المهارة تبعد احتمالية الغرق

تعلم السباحة من أساسيات تنشئة الطفل الصحيحة

تعلم السباحة من أساسيات تنشئة الطفل الصحيحة
  • القراءات: 214 مرات
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شدّد مراد بن عمور مدرب سباحة، والمكلّف الرئيسي الموسمي  لحراسة أحد الشواطئ شرق العاصمة،  على ضرورة تعليم الطفل السباحة منذ صغر سنه، مشيرا في حديثه مع "المساء" إلى الأهمية القصوى لهذه الرياضة واكتساب هذه المهارة في حياة الفرد، والتي لابدّ أن يتلقّن أسسها وأساليبها منذ الطفولة حتى يعتاد عليها، لاسيما وأنّها رياضة كاملة للجسم من جهة، وأساسية في حياته ومستقبله، تمكّنه من دخول البحر والسباحة فيه دون خوف.

أوضح المتحدّث أنّ الكثير من حوادث الغرق هي نتيجة للمغامرة والسباحة عندما يكون البحر هائجا، حيث ترتفع أمواجه عاليا وتزداد فيه التيارات التي تجعل السباح يفقد السيطرة وتسحبه إلى داخلها دون أن يتمكّن من الخروج، إلاّ أنّ بعض الحالات  تكون "تافهة السبب"، على حدّ تعبيره، ويقصد بها أنّها نتيجة عدم معرفة الضحية للسباحة، إذ يمكن أن يغرق حتى عند ووقوفه على الشاطئ.
وتابع محدّث "المساء" أنّ عدم معرفة أسس السباحة ليس بالأمر الكارثي، لكن تبقى معرفة طرق السباحة واكتسابها كمهارة، أمرا لابدّ منه، ليس فقط لسكان المدن الساحلية وإنّما للجميع، فكلّ شخص يمكن أن يجد يوما ما نفسه في البحر وتكون لديه رغبة في السباحة، فإدراك تلك الطرق وكيفية التصرّف في حالة مشكل أمر بالغ الأهمية.
وأوضح قائلا "إن كان هذا الموضوع لا يولى له اهتمام بالغ، إلّا أنّه من الأمور التي لابدّ من الحديث عنها بشكل جدي، فالسباحة من المهارات التي يشجّع عليها ديننا الحنيف، وفي سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، هناك حديث عن أهمية تعليم الطفل السباحة، إلى جانب الرماية وركوب الخيل"، وهذا، حسبه ما هو إلا دليل قويّ على أهمية هذه المهارة في حياة الإنسان.
وشدّد المدرّب على أنّ السباحة من الرياضات الكاملة للجسم، وتوفّر العديد من النوادي والمسابح العمومية والخاصة، تدريبات كاملة في السباحة، تحت إشراف مدربين مختصين، يمكنهم مساعدة الكبير والصغير في تخطي مختلف مخاوف وتحديات النزول إلى الماء وطرق السباحة وعدم التنفس تحت الماء.
وأشار بن عمور، إلى أنّ السباحة من المهارات التي لا يمكن القول إنّه فات أوان تعلّمها، فالجنين في بطن أمه يسبح داخل كيس مائي، فتبقى تلك المهارة مخفية في جزء من ذاكرته إلى حين إعادة تعلّمها من جديد، فحتى الإنسان البالغ وفي سنّ متقدّمة يمكنه تعلّم السباحة وإتقان أساسياتها، وأكّد أنّه رغم تعليم الطفل أساسيات السباحة، فهذا لا يعني أبدا ترك الطفل عند السباحة دون مراقبة، حيث لابدّ من تواجد شخص بالغ بالقرب منه تحسبا لأيّ مشكل.
في هذا الخصوص، ذكر محدّثنا أنّ الإسعافات الأولية أيضا من أهم ما يجب على كلّ شخص، مهما كانت ثقافته ومستواه التعليمي رجلا أو امرأة، لتقديم المساعدة للغير في حال تعرّض لمشكل صحي أو حادث خطير أو أيّ اصابة، كالغرق مثلا، فالتدخّل السريع للشخص القريب قد يحدث فرقا في نجاة المصاب ومساعدته في تخطي مرحلة الخطر إلى حين وصول أعوان الإسعاف والأمن إلى عين المكان .
في الأخير، وعن سنّ تعلم السباحة، قال المدرب إنّ طفلا في الرابعة يمكن أن يدهشنا بعدد من المهارات، والسباحة واحدة منها، لكن لابدّ أن يكون على استعداد جسديا ونفسيا لذلك، فلا يجب أبدا فرض السباحة عليه في الوقت الذي لا يرغب فيه، لأنّ أيّ مشكل قد يحدث له داخل الماء يمكن أن يخلق له نوعا من الفوبيا والخوف من السباحة، تفسد كلّ ما تلقاه من دروس في السباحة بل وتجعله يخاف تماما من المغامرة ودخول الماء.