حملة للتقليل من حوادث الطرقات

المندوبية الوطنية للأمن في الطرق: 21 ٪ من الحوادث سببها الدراجات النارية

المندوبية الوطنية للأمن في الطرق:  21 ٪ من الحوادث سببها الدراجات النارية
  • القراءات: 459 مرات
رشيدة بلال رشيدة بلال

أوضح المندوب الوطني للأمن في الطرق، أحمد نايت الحسين، أن موسم الصيف يُعرف بالاستعمال الواسع للدراجات النارية، من أجل هذا، تم التفكير في تنظيم يوم تحسيسي، مشيرا إلى أن الإحصائيات تؤكد أن الدراجات النارية تتسبب في 21 بالمائة من الحوادث، رغم أنها لا تمثل سوى 3 بالمائة في الحظيرة الخاصة بالمركبات.
وقد عرف اليوم التحسيسي حول الاستعمال الآمن للدراجات النارية بولاية البليدة، المنظم مطلع الأسبوع الجاري، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، خاصة الشباب الشغوفين بالسرعة، وركوب مختلف الدراجات النارية، حيث كانت الفرصة مناسبة للتقرب من النوادي الخاصة بالرياضات الميكانيكية، التي أعرب ممثلوها عن استعدادهم لتأطير وتكوين الشباب من محبي ركوب الدراجات النارية.
أكد المندوب الوطني للأمن في الطرق، أحمد نايت الحسين، في تصريح لـ«المساء"، على هامش اليوم التحسيسي، الذي احتضنته ساحة الحرية بباب السبت ولاية البليدة، بأن النشاط الجواري يندرج في إطار النشاطات الجوارية، التي بادرت إليها وزارة الداخلية والجماعات المحلية عبر المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق، موجه بالدرجة الأولى إلى سائقي الدراجات النارية، بعدما أصبح يشكل هاجسا بالنظر إلى المندوبية، بسبب ارتفاع حوادث المرور التي تتسبب فيها الدراجات النارية، بالمقارنة مع ما تتوفر عليه الحظيرة.
وأردف في نفس السياق: "تشير الأرقام الى تسجيل 3 بالمائة من نسبة الدراجات النارية، على مستوى حظيرة السيارات، لكنها تتسبب في 21 بالمائة من حوادث السير"، لافتا إلى أن الرقم كبير ويتطلب تفعيل الوقاية، من خلال حث مستعملي هذا النوع من المركبات على الالتزام بالقانون وارتداء معدات السلامة الفردية، خاصة ما تعلق منها بالخوذة، مشيرا في السياق، إلى أن النشاط التحسيسي استهدف في خطوة أولى، ولاية غرداية، المعروفة هي الأخرى بالاستعمال الواسع للدراجات كوسيلة تنقل يومية، تليها البليدة، بعدها ينتظر أن تمس الحملة جل الولايات الساحلية.
من جهة أخرى، أوضح المتحدث أن العمل الجواري يعول عليه لتغيير سلوك مستعملي الطريق، بالتنسيق مع بعض الشركاء، خاصة أن الردع يظل غير كاف. وقال بالمناسبة: "نطالب باسم المندوبية من الولايات، خلق فضاءات لمستعملي الدراجات النارية، بالتنسيق مع الفيدرالية الوطنية للرياضات الميكانيكية، بهدف إنشاء مضامير خاصة لأصحاب الدراجات النارية".

تنسيق الجهود لضبط المخالفين

من جهته، أوضح النقيب عبد الله خوجة، قائد الفصلية الأولى للأمن عبر الطرقات للدرك الوطني بولاية البليدة، بأن الشباب، خاصة على مستوى ولاية البليدة، بحاجة ماسة إلى التوعية في مجال استعمال الدراجات النارية، مردفا بقوله: "تعمل مصالح الدرك الوطني على مدار السنة، على التوعية، وتشارك في النشاطات الجوارية". مشيرا إلى أن أكثر المخالفات التي تتكرر، هي التي تتعلق بالاستعمال اليدوي للهاتف، السرعة، عدم ترك مسافة الأمان، وتغير الاتجاهات دون إعلام الغير، فضلا عن عدم ارتداء الخوذة.
من جهتها، سعت مصالح الحماية المدنية، من خلال جناحها الذي عرف إقبالا عليه من طرف الشباب، إلى التعريف بالإخطار الناجمة عن الاستعمال غير الآمن للدراجات النارية، من خلال توزيع مطويات وتقديم بعض النصائح والإرشادات.
وفي تصريحها لـ«المساء"، أوضحت العريف مريم صايغي بوعوينة، مكلفة بالإعلام في مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، بأن حوادث المرور المرتبطة بالدراجات النارية، تعرف انتشارا كبيرا على مستوى ولاية البليدة، بالنظر إلى استعمالها الواسع، مرجعة أسباب الحوادث إلى عدم استعمال الخوذة والسرعة المفرطة والمناورات الخطيرة، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية خلال السداسي الأول من السنة الجارية، 342 حادث، أسفر عن تسجيل ثلاث وفيات و558 جريح، مشيرة إلى أنه بالمقارنة مع الحصيلة السنوية للسنة الماضية، تكاد تكون نفسها، ما يعني أن الحوادث الخاصة بالدراجات النارية تتكرر، الأمر الذي يتطلب الرفع من مستوى الوعي، من خلال التركيز على التوعية والتحسيس والحث على الحماية الفردية، خاصة ما تعلق منها باستعمال الخوذة.

نادي الرياضات الميكانيكية والهلال الأحمر يفتحان أبوابهما لتأطير الشباب

لتنبيه الشباب من عشاق المغامرة، والسرعة من محبي الدراجات النارية، عرف جناح الهلال الأحمر الجزائري هو الآخر، توافدا عليه من قبل الشباب خاصة، لتعلم بعض الإسعافات الأولية التي تلعب دورا كبيرا في إنقاذ حياة مستعمل الدراجة النارية.
بالمناسبة، أوضح المسعف محمد تيقرين، بأن ثقافة الإسعاف لا تزال في بدايتها، حيث يعمل الهلال الأحمر على تقديم بعض التوجيهات الخاصة بكيفية الإنقاذ والإسعافات الأولية"، مشيرا إلى أن أهم حلقة بعد وقوع الحادث، تتمثل في تدخل المسعف، ولعل أهم ما يجب معرفته، عدم تحريك الضحية، للتقليل من آثار الحوادث، ومعرفة كيفية الاتصال بالجهات المتخصصة، ممثلة في الحماية المدنية".
من جهة أخرى، قال المتحدث، بأنه يوجه نداء إلى كل الشباب من مستعملي الدراجات النارية، الاستفادة من الدورات التكوينية في مجال الإسعاف، لاكتساب الثقافة الإسعافية، التي تلعب دورا كبيرا في إنقاذ حياة الضحايا، وحسبه، فإن الهلال الأحمر يعمل عن طريق عقد اتفاقيات مع النوادي الخاصة بالرياضات الميكانيكية، للمساهمة في التقليل من آثار الحوادث ونشر الثقافة الإسعافية.
بينما أوضح عاشور عبد الغني، المسؤول العام لفريق نادي الشبح الأسود للرياضات الميكانيكية، بأن النادي يقوم منذ سنة 2017، بتكوين الشباب الهاوي للدراجات النارية، واليوم يعمل في الميدان من أجل تعليم الشباب من محبي الدراجات النارية، كل ما يتعلق باستعمالها الآمن في الطرقات.
قال أيضا: "يعمل، إلى جانب الناشط الرياضي والمشاركة في اللقاءات الرياضية، على استقطاب
الشباب وتثقيفهم حول ما يتعلق باستعمال الدراجة النارية"، مشيرا إلى أن القانون الداخلي للفريق، يحث على شطب أي عضو لا يخالف قواعد السلامة، لافتا إلى أن الإقبال كبير للانخراط في النادي عن طريق التواصل عبر صفحات التواصل الاجتماعي، موضحا أنه على مستوى ولاية البليدة، يملك الشباب المنخرط في النوادي وعيا، ويبقى الرهان بالنسبة لغير المنخرطين من مستعملي الدراجات النارية الصغيرة الذين يرتكبون المخالفات.
من جهة أخرى، يرى المتحدث أن التحدي الكبير الذي يواجه مستعملي الدراجات النارية، هو غياب الفضاء الخاص بمثل هذه الدراجات النارية، خاصة أن عددا كبيرا من الشباب يحب ممارسة السرعة ويعيش المغامرة. وأردف قائلا :«بالتالي فإن الفضاء الذي يخصص لممارسة هذه الهواية غير موجود"، مؤكدا أن المطلب الأساسي الذي يقول بأنه سبب من الأسباب الأساسية التي رفعت معدلات حوادث المرور، رغم أن مثل هذه المضامير تلعب دورا في ترقية النشاط السياحي، في إطار التبادل بين الولايات، وفي تنظيم المنافسات الرياضية، وأكثر من هذا، فتح المجال للراغبين في ممارسة هذا النشاط.