انطلاق "الربيع البليدي" وسط أجواء بهيجة
"الوريدة".. تاريخ عريق يفوح بعبق الأصالة
- 524
انطلقت، أول أمس، من وسط مدينة البليدة، قافلة "الربيع البليدي" التي تحتفي بمدينة الزهور، بمشاركة واسعة للجمعيات، وسط حضور جماهيري غفير، حيث جاء الموعد ليبرز عراقة هذه المنطقة من سهل متيجة، في الاعتناء بالأزهار العطرية، وما يتطلب هذا النشاط من تقاليد ضاربة في عمق التاريخ.
أعطى والي البليدة ابراهيم أوشان، انطلاقة هذه التظاهرة السنوية التي حملت شعار "ورود البليدة تجمعنا"، من أمام مقر دائرة البليدة، حيث جابت كوكبة من السيارات القديمة والدراجات النارية والخيول والعربات المزينة، بشتى أنواع الورود والزهور، الشارع الرئيسي "العربي تبسي"، وصولا إلى محور الدوران بـ"باب الجزائر"، وسط أجواء بهيجة استمتع بها المواطنون.
تضمنت هذه القافلة، تنظيم عدة عروض فنية وفلكلورية متميزة، واستعراضات للسيارات والدراجات الميكانيكية وأخرى للخيول والفرسان، شاركت فيها العديد من الجمعيات المحلية وتلاميذ المؤسسات التربوية بالزي التقليدي والأفواج الكشفية، إضافة إلى توزيع أكثر من 2000 وردة مجانا على الضيوف والحاضرين بعين المكان.
تهدف هذه التظاهرة، التي تتزامن ومعرض الزهور المنظم هذه الأيام بساحة الحرية في باب السبت، وسط المدينة، حسب ما ذكره رئيس البلدية رشدي عوف (الجهة المنظمة)، إلى إحياء تقليد قديم كانت تحتفل به مدينة الورود منذ سنة 1900، بما يسمى "حرب الورود"، والذي كان يقام بساحة التوت (أول نوفمبر حاليا)، إضافة إلى الدعوة إلى الاهتمام أكثر بالمساحات الخضراء والنباتات التزينية.
يعرف المعرض الذي انطلق في منتصف الشهر الجاري، إقبالا منقطع النظير للمواطنين من مختلف ولايات الوطن، حسب الشروحات المقدمة للوالي، الذي طاف بمختلف أجنحته وأبوابه السبع، التي تشتهر بها مدينة البليدة، على غرار باب الرحبة، باب الجزائر، باب الخويخة وغيرها.
يوفر هذا المعرض، الذي سيتواصل إلى غاية منتصف شهر ماي القادم، أنواعا وأصنافا نباتية مختلفة، إضافة إلى عرض أهم التقاليد والحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة، على غرار تقطير ماء الورد وصناعة العجائن اليدوية، بما فيها طبق "الحمامة" الذي كان حاضرا بقوة في المعرض.
بالمناسبة، أبرز الوالي الجهود التي تبذلها كافة المصالح من أجل إرجاع لولاية البليدة "لقب مدينة الورود"، الذي افتقدته في السنوات الماضية، من خلال الاهتمام بنظافة المحيط وتوسيع المساحات الخضراء، وتشجيع أصحاب المشاتل على ممارسة هذا النشاط، إضافة إلى توسيع بنود الاتفاقية المبرمة بين بلدية البليدة وبلدية كازولاك في دولة بلغاريا.
بالمناسبة، ذكر رئيس بلدية البليدة، السيد عوف، أن الاتفاقية المبرمة بين الطرفين منذ سنة 2020، والتي تندرج في إطار التبادل الثقافي بين البلدين، على غرار تقطير الورود واستخلاص الزيوت واستعمالها في الجانب الطبي، وإبراز عادات وتقاليد مدينة البليدة، سيتم توسيعها في الأفق، لتشمل الجانب التجاري، وهو ما يسمح بإعطاء لمسة جمالية للمدينة وتبادل الخبرات في المجال.