تنظيف 75 مقبرة في 11 بلدية بغرداية

انعدام الدعم أنهى حملة «أكرموا موتاكم»

انعدام الدعم أنهى حملة «أكرموا موتاكم»
  • القراءات: 2794

يحدثنا أبو كنان الجزائري، إمام خطيب ومدرس من ولاية غرداية في هذا اللقاء، عن جملة العراقيل التي واجهت الحملة التي سبق له أن أطلقها تحت إشراف الجمعية الولائية «جمعية الرحمة لمقابر المالكية»، حول تطهير المقابر من أعمال السحر والشعوذة، وقال لـ»المساء»، إنه في إطار الوعي بضرورة الحفاظ على كرامة أمواتنا وتطهير مقابرنا من السحر، تحت شعار «أكرموا موتاكم»، تم الشروع في تنظيم حملات تنظيف المقابر من أعمال الشرك والسحر والشعوذة في غرداية، غير أن الحملة لم تلق الدعم اللازم من السلطات المحلية، مما جعلهم ينهونها رغم النجاح الذي حققته.

بداية، حدثنا عن حملة تطهير المقابر؟

أطلقنا الحملة قبل سنة ونصف السنة، والغرض منها تطهير جميع مقابر ولايتنا غرداية، من أعمال الشرك والسحر والشعوذة، كان من أهم نتائجها تطهير ما يزيد عن 75 مقبرة في 11 بلدية.

كيف كان الإقبال على الحملة؟

كانت ولاية غرداية من الولايات السباقة والرائدة في محاربة آفة السحر والشعوذة المتمثلة في السحر الأسود وسحر المقابر، بفضل ثلة قليلة جدا من الشباب الخير والغيور على دينه الذي يتحدى الصعاب والمخاطر، من أجل تقديم التضحيات لخدمة المجتمع وتنفيس الكرب عن المصابين والمبتلين بأعمال السحر والشعوذة، بالإضافة إلى بعض الأئمة والرقاة.

حدثنا عن بعض أنواع السحر التي تم إبطالها؟

قمنا بإبطال آلاف أعمال السحر والشعوذة بشتى أنواعه، كسحر القتل والتمريض وسحر الجنون وسحر الربط والتعطيل...وغيرها من الأسحار الخبيثة، والحمد لله، كانت هناك نتائج تمثلت في الشفاء من الحالات التي تم فك سحرها.

فيما تتمثل العراقيل التي واجهت حملتكم؟

في الواقع، واجهتنا خلال حملتنا في سبيل تطهير المقابر، العديد من الصعوبات والعراقيل الكثيرة والمتمثلة في صعوبة الحصول على التراخيص القانونية من السلطات المحلية، والمتمثلة في رؤساء البلديات الذين من المفروض أن يكونوا في خدمة الشعب، حتى في الحالات التي كنا نحصل فيها على التراخيص، نضطر في بعض الأحيان إلى تسديد مصاريف النقل إلى بعض البلديات البعيدة والإطعام على نفقتنا الخاصة ومن إحسان بعض الخيرين، بالإضافة إلى أنّ بعض البلديات لا توفر لنا أدنى أدوات العمل والوقاية الضرورية، كالقفازات والكمامات التي تقي من الجراثيم والروائح الكريهة وأكياس القمامة وشاحنة لحمل الأوساخ والنفايات من المقابر... وغيرها من الصعوبات التي كان من الواجب علينا التعاون فيما بيننا للقضاء عليها، الأمر الذي جعلنا نقرر إيقاف حملتنا.

إذن قررتم إيقاف الحملة رغم أنها حققت نجاحا كبيرا؟

للأسف الشديد، لم نجد ولو التفاتة من السلطات المحلية، وبالمناسبة نطلب من الوالي التدخل شخصيا لمنحنا ترخيصا مفتوحا، مع توفير الضروريات للاستمرار في هذا العمل النبيل الذي يعود بالخير والنفع على العباد والبلاد.

ما هي رسالتكم للسلطات من أجل القضاء على آفة سحر المقابر؟

نطلب من الجهات المعنية سن قوانين ردعية ضد السحرة والمشعوذين حتى يكونوا عبرة لغيرهم، إلى جانب قوانين تنظيم الرقية الشرعية في الجزائر، وتشديد الحراسة على المقابر، خاصة بعد أن ثبت لنا أنّ بعض حراس المقابر متواطؤون مع السحرة والمشعوذين، فضلا عن تزويد المقابر بالإنارة العمومية ولما لا بالكاميرات، مع توفير كل الوسائل والإمكانيات للجمعيات الخيرية الناشطة في هذا المجال..

حاورته: رشيدة بلال