في البول. مشيرا إلى أنها واجبة حتى ولو كانت التحاليل في كل مرة عادية.
فيما يخص الطريقة الأنجع لتكيف المريض مع الداء، أشار الأخصائي إلى أن السكري سيكون ملازما للفرد المريض طوال حياته، مما يستوجب التعرف عليه جيدا لمواجهة كل العواقب، ووضع مجموعة من القواعد التي يجب اعتمادها، منها طرح العديد من الأسئلة على الطبيب المعالج، وكل الأشخاص المهتمين بالتكفل بالداء من قبل المريض عن الحمية، العلاج، نمط الحياة، مع الاستفادة من تجربة المصابين بنفس الداء، فيما يخص القواعد الصحية وكذا التصحيح التدريجي لكل الأخطاء المرتبطة بالحمية أو ميادين أخرى من الحياة، مع اتباع وصايا الطبيب المعالج بتكييفها مع محيطك الاجتماعي.
أما القاعدة الرابعة، فقد أكد فيها على عدم اليأس، مشيرا إلى أنه في حالة عدم التحمل، يجب الحديث إلى الطبيب المعالج والجمعيات والأصدقاء لإيجاد حلول، وأكد في القاعدة التالية على عدم إخفاء الإصابة بالسكري أو مضاعفاته، مضيفا أنه ليس بالمرض المخجل وكل إنسان يمكن أن يصاب به والكلام عنه يعد بداية الحل.
عرج الدكتور لشرح مجموع الاحتياطات الواجب اتخاذها، عندما يتم قياس نسبة السكر في الدم في الأوعية الشعرية، والتي بموجبها يجب المحافظة جيدا على العصيبات من خلال غسل الأيادي، ونظافة الجهاز وتغييره، حيث أن قطرة دم تكفي للقيام بالعملية، مع رمي القصيبات في حاوية مخصصة لهذا الغرض، وتسجيل أية تغيرات على الدفتر، مؤكدا على عدم إعارة أجهزة المراقبة الذاتية أو استبدال الحقن أو المشرط من المحيط، لأنها شخصية، حتى يتفادى المريض الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، على غرار التهاب الكبد الفيروسي والآيدز.
كما أظهر الأخصائي الطريقة الصحيحة لغسل الأيادي بالماء الساخن، حتى تتمدد الأوعية الشعرية والحصول على قطرة الدم بطريقة أسهل، مع استعمال صابون رطب وتجفيف اليدين.
أكد الأخصائي أنه سيتوجب الأمر تجنب القياس في كل من السبابة والإبهام، ووخز الواجهات الجانبية لسليمات الأصابع الثلاثة الأخيرة، وأضاف أنه بعد إيداع قطرة الدم، يجب وضع القطن بدون استعمال الكحول أو أية مادة أخرى للتنظيف، لأن رد الفعل على العصيبة قد يختال ولا تظهر النتائج الصحيحة لاحقا.
قال الدكتور حيال أهمية الرقابة الذاتية لنسبة السكر في الدم، أنها في غاية الأهمية لعدة اعتبارات، منها أنه لا يتم التوصل إلى هدف التوازن الجيد ونجاح العلاج بالأنسولين بدونها. كما يمكن بفعلها تحديد معلم نسب جيدة للسكر في الدم، أو على الأقل مقبولة قبل أو بعد الأكل للحصول على نسبة اليحمور الغليكي، المستحسنة أقل من 7 بالمائة، والأفضل أقل من 6.5 بالمائة. كما أنها تطمئن من خطر انخفاض السكر في الدم وتقلل من القلق والخوف من انخفاض نسبة السكر في الدم، خاصة خلال الليل. وتسمح أيضا بالتدخل المبكر على مقاييس نسب السكر المهددة، كارتفاع النسبة إلى حد كبير أو ميل إلى انخفاضات لنسب السكر في الدم العرضية.
أكد الدكتور أن كل مصاب بالسكري لابد أن يدرك أهمية قياس مقدار اليحمور الغليكي، وضرورته لتقييم التوازن السكري في الدم على امتداد 2 إلى 3 أشهر من أجل علاجه. وأضاف أن الكريات الحمراء جزء من اليحمور الذي يحتوي على الغلوكوز، نسبته العادية تتراوح بين 4 و6 بالمائة. وعند ارتفاع مستوى السكر في الدم، يرتفع مستوى اليحمور الغليكي ويمكنه تجاوز 10 بالمائة، لأن الكريات الحمراء أو اليحمور تتجدد خلال كل 2 و3 أشهر، ونسبة اليحمور الغليكي قد تتغير في نفس الوقت حسب نسب السكر في الدم خلال هذه الفترة، أي أن اليحمور يتسكر بطريقة عادية إذا كان المريض في حالة توازن أو يزيد إذا كانت نسب السكر في الدم عالية.
❊أحلام محي الدين