ارتياح كبير للوفرة وتخفيض الاسعار
المساحات التجارية الكبرى.. وجهة مفضلة

- 175

تعرف المساحات التجارية الكبرى على مستوى ولاية البليدة، إقبالا كبيرا عليها؛ لاقتناء ما تحتاجه المائدة الرمضانية من مستلزمات قبيل أيام من حلول شهر الصيام. وأمام التخفيضات على مختلف السلع التي تباينت بين المعلّبات والمصبّرات ومشتقات الحليب والعصائر ومستلزمات الحلويات الرمضانية، أبدى المواطنون ارتياحا كبيرا للوفرة من جهة، وللتخفيضات التي وصلت إلى 10 ٪، خاصة على بعض السلع الأكثر طلبا في الشهر الفضيل، حسب ما رصدت "المساء" في عدد من المساحات التجارية الكبرى.
وقفت "المساء" خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتها إلى عدد من المساحات التجارية الكبرى بولاية البليدة، على حالة من الرضا والارتياح من المواطنين والمواطنات؛ لتوفير السلع بأسعار مريحة إن صح التعبير؛ حيث استقطبت مختلف عروض التخفيضات التي تنافس فيها المنتجون على مستوى الولاية؛ لجذب أكبر عدد من الزبائن.
ولعل أكثر ما شدنا ونحن نتجول في مختلف المساحات التجارية بالبليدة، تعليق التخفيضات على مختلف السلع؛ بإلصاق أوراق تحمل السعر القديم، والسعر المخفَّض؛ لشد انتباه المستهلكين إلى العروض المقدمة؛ لتمكينهم من اقتناء حاجتهم من مختلف المواد الاستهلاكية، وبأسعار معقولة.
البداية كانت من المساحة التجارية الكبرى "فاملي شوب" ببلدية البليدة. وهي المساحة التي تشد إليها العائلات البليدية الرحال يوميا؛ من أجل اقتناء مخزونها من المواد الاستهلاكية الأسبوعية. ومن خلال التجول فيها يظهر الفرق الكبير في الأسعار؛ فبعيدا عن السلع المدعمة والتي كانت متوفرة بكثرة على الرفوف مثل الزيت والسميد والسكر والقهوة، وقفنا على فارق السعر في عدد من السلع التي تعرف طلبا كبيرا عليها؛ فمثلا مختلف أنواع العصائر لمؤسسات جزائرية بعضها حديثة وأخرى عريقة، كانت الأسعار مخفضة؛ حيث لمسنا فارقا من 20 إلى 30 دينارا، فكان سعر العصير على علامة تجارية معروفة بـ 110دج. وتم تخفيضه إلى 90دج، بينما المايونيز الذي يعرف طلبا كبيرا عليه أيضا، فتم تخفيضه من المؤسسة المنتجة من 290 إلى 280 دج.
وأما المعلبات والمصبرات فهي الأخرى شملتها التخفيضات بمناسبة شهر رمضان؛ حيث انخفضت الطماطم لبعض المؤسسات من 130 إلى 110دج للكيلوغرام. أما التونة فهي الأخرى مستها التخفيضات؛ إذ لمسنا في إحدى المؤسسات المنتجة خفض السعر من 170 إلى 150 دج لعلبة تحتوي على ثلاث علب تونة. أما الحليب المجفف فقد تم أيضا تخفيضه من 450 إلى 410 دج للكيلوغرام الواحد. وحليب من علامة كونديا من 150 إلى 110 دج.
وحسب بعض المشرفين على المساحة التجارية الكبرى، فإن بعض المتعاملين الاقتصاديين ومنتجين، سعوا منذ بداية شهر شعبان، إلى مضاعفة الإنتاج على مختلف أنوع السلع التي تعرف طلبا كبيرا عليها؛ مثل المايونيز والمصبرات والديول وورق الطهي. وتم إجراء تخفيضات مباشرة من المنتج وكتابة السعر الجديد عليه؛ الأمر الذي رفع معدل الطلب وسط تسجيل ارتياح كبير من الزبائن.
وإذا كانت المساحة التجارية الكبرى بولاية البليدة تعرف إقبالا كبيرا عليها، فإن "سوبيرات" الخير ببلدية العفرون، هي الأخرى تشهد، حسب العاملين فيها، توافدا غير مسبوق منذ حلول شهر شعبان؛ للاستفادة من مختلف العروض التي أقرتها المؤسسات المنتجة على مختلف سلعها التي يكثر عليها الطلب بالشهر الفضيل، وهو ما وقفت عليه "المساء"؛ حيث يكاد من الصعب اقتناء بعض المستلزمات بسبب كثرة الزبائن رغم الوفرة.
وكغيرها من المساحات التجارية الأخرى، عمد المشرفون عليها إلى إبراز الفارق في السعر، ليظهر للعيان التخفيض على مختلف السلع التي مستها العملية من المنتج مباشرة. ومن بين السلع التي تعرف طلبا كبيرا عليها ومستها التخفيضات، حسب ما وقفت عليه "المساء"، ورق الطهي؛ حيث بلغت نسبة التخفيض حدود 20دج، على بعض العلامات الجزائرية؛ القطايف والعجينة المورقة، ومختلف أنواع الفواكه المجففة التي مستها التخفيضات بالمساحات التجارية الكبرى، وصلت إلى 150دج نسبة التخفيض على الكيلوغرام الواحد، إلى جانب مختلف أنواع العصائر والمعلبات والمصبرات والزبدة؛ حيث وقفنا على تدعيم السوق ببعض الأنواع الجيدة من الزبدة، وبأسعار معقولة.
تركنا سوبيرات الخير التي شهدت ترددا كبيرا من الزبائن خاصة من جنس النساء، واتجهنا إلى مساحة تجارية أخرى، وهي "سوبيرات الرحمة" التي عرفت هي الأخرى، توافدا كبيرا عليها خاصة أنها سعت، حسب مسيّرها، إلى الترويج لمختلف العروض والتخفيضات على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي. وكغيرها من المساحات التجارية، فإن كل السلع التي يحتاج إليها المطبخ خلال شهر رمضان، متوفرة؛ حيث وصلت التخفيضات، حسب المسؤل عنها، إلى 10 ٪ على مختلف السلع واسعة الاستهلاك بما في ذلك بعض مواد التنظيف، يقول مسيّر السوبيرات". غير أن الملاحَظ أن الطلب كبير جدا على الزيت من سعة خمسة لترات الذي كان ينفد بسرعة؛ الأمر الذي أحدث نوعا من الخلل؛ إذ إن الطلب كان أكبر من العرض، مقترحا أن يتم رفع الحصة؛ لتجنب المضاربة على زيت المائدة خاصة في بعض العلامات؛ مثل زيت "عافية" الذي يعرف طلبا كبيرا عليه".
خرجات يومية لضبط السوق ومحاربة المضاربة
يبدو أن مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية البليدة، ومن خلال خرجاتها الميدانية، تنبهت إلى إمكانية أن يكون الطلب كبيرا على بعض السلع، خاصة ما تعلق منها بمادة زيت المائدة بالنظر إلى انتعاش نشاط صناعة مختلف أنواع الحلويات الرمضانية التي تحتاج لتحضيرها إلى هذه المادة بكميات كبيرة، لا سيما في بعض البلديات على مستوى ولاية البليدة؛ مثل بلدية بوفاريك المشهورة بتحضير "الزلابية".
وفي هذا الخصوص وجّه مدير التجارة لولاية البليدة عيسى مشاشو، تعليمات إلى التجار والحرفيين المختصين في نشاط الحلويات؛ لتجنب اقتناء مادة الزيت من المحلات والمساحات التجارية، والتوجه إلى المخازن ومؤسسات الإنتاج لتجنب إحداث الخلل في عملية العرض، خاصة أن هذا النوع من النشاط يطلب كميات كبيرة من زيت المائدة، معلقا: "على الرغم من الوفرة إلا أن احتمال نقص بعض السلع خاصة الزيت في بعض المحلات، وارد بالنظر إلى الطلب الكبير عليها من الحرفيين، وبعض تجار الحلويات خاصة في الأيام الأولى من رمضان؛ ما يعني إمكانية حدوث خلل؛ من أجل هذا حبذا لو أنهم يلتزمون بالتعليمات، ويقتنونها من المخازن أو مصانع الإنتاج مباشرة" .