وفق دراسة للدكتور نصر الدين مهداوي من جامعة قسنطينة

تطبيقات الذكاء الاصطناعي كفيلة باستشعار الحرائق قبل وقوعها

تطبيقات الذكاء الاصطناعي كفيلة باستشعار الحرائق قبل وقوعها
  • القراءات: 977
رشيدة بلال رشيدة بلال

دفع الاهتمام بالبحث عن آليات جديدة لمكافحة حرائق الغابات بعدما تم إدراجها ضمن المخاطر الكبرى، بالباحثين والأساتذة الأكاديميين، إلى القيام ببعض الدراسات والبحوث، التي من شأنها أن تساهم في ابتكار حلول متطورة، تساعد على استشعار الحرائق قبل حدوثها، ومنها حماية الثروة الغابية من خطر الحرائق. ومن هؤلاء الدكتور نصر الدين مهداوي، المختص في علوم الإعلام والاتصال، الذي عرض استراتيجية جديدة لاستشعار الحرائق؛ بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي خلال مشاركته، مؤخرا، في فعاليات الملتقى الوطني حول دور المجتمع المدني في الترويج للسياحة الداخلية والحماية من الحرائق، والتي لقيت تجاوبا كبيرا من الحاضرين.

قال الدكتور نصر الدين مهداوي، المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة في بداية مداخلته، إن محاربة ظاهرة حرائق الغابات تعتمد اعتمادا كليا على خلايا استشعار خطر الحرائق قبل وأثناء وبعد اندلاع الحرائق؛ لما لكل مرحلة من أهمية في محاربة ومتابعة الحرائق قبل وبعد اندلاعها، وحتى بعد إطفائها؛ لرصد الخسائر، مشيرا إلى أن "الرهان الذي يعوَّل عليه من هذه الخلايا التي يتم تنصيبها، هو السرعة في الاتصال"، ومردفا: "فكلما كان هناك تواصل سريع كلما كان التحكم في الحريق قبل اندلاعه بعد استشعاره سريعا"، وهذا يقودنا، يضيف، "إلى طرح سؤال: كيف يمكننا بناء استراتيجية إعلامية تواصلية لاستشعار الحرائق ومجابهتها؟".

ويجيب المحاضر بالنسبة للاستراتيجية الاتصالية: "نجاحها متوقف على تنصيب الخلايا الدائمة في مختلف المؤسسات التي توكَل لها مهمة محاربة مثل هذه المخاطر. يشرف عليها أشخاص أكفاء، يتمتعون ببعض الصفات الخاصة؛ كالقدرة على التحمل، والعزيمة، والحرص الدائم على إرسال تقارير بصورة مستمرة، موزعين على مستوى مصالح الحماية المدنية، ومحافظة الغابات، والدرك الوطني، إلى جانب توفير الإمكانيات التكنولوجية المتطورة، الكفيلة بجعل العملية الاتصالية سريعة، ممثلة في العتاد العصري"، مشيرا إلى أنه كلما كانت العملية الاتصالية سريعة بين مختلف الخلايا، كلما كان التحكم في الأزمة قبل وقوعها سريعا.

وحسبه، فإن المرحلة التي تلي تنصيب الخلايا هي ضبط الاستراتيجية  التي يجري العمل وفقها بين مختلف الخلايا من جهة، وتفعيل العمل الجواري ممثلا في النشاط التحسيسي، الذي يكون فيه للمجتمع المدني دور بارز في نشر المعلومة؛ لجعل المواطن شريكا فعالا في التبليغ، ومنه المساهمة في تفعيل العملية الاتصالية لاستشعار الحريق، ومنع وقوعه.

من جهة أخرى، أشار المتدخل إلى أن تفعيل مخطط اتصالي عصري في استشعار الحرائق قبل وقوعها، يعتمد، أيضا، على برنامج عمل، يقوم على أسلوبين، وهما: الاستمالة العاطفية، والاستمالة التخويفية. وبالنسبة للاستمالة العاطفية، تتم من خلال  توعية المواطن حول الأثر الكبير الذي يهدد الثروة الغابية جراء هذه الحرائق، والتأكيد على دوره الفعال في  حمايتها بالاعتماد على مختلف وسائل الاتصال، بما في ذلك الفضاء الافتراضي، بينما الاستمالة التخويفية تعتمد على أسلوب غرس الخوف؛ بالكشف عن مختلف العقوبات التي أقرها المشرّع للوصول إلى حماية الثروة الغابية. ويوضح المتدخل: "وإن كنت أعتقد أن هذين العنصرين تبنّتهما الدولة الجزائرية وأن الإشكال المطروح هو وجود أزمة اتصالية  بين كل الشركاء؛ الأمر الذي جعل إنجاح عملية استشعار الحرائق قبل وقوعها، متوقفا على مدى وعي المواطن، وإحساسه العالي بالمسؤولية والتحلي بروح المواطنة من خلال الاتصال السريع".

وما ينبغي العمل عليه، اليوم، لترقية عملية محاربة المخاطر الكبرى لا سيما ما تعلق منها بحرائق الغابات، حسب الدكتور مهداوي، الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لمحاربة حرائق الغابات؛ من خلال تبنّي تطبيقات الأندرويد، وليس على الرجل الآلي أو "الروبوت"؛ مثلما هو معتمد في بعض الدول المتقدمة كاليابان؛ حيث تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في استشعار الحرائق قبل وقوعها؛ مما يتطلب، حسبه، "نجاح إدراج التطبيقات على كاميرا المراقبة، التي تقوم بمسح شامل، وتقدم صورة آنية  عن مختلف المواقع، ولحظة وقوع الخطر، ومساحته؛ حتى يمكن الكشف  عن الفاعل"، مشيرا إلى وجود العديد من التطبيقات التي يمكن اعتمادها في استشعار الحرائق قبل وقوعها؛ للوصول إلى حماية الثروة الغابية.