بجامعة "08 ماي 45" بقالمة
"تعاطي المخدرات" محور ملتقى وطني
- 2048
تشكل ظاهرة تعاطي المخدرات مشكلة عالمية، خاصة أن الجريمة تزداد وتيرتها يوما بعد آخر، كما تستفحل في الوسط الجزائري بشكل كبير. في هذا الإطار، نظمت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة "08 ماي 45" بقالمة مؤخرا، بقاعة المحاضرات "محمد عبداوي" بمجمع "سويداني بوجمعة"، ملتقى وطنيا شارك فيه دكاترة وأستاذة جامعيون من 26 جامعة وطنية لمناقشة ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الجزائري، من خلال الخوض في أسباب الظاهرة، آثارها وطرق الوقاية والعلاج. كما تم طرح مجموعة من الإشكالات من أجل التوعوية والتحسيس والتعريف بالظاهرة التي أصبحت خطرا على المجتمع الجزائري.
دعا رئيس جامعة "08 ماي 45" بقالمة، الدكتور صالح العقون، خلال إعلانه عن الافتتاح الرسمي للملتقى، إلى ضرورة الاهتمام دوما باستراتيجيات مكافحة تعاطي المخدرات. كما دعا إلى التشريع والتخطيط العلمي الدقيق من أجل التصدي للمشكلة ومكافحة الاتجار غير المشروع. مؤكدا أن ظاهرة المخدرات في الجزائر تستفحل بشكل كبير في الوسط الريفي والحضري وفي مختلف جهات الوطن، حيث شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة زيادة في عدد متعاطي المخدرات، وأصابت هذه الآفة الشباب الذين تبلغ أعمارهم 12سنةفمافوقلأسبابعديدة.
من جهته، قال عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة "08 ماي 45"، الدكتور سمير قريد، أن الموضوع يكتسي أهمية قصوى، وقضية المخدرات خطيرة تعني الجميع ومشكلة عويصة وتشكل مسؤولية جماعية، بالتالي من الواجب التصدي لها بالتشخيص والبحث عن الأسباب والحلول، ومن ثمة الذهاب إلى مستويات العلاج بغية التكفل.
فيما أوضح الأستاذ الجامعي المتقاعد، الدكتور عمر عسوس، أن الخبرة تُظهر تقريبا بأن معظم الشباب يتعاطون المخدرات، والدليل على ذلك ميلهم للنعاس وخمولهم، موضحا أن حوالي 60 في المائة من الشباب الجزائري لا يستيقضون قبل الرابعة مساء، بالإضافة إلى عزوفهم عن العمل والنشاط. كما أن بعض الإحصائيات حول تعاطي المخدرات تبين وجود 400 ألف متعاط لها في الجزائر، وأردف الدكتور عسوس أنّ هذه الأرقام غير دقيقة بسبب أرقام أخرى لا تظهر ولا يُذكر أصحابها، والإشكالية تكمن في مدى تحكّم الحكومات، خاصة العربية منها، في ظاهرة تعاطي المخدرات، لاسيما في الجزائر، والأسباب الاقتصادية التي تدفع الأفراد إلى تعاطي المخدرات في بلادنا.
من جهته، قال الأستاذ بجامعة بقالمة الدكتور حميد حملاوي، بأنّه من بين الأسباب الاقتصادية التي تؤدي إلى ولوج عالم المخدرات؛ الفقر، البطالة، سوء الأحوال المادية والمعيشة السيئة في الأحياء الشعبية، فهذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تؤدي بالفرد إلى ولوج عالم المخدرات من أجل الخروج من عالمه ودخول عالم آخر يُعتبر "افتراضيا"، وتعتبر البطالة عاملا رئيسا يبحث عنه دائما الشباب الجزائري من أجل الحصول على المادة، والعمل على الترويج لهذه المواد المخدرة للحصول على مبلغ مالي يتحدى به الصعوبات التي تعترضه، بالإضافة إلى الجماعات الضاغطة في المجتمع الجزائري، التي تعمل على الحصول على هذه المادة من مختلف الدول المجاورة، ودخولها من المنطقة الغربية إلى الجزائر، إذ هناك عصابات مختصة في الترويج للمخدرات، تستقطب مجموعة كبيرة من الشباب للحصول على هذه المادة وترويجها، خاصة في الأوساط التربوية.
أضاف الدكتور حملاوي أن ظاهرة تعاطي المخدرات أصبحت في جميع الفئات الاجتماعية في الجزائر. في المقابل، أصبحت الشغل الشاغل للحكومة من أجل التخفيف من حدتها والوصول إلى إخراج هذه المجموعة من الشباب من دائرة تعاطي المخدرات، باستخدام مجموعة من الأساليب، منها التوعية والتحسيس بالنسبة للشباب في الوسط التربوي، خاصة المدرسة، المتوسطة، الثانوية وحتى الجامعات، دور وسائل الإعلام في التحسيس والتوعية والجامعات، من خلال تنظيم ملتقيات، كما خصصت الحكومة الجزائرية مبالغ مالية لمكافحة هذه الظاهرة من الجانب الأمني أو عن طريق المجتمع المدني، كالجمعيات التي تنشط في هذا المجال من أجل التوعية والتحسيس.