مديرة ديوان محو الأمية بالبليدة رتيبة شحمي لـ"المساء":
انتقلنا من محو الأمية إلى انتزاع الشهادات العليا
- 993
سجلت ولاية البليدة، تنفيذا لبرنامجها الهادف إلى محاربة الأمية، تراجعا ملحوظا، وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة، التي تفيد بأن نسبة الأمية انخفضت من 15 إلى 10 بالمائة، بفضل الجهود المبذولة في مجال تنفيذ استراتيجية محاربة الأمية. وحسب رتيبة شحمي، المديرة الولائية لديوان محو الأمية وتعليم الكبار، فإن مواصلة الجهود لبلوغ صفر أمية، يتطلب تعاون كل من السلطات المحلية والجمعيات لبلوغ الأهداف المسطرة في البرنامج الوطني. وحول المجهودات المبذولة في مجال محاربة الأمية، خاصة في مناطق الظل بالولاية، والمكاسب المحققة، تحدثت "المساء" إلى المسؤولة، على هامش إحياء اليوم العربي لمحو الأمية، فكان هذا اللقاء.
❊ بداية، حدثينا عن المكاسب المحققة في مجال محاربة الأمية بولاية البليدة.
❊❊ حققت ولاية البليدة تقدما ملحوظا في تنفيذ الاستراتيجية المسطرة لمحاربة الأمية، حيث تمكنت من خفض عدد الأميين على مستوى الولاية من 15 إلى 10 بالمائة، وهو مكسب هام يعكس الجهود المبذولة للحد من الأمية بالولاية، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، فإن الإنجاز الذي تفخر به الولاية أيضا، ويعتبر ميزة تختص بها البليدة، هو رغبة الكثيرات من اللواتي تحررن من أميتهن من صغار السن، في مواصلة التعلم والحصول على شهادات عليا، بالتالي بعدما كان الهدف محو الأمية، أصبح التحدي، تمكينهم من بلوغ مستويات عالية في مجال التعلم.
❊ الإقبال على فروع محو الأمية كبير من النساء مقارنة بالرجال. ما تعليقك؟
❊❊ حقيقية، الإقبال على فصول محو الأمية من النساء كبير جدا، بالمقارنة مع الرجال الذين يقبلون بصورة محتشمة على فصول محو الأمية، وهو واحد من التحديات التي يجري العمل على معالجتها لبلوغ الأهداف المسطرة، حيث تشير الأرقام من خلال التسجيلات في المستوى الأول، في هذه السنة الدراسة، إلى تسجيل 3449 دارس، منهم 3262 من الإناث و187 رجال، والأكيد أن الدافع من النساء إلى محو الأمية، هو تعلم قراءة القرآن الكريم، أما بالنسبة للفئات الشابة، فهو الرغبة في مواصلة الدراسة والحصول على شهادات، وهي مؤشرات جد إيجابية تفيد بنجاح الإستراتيجية، وفي المقابل، نجد بأن بعض الرجال يعتذرون بدافع العمل، أما كبار السن فيعتذرون بدافع الخجل.
❊ محو الأمية لم يعد محصورا في تعلم الكتابة والقراءة بل في ولوج التكنولوجيا، ما رأيك؟
❊❊ الأهداف المبرمجة في بداية تسطير الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، هو تعليم الكتابة والقراءة والحساب، والذي كان يمثل أهم تحدٍ، أما اليوم ومع الانفتاح على العالم الخارجي، وما فرضته التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا، نسعى إلى عصرنة قطاع محو الأمية، من خلال الاعتماد على بعض الوسائل التكنولوجية في الإعلام والاتصال، حيث يتم عوض تقديم الكتب توزيع الأقراص المضغوطة، وحبذا لو يتم تزويد أقسام محو الأمية بأجهزة الإعلام الآلي، التي تسهل من العملية التعليمية، وتساهم في عصرنتها.
❊ تسجل مناطق الظل ارتفاعا في نسب الأمية، ما هي المجهودات المبذولة للحد منها؟
❊❊ الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، تركز بصورة كبيرة على مناطق الظل والمناطق الريفية، إذ تستهدف خاصة المرأة الريفية وعلى مستوى ولاية البليدة، حيث نعمل جاهدين من خلال فتح أقسام متعددة، لتمكين سكان مناطق الظل والمناطق الريفية من محو أميتهم، وبلغة الأرقام، لدينا 56 قسما على مستوى المناطق الريفية، و117 قسم بالمناطق شبه الحضرية، فضلا على العمل التحسيسي الجواري، لرفع الوعي بأهمية التعلم والتحرر من الأمية.
❊كيف تقيمين الإقبال على فصول محو الأمية بمناطق الظل؟
❊❊ نلمس نوعا من التردد في الإقبال على فصول محو الأمية على مستوى مناطق الظل، غير أننا في المقابل، نسعى جاهدين من خلال الأقسام التي يتم فتحها، والحملات التحسيسية التي نشرف عليها، على حمل سكان مناطق الظل على محو أميتهم، بتحفيزهم على التعلم، على غرار منطقة سوحال، التي واجهنا فيها صعوبة في فتح قسم، وتمكنا من استقطاب أعداد لا بأس بها تقبل على التعلم.
❊ في رأيك، إلى ما يرجع سبب تفشي الأمية بمناطق الظل؟
❊❊ نلمس في مناطق الظل ارتفاعا في عدد الأميين، حيث وقفنا على حالات لأشخاص لم يدخلوا مطلقا إلى المدرسة، وهذا راجع لبعض العوامل الاجتماعية، كحرمان الفتاة من التنقل، خوفا عليها، وتكليف الأبناء بالعمل في سن مبكرة بسبب الفقر، وعلى العموم، فإن أسباب الأمية في بعض المناطق الريفية اجتماعية، وأخرى مرتبطة بعادات المنطقة، كالخوف على الفتاة، خاصة إن كانت المدارس بعيدة، وفي المقابل، يرفع المعلمون التحدي لحملهم على التعلم وتغيير بعض الذهنيات.
❊ ماذا عن الطاقم التربوي المكلف بتلقين كبار السن؟
❊❊ على مستوى ولاية البليدة، لدينا 197 عون متعاقد، إلى جانب عدد من المتطوعين، وفي الحقيقة، كانت لدينا فئة في إطار الإدماج المهني، تتكفل بالعملية التعليمة لمحو أمية كبار السن، وبعدما تم إدماجهم في مناصب قارة، يجري حليا سد الفراغ المسجل ببعض الأقسام، بمعية الأعوان الموجودين، في انتظار التحاق المتطوعين أو الراغبين في تعليم كبار السن.
❊هل من كلمة أخيرة؟
❊❊ نعمل كملحقة تابعة للديوان الوطني لمحو الأمية، بالشراكة مع كل السلطات والقطاعات، ونتمنى دعمنا من طرف السلطات العمومية لفتح المزيد من الأقسام، وتفعيل الشراكة مع الجمعيات في مجال التوعية والتحسيس، لتغيير الذهنيات والحث على التعلم.