"التاكسي الوردي" للنساء فقط
تجربة "شاهيناز" بدأت بصدفة فتحولت إلى حرفة
- 524
دفعت الحاجة الملحّة إلى وجود خدمة توصيل خاصة بالنساء فقط، بابنة مدينة القليعة ولاية تيبازة، السيدة "شاهيناز. ب"، إلى ولوج عالم سياقة سيارة الأجرة، تحت شعار "التاكسي الوردي"، لتكون من بين السيدات الجزائريات اللواتي اقتحمن مجالا كان إلى وقت قريب، حكرا على الرجال، ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها، إلا أنها تمكنت في ظرف وجيز، من فرض وجودها وكسب ثقة الزبونات.
التقتها "المساء"، مؤخرا، ودارت دردشة، عن تجربتها في سياقة سيارة الأجرة، خدمة للنساء.
قالت سائقة سيارة الأجرة السيدة "شاهيناز. ب٣، ابنة مدينة القليعة، بأن ولوجها عالم سياقة سيارة الأجرة، كان من باب الصدفة فقط، لأنها في حقيقية الأمر، كانت تعمل مربية في روضة للأطفال، وبحكم التزاماتها العائلية، وكونها أم لبنتين، كان من الصعب عليها أن تفكر مطلقا في مثل هذا النشاط، خاصة أنه يتطلب منها التفرغ التام، غير أن الصدفة جعلتها تخوض التجربة من باب تقديم خدمة لإحدى النسوة، اللواتي طلبن منها إيصالها، مقابل أجرة، ومن هنا، ولدت الفكرة التي سرعان ما تطورت، حيث اختزلتها في أول الأمر في عطلة نهاية الأسبوع، لممارسة هذا النشاط، وبعدها قررت تبنيه، ومنه الحصول على استقلاليتها المهنية، فكانت بذلك الانطلاقة في ممارسة نشاط، كان حكرا على الرجال.
وحسب سائقة سيارة الأجرة، السيدة شاهيناز، فإن ولوج عالم سياقة سيارة الأجرة، لم يكن سهلا مطلقا، فبعدما قامت بكل الإجراءات المرتبطة بالجانب النظامي، لتعمل بطريقة قانونية، أولى المشاكل التي صادفتها، أن مثل هذه المهن، تتطلب الصبر والتحلي بدرجة كبيرة من الوعي والمسؤولية. وأردفت المتحدثة بقولها: "في أول الأمر، كنت أقوم بخدمة التوصيل في المحيط العائلي، لكن سرعان ما شاعت خدمتي بين كل سكنات القليعة، لتشمل كل سكان تيبازة، حيث أصبح رقمي عبر صفحتي بمنصة التواصل الاجتماعي، موزعا في كل أرجاء الولاية".
وأوضحت في نفس السياق: "الأمر الذي خلق لدي بعض المخاوف، خاصة أنني أنتقل إلى بعض المنازل، ولا أعرف ما يمكن أن ينتظرني.. لذا عند الاتصال بي، أبحث دائما عن هوية المتصلة، وكيف حصلت على رقمي، والوجهة المحددة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أتحرى الأماكن المقصودة حتى لا أقع في فخ الأماكن المهجورة"، مشيرة إلى أن من بين التحديات أيضا في هذا النشاط، أنه يمكن أن يأتي اتصال في أي وقت من اليوم، بالتالي لابد أن أكون مجندة طيلة اليوم".
من جملة المتاعب الكثيرة التي صادفت سائقة الأجرة شاهيناز، التي ولجت عالم سياقة سيارة الأجرة منذ سنتين فقط، احتمال تعطل السيارة في أي مكان، الأمر الذي جعلها تتحول إلى ميكانيكية، حيث فرضت عليها المهنة، تعلم كيفية إصلاح بعض الأعطاب التي تصيب السيارة، حتى تتمكن من أداء عملها، مشيرة إلى أن كل المهن تحتوي على متاعب، وأن مهنة سياقة سيارة الأجرة لتوصيل النساء، تعودت عليها، ولمست الحاجة الكبيرة للنساء لوجود مثل هذه الخدمة، وهو ما يعكسه ـ حسبها ـ الطلب الكبير عليها يوميا.
من جهة أخرى، أشارت المتحدثة، إلى أنه إلى جانب قيامها بخدمة سياقة سيارة الأجرة، تعمل بالموازاة على تعليم الفتيات السياقة، بعد حصولهن على الرخصة، حيث يصعب عليهن قيادة السيارة بمفردهن في شوارع المدينة، فيطلبن منها استعمال سيارتهن ومرافقتهن، الأمر الذي يجعل جدول أعمالها ممتلئا طيلة الأسبوع، معلقة بالقول، بأن قيامها بحكم أنها ممرنة في مجال تعليم سياقة السيارة، لما يزيد عن 13 سنة، جعل بعض مدارس تعليم السياقة يعلقون عليها بالقول، بأنها أخذت كل الزبونات، وتقول: "اللواتي يخترنها شخصيا، بالنظر إلى سمعتها الطيبة في المدنية".
تختم بالقول، بأن المرأة الجزائرية تمكنت من إثبات وجودها في الكثير من المهن، بما فيها سياقة سيارة الأجرة، التي كانت من السّباقات إلى ولوجها. وتؤكد أنها من المهن المطلوبة كثيرا من النساء اللواتي يفضلن التنقل مع امرأة.