يصبح استعمال المكيفات الهوائية خلال فترة الصيف أكثر من ضرورة، حيث لا يكاد يخلو منزل من مكيف أو أكثر، بالنظر إلى الحرارة المرتفعة التي يعرف بها هذا الفصل، فتكون المكيفات بمثابة الحل السحري لترطيب وتبريد الأجواء، خاصة خلال فترات الذروة، ورغم ما تضمنه من خدمات، إلا أنها تتسبب في الكثير من الأمراض الخفية، التي يشعر بها الشخص، لكن لا يعرف مصدرها، وهو ما حذر منه المختص في التغذية العلاجية، الدكتور محمد عبد الله الأسطى، داعيا إلى ضرورة معرفتها وأخذ الحيطة والحذر منها، كعدم التعرض المباشر لها.

لعل أولى الأضرار الخفية التي حرص الدكتور الأسطى على الحديث عنها، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، امتصاص الرطوبة، حيث قال، إن أول ما يقوم به المكيف الهوائي بمجرد تشغيله، امتصاص الرطوبة الموجودة في البيت  مباشرة، وهذا يعني التسبب في الجفاف، وفي النتيجة، يصاب الجسم بالجفاف، خاصة في الحلق والأنف، ومنها التسبب في حساسية الأنف والصدر، مشيرا إلى أن هذا الضرر يعد واحدا من الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص المصابين بالأمراض الصدرية والتنفسية، يعانون من التأثيرات الجانبية للمكيفات، دون الحديث عن نظافة المكيف أو احتوائه على أتربة أو فطريات، وما قد تسببه من أمراض، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة، يتحدث عن الأضرار بناء على فرضية أن المكيف الهوائي نظيف.
من بين الأضرار التي لا يعرفها الكثيرون، بل على العكس، يشعر البعض بالفرحة عند الشعور بها، رغم أنها تسبب ضررا صحيا كبيرا، حسب المختص في التغذية، هو الانتقال من درجة حرارة عالية إلى درجة برودة عالية، كأن يكون الفرد في الخارج ويدخل منزله، فيجده باردا، أو يدخل مكتبه أو مكان عمله، فتكون المكيفات الهوائية بدرجة تبريد عالية، وهذا الانتقال من حال ساخن إلى بارد يسبب بعض الأزمات الصحية، أهمها انسداد وانفتاح الأنف، لأن الأوعية الدموية تكون منقبضة وفجاءة تفتح، أو العكس، الأمر الذي يسبب الكثير من الانزعاج، وأكثر من هذا، يوضح المتحدث "هذا الانتقال من حال ساخن إلى بارد أو العكس، يتسبب في الكثير من آلام المفاصل، والتي تكثر أيضا بسبب النوم أمام المكيفيات، والنتيجة تيبس في العضلات وآلام كثيرة، خاصة للذين يعانون من بعض المشاكل الصحية المرتبطة بآلام المفاصل.
ومن النقاط الهامة التي دعا الدكتور الأسطى إلى ضرورة الانتباه منها، خاصة لمن يمارسون بعض الأنشطة والأعمال التي تحتاج إلى نشاط، كثرة التعرض للمكيفات الهوائية، ما يصيب جسم الإنسان بالخمول والكسل، مرجعا ذلك إلى هرمون الكورتيزول الذي يفترض أنه يفرز مع ساعات الفجر الأولى، لكن المفارقة أن المكيفات التي يتم تشغيلها طيلة فترة الليل، تتسبب في خفض مستوى هرمون الكورتيزول، والنتيجة الشعور الدائم بالفشل والخمول الذي يؤثر سلبا على النشاط طيلة اليوم.
ويختم المختص في التغذية العلاجية حديثه بالقول، إن المكيفات ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها في فصل الصيف، خاصة في بعض المناطق التي تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، لكن في المقابل، على الجميع التعرف على أضرارها، ليكون هناك ما يسمى بالاستعمال الآمن لها من جهة، وتجنب الإصابة ببعض الأمراض التي يشتكي منها الكثيرون، دون معرفة أسبابها.