مشروع مبتكر لطالبة من جامعة وهران
تطبيق يحمي اللباس التقليدي من السرقات ويروج للعلامة الجزائرية
- 625
طرح عدد من الطلبة الجامعيين، المشاركين في فعاليات المهرجان الوطني للمؤسسات الناشئة، المنظم مؤخرا، بجامعة البليدة (2) "علي لونيسي" في العفرون، عددا من المشاريع المبتكرة الحائزة على وسم "لابال"، في خطوة تهدف إلى المشاركة الفعلية في خلق الثروة وإنشاء مؤسسات ناشئة، والتأكيد من جهة أخرى، على التأثير الإيجابي للتكنولوجيا عندما يتم استغلالها فيما ينفع، وهو ما جسدته الطالبة نور الهدى بوزيد، التي حاولت من خلال فكرة مشروعها المبتكر، أن تساهم في حماية اللباس التقليدي الجزائري، الذي طالته في السنوات الأخيرة، عدة سرقات من دول الجوار. التقتها "المساء" مؤخرا، وعن فكرة مشروعها المبتكرة، كانت هذه الدردشة.
قالت الطالبة الشابة نور الهدى بوزيد، من جامعة وهران (2)، حاملة فكرة مشروع مبتكر في طور الإنجاز، إنه بالرغم من أنها تدرس في السنة الأولى جامعي، غير أن فكرة المشروع المبتكر والانخراط في حاضنة الأعمال، من أجل المساهمة من جهتها في إنشاء مؤسسة ناشئة، كانت تراودها منذ زمن، لتساهم من خلالها في حماية ما تعتقد أنه أصبح معرّضا للخطر بفعل التكالب عليه من بعض دول الجوار.
أكدت المتحدثة، أن الانطلاقة في عرض فكرة حماية الموروث التقليدي، ممثلا في اللباس، جاءت بحكم أنها تنتمي إلى عائلة تعنى باللباس التقليدي، فوالدتها متخصصة في خياطة اللباس التقليدي لما يزيد على 35 سنة، ونظرا لحملات الاعتداء عليه والادعاء بأنه لباس غير جزائري، مثل ما حدث مع "القفطان والبلوزة"، وحتى "جبة الفرقاني"، مؤخرا، قررت أن تطرح فكرتها الممثلة في إنشاء تطبيق يمثل مصنعا مختصا في حياكة الملابس التقليدية وعصرنتها على مستوى ولاية وهران. وحسبها، فرغم أن اللباس التقليدي الجزائري مسجل في "اليونيسكو"، غير أن الهجمات عليه لا تزال كبيرة، الأمر الذي دفعها إلى طرح هذا التطبيق الذي ينتظر أن يدخل حيز الخدمة ابتداء من منتصف شهر جوان المقبل.
تتوقع الطالبة نور الهدى من وراء التطبيق، أن تحقق هدفين، الأول يتمثل في الترويج للموروث التقليدي الجزائري، ممثلا في اللباس، من خلال إبراز العلامة الجزائرية، والثاني أنه يمكن لأي كان من داخل الوطن أو خارجه، عند الولوج إلى التطبيق لتصفح النماذج المعروضة، أن يجربها إن كانت على مقاسه أو لا، حتى يختار منها ما يلائمه بالاعتماد على رؤية ثلاثية الأبعاد موجودة في التطبيق.
كشفت المتحدثة بقولها: "لعل هذه الميزة التي جعلت مشروعنا مبتكرا، لأن المنصة مزجت بين تمكين الزبون من قياس الثوب التقليدي في الفضاء الافتراضي، وكأنه متواجد داخل المحل، والترويج له بتقديم جملة من المعلومات التاريخية حول اللباس التقليدي المعروض آيا كان، سواء الجبة القبائلية، الشاوية أو الوهرانية".
وردا على سؤال "المساء"، حول ما تنتظره من وراء هذا المشروع المبتكر، أشارت الطالبة نور الهدى، إلى أنها محبة للباس التقليدي الجزائري، فهي تجمع بين أب قسنطيني وأم وهرانية، بالتالي كان لديها اطلاع على اللباس التقليدي الجزائري، وبحكم موجات السرقة التي طالته في السنوات الأخيرة، ترغب في أن تكون لديها مساهمة في مجال حماية الموروث، ممثلا في اللباس التقليدي، من خلال ما تؤمنه التكنولوجيا من فرص، ومرافقة الدولة لحاملي المشاريع المبتكرة، ومنه تشجيع العلامة الجزائرية في الأسواق المحلية والأجنبية، وأكثر من هذا، إبراز الجانب التاريخي لكل لباس يتم تصميمه، وأهم نقاط العصرنة التي أدخلت عليه، حيث يرفق كل لباس ببطاقة تعريفية عنه.
ختمت الطالبة حديثها، بالتأكيد على أن "فكرة المشروع المبتكر، حازت إلى حد الآن على الموافقة، حيث حصلت على شهادة توطين مشروع مبتكر، في انتظار الحصول على شهادة "لابال"، والتي من خلالها يمكن القول بأنها تمكنت من التأسيس لمؤسسة ناشئة، شعارها حماية الموروث التقليدي الجزائري.