"البرنوس" الوبري
تراث الأجداد علامة مسجلة في الحضنة
- 3631
تشتهر ولاية المسيلة، على غرار الولايات المعروفة، بتربية الماشية واستغلال صوفها في العديد من المنتجات النسيجية، أبرزها ‘البرنوس’ الوبري المصنوع من وبر الإبل، والذي تعدت شهرته حدود الوطن وصار الهدية المفضلة لكبار ضيوف الجزائر، لما له من علاقة بالهوية الوطنية وتراث الأمة المادي.
يعتمد ناسجو ‘البرنوس’ على الدقة في اختيار المادة الأولية والنسج والخياطة، فالمادة الأولية التي يصنع منها ‘البرنوس’ تتمثل أساسا في وبر الإبل الذي يتم اختياره بدقة، حيث يفضل أن يكون الوبر لصغير الجمل نظرا لنعومته وخفته حتى ولو كان سعره مرتفعا مقارنة بوبر الجمل المسن الذي وإن كان سعر الكيلوغرام الواحد من وبره يقارب 5000 دج أو أكثر، فإن الكيلوغرام الواحد من وبر صغير الجمل كثيرا ما يتجاوز الـ 7 آلاف دج. وتقول السيدات الماهرات في نسج ‘البرنوس’ بأن هذه الصناعة تبدأ بإحضار الوبر وتنظيفه من الشوائب العالقة به.
ويوفر الكيلوغرام الواحد منه حوالي 400 غرام من الوبر الصافي بعد عملية التنظيف والتمشيط، أي تمريره على مشط خاص يسمى ‘القرداش’ الذي يفصل خيوط الوبر عن بعضها البعض لتصبح سهلة التحويل إلى خيوط تستعمل في مرحلة أخرى تسمى؛ النسج.
يتم بعد ذلك وضع ‘منسج’ وهو الآلة المعدة خصيصا للنسج، متكونة من خشبتين متوازيتين أفقيا، تتوسطهما قصبات تدخل الخيوط في بعضها البعض عند كل حركة من حركات النسج.
ويستغرق نسج ‘البرنوس’ الوبري عدة أشهر، ليكون جاهزا ومدققا بآلة تسمى ‘الخلالة’، وهي عبارة عن مسطح معدني ثقيل تضرب به خيوط المنسج لتتراص وتحكم فيما بينها، فينتج عنها قطعة نسيج فاخرة.
ولتقليص مدة نسج ‘البرنوس’، كثيرا ما تلجأ النساء إلى إقامة نظام "التويزة" التي تعني التعاون في عملية نسج ‘البرنوس’ أو غيره، لتقليص مدة العمل.
ثم تأتي المرحلة الثانية؛ فبعد الانتهاء من نسج ‘البرنوس’، يتم وضع المنسج أو فكه ليصبح ‘البرنوس’ جاهزا بنسبة كبيرة كقطعة قماش، ليشرع في مرحلة أخرى تتضمن الحياكة أو التطريز التي تتم غالبا في محلات خاصة منتشرة في الأسواق الشعبية، يتولاها العارفون بالحياكة، وأكثرهم حاليا مسنون.
ويرغب الكثيرون في أن تتم حياكة ‘البرنوس’ الوبري يدويا عوض استعمال آلة الخياطة، حيث تكلف خياطته يدويا ثمنا أغلى من خياطته بالآلة، لأن الطريقة الأولى توفر المزيد من الرونق والجمال على ‘البرنوس’. وتفضل الشخصيات الكبيرة والأغنياء، اقتناء ‘البرنوس’ المحاك يدويا.
ويتم بعد حياكته وضع ‘السفيفة’، وهي عبارة عن شريط من القماش ذهبي اللون يخاط على طول ‘البرنوس’ داخليا ليضفي عليه رونقا خاصا ويخفي مكان الخياطة.
ويعرض ‘البرنوس’ بعد ذلك للبيع وفق طريقتين؛ أولهما العرض في المحلات التجارية المخصصة للألبسة الشتوية التقليدية المنتشرة عبر ولاية المسيلة، أو التوجه مباشرة إلى بيوت صانعيه.
ولا يزال ‘البرنوس’ مقترنا بعلية القوم، فهو حكر على فئة معينة من سكان الحضنة والمناطق السهبية اعتبارا من أن سعره لا يقل عن 80 ألف دج، بل يتجاوز الـ 150 ألف دج بالنسبة لأنواع منه.
ويؤكد العارفون بخباياه أن بعض مستعمليه من الفئة يرتدونه خلال موسم شتوي واحد، ليقوموا بشراء آخر، وتبقى ذكرى الأجداد متواصلة. (وأج)
يعتمد ناسجو ‘البرنوس’ على الدقة في اختيار المادة الأولية والنسج والخياطة، فالمادة الأولية التي يصنع منها ‘البرنوس’ تتمثل أساسا في وبر الإبل الذي يتم اختياره بدقة، حيث يفضل أن يكون الوبر لصغير الجمل نظرا لنعومته وخفته حتى ولو كان سعره مرتفعا مقارنة بوبر الجمل المسن الذي وإن كان سعر الكيلوغرام الواحد من وبره يقارب 5000 دج أو أكثر، فإن الكيلوغرام الواحد من وبر صغير الجمل كثيرا ما يتجاوز الـ 7 آلاف دج. وتقول السيدات الماهرات في نسج ‘البرنوس’ بأن هذه الصناعة تبدأ بإحضار الوبر وتنظيفه من الشوائب العالقة به.
ويوفر الكيلوغرام الواحد منه حوالي 400 غرام من الوبر الصافي بعد عملية التنظيف والتمشيط، أي تمريره على مشط خاص يسمى ‘القرداش’ الذي يفصل خيوط الوبر عن بعضها البعض لتصبح سهلة التحويل إلى خيوط تستعمل في مرحلة أخرى تسمى؛ النسج.
يتم بعد ذلك وضع ‘منسج’ وهو الآلة المعدة خصيصا للنسج، متكونة من خشبتين متوازيتين أفقيا، تتوسطهما قصبات تدخل الخيوط في بعضها البعض عند كل حركة من حركات النسج.
ويستغرق نسج ‘البرنوس’ الوبري عدة أشهر، ليكون جاهزا ومدققا بآلة تسمى ‘الخلالة’، وهي عبارة عن مسطح معدني ثقيل تضرب به خيوط المنسج لتتراص وتحكم فيما بينها، فينتج عنها قطعة نسيج فاخرة.
ولتقليص مدة نسج ‘البرنوس’، كثيرا ما تلجأ النساء إلى إقامة نظام "التويزة" التي تعني التعاون في عملية نسج ‘البرنوس’ أو غيره، لتقليص مدة العمل.
ثم تأتي المرحلة الثانية؛ فبعد الانتهاء من نسج ‘البرنوس’، يتم وضع المنسج أو فكه ليصبح ‘البرنوس’ جاهزا بنسبة كبيرة كقطعة قماش، ليشرع في مرحلة أخرى تتضمن الحياكة أو التطريز التي تتم غالبا في محلات خاصة منتشرة في الأسواق الشعبية، يتولاها العارفون بالحياكة، وأكثرهم حاليا مسنون.
ويرغب الكثيرون في أن تتم حياكة ‘البرنوس’ الوبري يدويا عوض استعمال آلة الخياطة، حيث تكلف خياطته يدويا ثمنا أغلى من خياطته بالآلة، لأن الطريقة الأولى توفر المزيد من الرونق والجمال على ‘البرنوس’. وتفضل الشخصيات الكبيرة والأغنياء، اقتناء ‘البرنوس’ المحاك يدويا.
ويتم بعد حياكته وضع ‘السفيفة’، وهي عبارة عن شريط من القماش ذهبي اللون يخاط على طول ‘البرنوس’ داخليا ليضفي عليه رونقا خاصا ويخفي مكان الخياطة.
ويعرض ‘البرنوس’ بعد ذلك للبيع وفق طريقتين؛ أولهما العرض في المحلات التجارية المخصصة للألبسة الشتوية التقليدية المنتشرة عبر ولاية المسيلة، أو التوجه مباشرة إلى بيوت صانعيه.
ولا يزال ‘البرنوس’ مقترنا بعلية القوم، فهو حكر على فئة معينة من سكان الحضنة والمناطق السهبية اعتبارا من أن سعره لا يقل عن 80 ألف دج، بل يتجاوز الـ 150 ألف دج بالنسبة لأنواع منه.
ويؤكد العارفون بخباياه أن بعض مستعمليه من الفئة يرتدونه خلال موسم شتوي واحد، ليقوموا بشراء آخر، وتبقى ذكرى الأجداد متواصلة. (وأج)