حملات غرس الأشجار بجبل (قسنطينة)
تأكيد على بنك معطيات لتطوير استغلال الجبال
- 965
فرضت جائحة ”كوفيد ـ 19”، تغيير الاحتفالات باليوم العالمي للجبل، المصادف لـ11 ديسمبر من كل سنة بقسنطينة، حيث اكتفت محافظة الغابات، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، من خلال تنظيم خرجات في الهواء الطلق، مصحوبة بحملات تشجير، والابتعاد عن كل التظاهرات داخل الأماكن المغلقة، على غرار المحاضرات والمهرجانات.
نظمت محافظة الغابات بقسنطينة مؤخرا، بمناسبة الاحتفال باليوم العلمي للجبل، الذي جاء هذه السنة تحت شعار ”التنوع الحيوي للجبل”، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية للولاية، حملة تشجير بغابة ذراع الناقة، بلدية الخروب، بحضور العديد من الفعاليات ومشاركة عدة قطاعات محلية، مؤسسات عمومية، جمعيات ذات طابع بيئي، بالإضافة إلى مواطنين من المجتمع المدني، تضاف إلى الخرجة التي نظمتها المحافظة يوم الخميس الفارط في غابة شطابة ببلدية عين السمارة، بمشاركة حوالي 25 جمعية ذات طابع بيئي، بالإضافة إلى مواطنين من المجتمع المدني، بتعداد يصل إلى 300 مشارك، حيث تم غرس حوالي 500 شجيرة.
كما قامت محافظة الغابات بقسنطينة، خلال الأسبوع الفارط، احتفالا بنفس المناسبة، بعملية غراس واسعة، شملت منحدر مدخل الطريق السيار شرق ـ غرب، المتواجد على مستوى إقليم بلدية ديدوش مراد، بمشاركة تجزئة الأشغال العمومية لزيغود يوسف والمواطنين، وعلى مستوى غابة الجباس، بمشاركة جمعية الجباس القديم والمجتمع المدني، وعلى مستوى بلدية زيغود يوسف، شملت منحدر الملعب الرياضي الجديد، مع تنظيم أبواب مفتوحة في مقر المحافظة، بمشاركة بعض المستثمرين في مجال استغلال الثروة الغابية.
حسب السيد شنافي موسى، محافظ الغابات بولاية قسنطينة، فإن قسنطينة لا تضم مساحات كبيرة عبر الجبال، وفقا لتضاريسها، لكن المساحات الموجودة، والتي أغلبها غابية، تضم ثروة حيوانية ونباتية لا يستهان بها، كما تضم أكثر من 20 نوعا من النباتات ذات الأهمية البالغة، لاستعمالاتها الطبية والعطرية، وأنواع نادرة من النباتات، إذ يستوجب الأمر الحفاظ عليها وتنميتها، من خلال تعويض الخسائر المسجلة، خاصة تلك التي عرفتها الولاية في صيف 2019، بعدما احترقت مساحات كبيرة بغابة جبل الوحش.
ووفقا لمحافظ الغابات في ولاية قسنطينة، فإن مديريته وضعت استراتيجية مدروسة من أجل تنمية المناطق الغابية والمساحات المغروسة عبر الجبال، التي تعد مصدر تنمية ريفية مهمة، من خلال تطوير عمليات الغرس وفتح المسالك الترابية الوعرة، تهيئة منابع المياه والمرافقة الفلاحية لسكان هذه المناطق، من أجل تثبيتهم وتشجيع عودة النازحين، خدمة للأرض من جهة، والغابة من جهة أخرى.
دعا السيد موسى شنافي، سكان هذه المناطق الغابية والجبلية وحتى الزوار، إلى تقديم يد المساعدة لمحافظة الغابات، من خلال توعيهم بأهمية هذه الثروة، وعدم القيام بتصرفات طائشة، على غرار الإهمال المؤدي إلى نشوب الحرائق أو القيام بحرق المساحات لتجديد أعشاب الرعي، والتي من شأنها إلحاق الأضرار بنبتات نادرة، يمكنها الانقراض بسبب هذه الحرائق.
يرى عدد من المختصين في مجال البيئة، أن للجبال أهمية بيئة وفلاحية، كونها مصدر تغذية للعديد من الحيوانات، على غرار المواشي والأرانب والحشرات النافعة، على غرار النحل، تضاف لها الأهمية السياحية والاقتصادية، معتبرين أن الجزائر لم تستغل بعد جبالها بالشكل اللازم، في ظل نقص ثقافة الاهتمام بالجبال التي تتعرض في الوقت الحاضر لعدد من الاعتداءات العشوائية، على غرار انتشار المحاجر بشكل مضر، الحرائق والتعدي على الأراضي، وكذا التعرية، في ظل غياب دراسة معمقة أو بنوك معطيات لخصوصيات كل الجبال في الجزائر، والتي من شأنها أن تساهم في توفير آليات التدخل الهادف وتطوير هذا المجال.