متطوعون يجوبون الشوارع والأحياء

تحرك ميداني بعنابة ضد المخدرات

تحرك ميداني بعنابة ضد المخدرات
  • 104
سميرة عوام سميرة عوام

أطلقت الجمعية الولائية لمكافحة المخدرات للشباب بعنابة بالتعاون مع جمعية "التحدي" لمكافحة المخدرات، مؤخرا، قافلة تحسيسية موسّعة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف لـ 26 جوان من كل سنة، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة، وبالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب، على مستوى مركز الترفيه العلمي الشهيد ريس صالح.

وجاء تنظيم هذه المبادرة في إطار تعزيز الوعي الجماعي بخطورة هذه الآفة التي تهدد المجتمع، خاصة فئة الشباب، من خلال التركيز على الجانب الوقائي والتحسيسي؛ باعتباره الخط الأول للدفاع في مواجهة المخدرات، وما تسببه من أضرار جسدية ونفسية واجتماعية مدمرة.

أنشطة ميدانية متنوعة وهادفة

شهدت القافلة تنظيم معرض للصور التوعوية يعرض مظاهر الإدمان وتأثيراته، إلى جانب توزيع مطويات تحتوي على معلومات دقيقة حول أنواع المخدرات، ومخاطرها، وطرق الوقاية منها. 

كما تم عرض أشرطة وثائقية مؤثرة، تتناول شهادات واقعية لأشخاص خاضوا تجربة الإدمان، وتمكنوا من التعافي.

وساهم أعضاء الجمعيتين في تنشيط حلقات نقاش مباشرة مع المواطنين، خاصة فئة الشباب، من أجل فتح باب الحوار، والتوعية بطرق مبسطة قريبة من الواقع، ما ساعد على إيصال الرسائل الوقائية بشكل فعّال وملموس. 

وقد لاقت هذه المبادرة استحسانا كبيرا من طرف الزوار، الذين ثمّنوا مجهودات الجمعيات في الميدان.

مشاركة فعالة من الجهات الأمنية

عرفت القافلة، أيضا، مشاركة ميدانية فعالة من الهيئات الأمنية المختصة، في مقدمتها فرقة مكافحة المخدرات لأمن ولاية عنابة، التي قدمت مداخلات هادفة تشرح الإطار القانوني، والجهود المبذولة لمحاربة الترويج والتعاطي. 

كما حضرت فرقة حماية الأحداث التابعة للدرك الوطني، التي سلطت الضوء على سبل حماية القُصَّر من الاستقطاب والتورط في شبكات التهريب أو التعاطي.

وقد ساهم هذا الحضور الأمني في تعزيز البعد الوقائي للنشاط، من خلال تقديم توجيهات عملية للمواطنين، وتوضيح دور المواطن في التبليغ والتعاون مع السلطات؛ لمحاصرة الظاهرة في أحيائهم، ومحيطهم.

تجاوب شباني ووعي متزايد

لاقى النشاط تجاوبا واسعا من قبل المواطنين الذين شاركوا بفعالية في مختلف الفقرات، وتفاعلوا مع النقاشات والمحتويات المعروضة، ما يعكس ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التصدي لآفة المخدرات، والاقتناع بدور العمل التحسيسي في الوقاية قبل الوقوع في فخ الإدمان.

وأشاد عدد من الأولياء والأساتذة والمربين بأهمية مثل هذه المبادرات، مؤكدين أنها تعوّض النقص المسجل في التكوين الوقائي داخل المؤسسات التربوية والثقافية. وطالبوا بتكثيف القوافل الميدانية، وتوسيعها لتشمل المناطق النائية، والأحياء الشعبية.

نحو عمل جمعوي مستدام

في ختام الفعالية، أكدت الجمعيتان على ضرورة توسيع دائرة التنسيق مع مختلف الشركاء المحليين؛ لمواصلة العمل التوعوي طوال أيام السنة وليس فقط في المناسبات العالمية، باعتبار أن المخدرات لا ترتبط بزمان أو مكان، بل تتطلب جاهزية دائمة، واستراتيجية وقائية مستمرة.

كما جدد أعضاء الجمعيتين الدعوة إلى دعم الجمعيات الناشطة ميدانيا، عبر توفير الإمكانيات المادية واللوجستية اللازمة، وتسهيل وصولها إلى الفئات المستهدفة في ظل التحديات المعقدة التي يفرضها انتشار المخدرات في الأوساط الشبابية.