يتردد عليه المرضى والمغتربين
برج الفنار مقصد السواح والباحثين عن الطبيعة الهادئة والملهمة
- 4084
تحوّل برج الفنار المطل على البحر وغابات سرايدي بعنابة هذه الأيام إلى محجّ سياحي للكثير من العائلات القادمة من عدة ولايات وحتى المغتربين، الذين وجدوا ضالتهم مع أطفالهم للتمتع بالهواء العليل وهدوء المكان، الذي يوحي للزائر كأنّ المنطقة مسروقة من إحدى القطع الأوروبية نظرا لروعتها كونها تتواجد وسط الطبيعة والأشجار والبحر الذي يحيط بالصخور المتراصة والمرتبة في منظر لا يتكرّر .
«برج الفنار» مكان مراقبة تحرّك البواخر القادمة إلى بونة، يبعد على عنابة مركز بحوالي 3 كلم، يقصده الزوار بعد أن تمّ تأمين المنطقة وتوفير عناصر الدرك في كلّ ضواحيها، وهو ما سهّل على العائلات العنابية الخروج إليها في أيّ وقت، خاصة في فصل الصيف، حيث تمتد السهرات حتى الفجر، أما في باقي الأيام منها أواخر الخريف التي تمرّ متثاقلة، يبقى الزوار لساعات قبل الغروب، ثم ينصرفون لأنّ المكان بارد وتضاريسه صعبة قليلا، وهو ما يجبر الكثيرين على العودة لبيوتهم مبكرا، وفي الشتاء لا تتجاوز ساعات الزيارات إلى ما قبل العصر، لكن يبقى برج الفنار من المناطق السياحية المفضّلة لدى لعنابيّن وحتى الغرباء عن المكان، خاصة وأنّ بالمنطقة المجابهة للفنار يوجد ضريح رأس الحمراء وهو مزار يتردّد عليه الأهالي وحتى أولياء التلاميذ الذين يستعد أبناؤهم لاجتياز الامتحانات النهائية، حيث يقصدون الضريح للتبرك به وإشعال شمعة كرمز للعلم ونقاء الذهن، ثم يغيّرون وجهتهم نحو الفنار .
ويكون برج الفنار مزدحما عن آخره عند نهاية صلاة الجمعة، وتجد طوابير من السيارات بترقيم من خارج الولاية، وهو ما فتح شهية الباعة المتجولين للاسترزاق، من خلال عرض الشاي بالنعناع والمكسرات، وهناك من يعرض بعض الثمار الموسمية، فيما يبقى البوراك العنابي سيد العروض وأفضلها على الإطلاق، فهناك الكثير من يفضّل منطقة الفنار للتمتّع بجمال الطبيعة وتناول المثلجات المصنوعة بالليمون، وكذلك البوراك.
كما يتم بيع الألعاب الجميلة ذات الألوان المختلفة وحتى العرائس التي ترتدي الزي العنابي التقليدي منها قندورة الفتلة والطربوش الأحمر، وهذا يدخل في إطار التعريف بالمكنونات السياحية وتقاليد بونة جوهرة الشرق الجزائري.
من جهتها، وسّعت مديرية السياحة بعنابة بالتنسيق مع مصالح البلدية الطريق المؤدي إلى برج الفنار بعد تهيئته تنصيب كراس مصنوعة من الخشب الذي يتناسب وخصوصية المكان لتأمين راحة الزوار، إلى جانب فتح مساحة مخصّصة لركن السيارات، علما أنّ مكان برج المراقبة تحاذيه بعض الفنادق الفخمة والمفتوحة أمام السواح وعشاق عاصمة أبو مروان الشريف عنابة، التي تحسنت خدماتها بعد تربّص خضع له أعوان هذه المنشآت السياحية الموجودة على طول الطريق الممتد إلى برج المراقبة، وهو ما يساعدهم على كراء غرف للمبيت واختيار الأماكن الخاصة بالترفيه، وتكتمل فرحة الزائر بوجود حديقة للأطفال تطلّ هي الأخرى على الطبيعة والبحر، كما يوجد ناد للفروسية تم تهيئته هو الأخر، وخصّص له غلاف مالي معتبر لتحويله إلى منطقة خاصة بالتدريب على الفروسية.
على صعيد آخر، يتردّد على المكان العليلون، منهم مرضى ارتفاع الضغط الدموي والسكري وكل الأمراض المزمنة لتفريغ الشحنات السلبية وإعادة تجديد الخلايا الداخلية للمخ، حسب أخصائيين بعد استنشاق كميات من الهواء المنبعث من عرض البحر وجبال سرايدي الممتدة على شكل تسلسلي إلى ما لانهاية.