دعا إليها المشاركون في الأيام الطبية الثانية بالبليدة
تشخيص واقع الرعاية الصحية ومعالجة النقائص
- 610
شكلت الأيام الطبية بين الواقع والمأمول التي جرت فعالياتها بالمؤسسة الاستشفائية البليدة في طبعتها الثانية، فرصة للناشطين في مختلف التخصصات من داخل الولاية وخارجها، لتشخيص واقع الرعاية الصحية على مستوى المصالح الطبية، والسعي لتدارك النقائص المسجلة في الخدمات المقدمة للمواطنين.
أوضح عبد الحميد بوسوس المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي، أن المستشفى الجامعي بالبليدة يحتوي وحده على 28 مصلحة. ويجمع كل التخصصات الطبية والجراحية؛ الأمر الذي يتطلب، حسبه، مزيدا من العمل على ترقية الخدمات الصحية المقدمة أمام الضغط الكبير الذي تشهده المؤسسة الاستشفائية.
وقال المسؤول على هامش أشغال الأيام الطبية، إن المركز الجامعي بالبليدة ينتظر إلى جانب توفره على كل التخصصات الطبية، أن يستفيد من عمليات توسعة في التخصصات؛ من خلال إدراج تخصص الأمراض المعدية الجاري العمل عليها، مشيرا إلى دراسة أجريت في هذا الشأن، في انتظار استحداث المصلحة لتكون الثانية بعد مصلحة بوفاريك، موضحا أن مثل هذه الأيام الطبية التي يتم تنظيمها، يُعد فرصة لمعالجة النقائص. ولعل واحدا من أهمها وجوب إدراج مصلحة الأمراض المعدية على مستوى المؤسسة الاستشفائية بالنظر إلى الطلب الكبير، وعدد الحالات التي يتم توجيهها لمؤسسة بوفاريك.
ومن بين المشاريع التي يُنتظر أن تتعزز بها المؤسسة الاستشفائية، حسب ذات المسؤول، "وضع حيز الخدمة مصلحة الإعانة الطبية المركّزة "، والتي قال بأنها غير موجودة، بعد بناء الهيكل الذي يحتضن المصلحة، والذي حاز على دفتر الشروط في انتظار تجسيده، مشيرا أيضا إلى تخصيص 47 مليون سنتيم لتجهيز قاعات العمليات الجراحة بالموازاة مع عملية أخرى لرد الاعتبار لمختلف المصالح من أشغال التوسعة؛ مثل توسعة مصلحة الاستعجالات، والطب الداخلي، والصيدلية المركزية، ومصالح طبية أخرى.
وأشار المتحدث من جهة أخرى، إلى أن هناك بعض التجهيزات القديمة التي تحتاج إلى إعادة تجديد؛ حيث يُنتظر أن يتم اقتناء جهاز سكانير حديث، وغيره من الأجهزة؛ مثل جهاز " إيكوم" لجراحة القلب المفتوح، مسجلا: "لا يُعقل في الاستعجالات الطبية أن نصل إلى إجراء 150 سكانير خلال 24 ساعة ! " ؛ ما يعني، حسب المسؤول، "وجود ضغط كبير، يحتاج إلى دعم الوحدات الصحية الأخرى؛ من أجل التقليل من حجم الضغط، وهي الغاية من الأيام الطبية، التي تهدف إلى الوقوف على النقائص، واقتراح حلول لمعالجتها ".
كما أشارت رئيسة مصلحة الطب الشرعي كلثوم مساحلي، إلى أن الأيام الطبية تستهدف الوقوف على الإنجازات التي يجري العمل عليها على مستوى المؤسسة الاستشفائية، ومنه السعي لبلوغ بعض الأهداف. ولعل أهمها الوصول إلى إنشاء تناسق بين المصالح؛ فمثلا مصلحة الطب الشرعي ليست فقط مصلحة لمعرفة أسباب الوفاة، وإنما أيضا يمكنها كمصلحة من خلال ما لديها من معطيات، أن تقدم صورة واضحة عن الوضعية العامة للمجتمع بطريقة علمية، حول أسباب الوفاة، مؤكدة أن على مستوى المصلحة يجري تسجيل العديد من حالات الوفاة الفجائية، التي تُعد أسبابها من الناحية العلمية واضحة، ممثلة في الإصابة بأمراض غير ظاهرة، ولكن في أغلب الأحيان الأسباب المرضية لم يتم تشخيصها مبكرا، مردفة: " بناء على ما يتم اكتشافه في المصالح، تظهر الحاجة الملحّة على التشخيص المبكر، وهو ما سبق أن أكدت عليه المختصة؛ من خلال المطالبة بالتنسيق بين مختلف المصالح، لافتة إلى أن السكتة القلبية تنتشر بشكل كبير بين الشباب، وأن بعضها مرجعه العامل الوراثي؛ ما يتطلب لفت الانتباه إليها لحماية الأفراد المعنيين من الوفاة المفاجئة؛ من خلال رسم مخطط وقائي.