سكيكدة تحيي اليوم العالميّ للبيئة
تنظيف وتشجير ودعوة للاستثمار في المشاتل
- 410
أحيت مديرية البيئة لولاية سكيكدة بمشاركة العديد من الجمعيات النشيطة في المجال البيئي، اليوم العالمي للنظافة المصادف لـ 20 سبتمبر من كل سنة، والذي اختير له هذه السنة شعار: "جميعنا ملتزمون بكوكب خالٍ من النفايات" ؛ بتنظيم حملة تنظيف واسعة النطاق على مستوى شاطئ الجنة بكورنيش سكيكدة، شاركت فيها كل من مديرية ودار البيئة، ومحطة سكيكدة التابعة للمحافظة الوطنية للساحل، بالإضافة إلى المؤسسة البلدية للنظافة والتسيير، وجمعية إيكولوجيكا، وجمعية "توداي" . وتم من خلالها جمع مختلف النفايات لا سيما البلاستيكية منها من مخلّفات موسم الاصطياف.
على أن تمس حملة النظافة التي ستتواصل أسبوعيا، كل شواطئ سكيكدة، في إطار الجهود التي تبذلها بعض الجمعيات النشيطة، المتخصصة في المجال البيئي.
حمّى التشجير تجتاح الأحياء
وفي سياق متّصل بالبيئة، شرع مواطنون وبإمكاناتهم الخاصة، في حملة تشجير بعض أحياء سكيكدة، مطالبين في ذات السياق، الجهات المعنية، بتعميم عملية التشجير، مع اختيار نوعية شجرة "فوكيس" .
ويرى العديد ممّن تحدثت معهم "المساء" ، ضرورة العمل، خاصة من قبل الجمعيات، على غرس ثقافة التشجير، والمحافظة على الشجرة في الوسط الحضري، وإعطائها أهمية كبيرة من خلال سقيها إلى أن تكبر؛ لأن التشجير، كما قالوا، يساهم، بشكل كبير، في القضاء على التلوث؛ كون المناطق الخضراء هي روح المدينة، خاصة أمام زحف الإسمنت المسلّح.
الأشجار رئة المدن
قال الدكتور عيساني محمد الطاهر في حديث خصّ به "المساء"، إن عملية تعميم زراعة الأشجار في المدن والأحياء، خطوة جوهرية لبناء مساحات حضرية أكثر استدامة وبيئية وملائمة للعيش. وأضاف: "في الواقع، لا تُعد زراعة الأشجار مجرد إجراء تجميلي، بل هي مبادرة متعددة الفوائد؛ سواء على البيئة أو على رفاهية السكان"، وحتّى من الناحية البيئية، كما أوضح، تلعب الأشجار دوراً حيوياً في مكافحة تلوث الهواء؛ إذ تمتص ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى. وبالمقابل، تطرح الأكسجين؛ ما يحسّن من جودة الهواء الذي نتنفسه في ظل زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة نتيجة التحضر ووسائل النقل، ومن ثمّة، كما قال، فإنّ الأشجار بمثابة رئة خضراء أساسية للمدن، تقلّل من مستويات ثاني أكسيد الكربون، وتساهم في الحد من تغير المناخ. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الأشجار على تصفية الجسيمات الدقيقة في الهواء؛ مما يقلّل من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والقلبية الوعائية عند السكان، ناهيك عن كونها عنصرا أساسيا في تنظيم درجات الحرارة في المدن؛ إذ إنّ المدن ـ كما أضاف ـ كثيرا ما تكون عرضة لظاهرة الجزر الحرارية الحضرية؛ حيث تقوم الأسطح المعبّدة والخرسانية بتخزين الحرارة وإعادتها إلى الجو؛ ما يجعل الهواء أكثر حرارة، ومن خلال توفير الظل وتبخر المياه عبر أوراقها. وتخفّض الأشجار، بشكل كبير، من هذه الحرارة؛ ما يحسن الراحة الحرارية للسكان، خصوصا خلال موجات الحر، زيادة على مساهمتها في تقليل استهلاك الطاقة عبر تقليل استخدام أجهزة التكييف، وبالتالي تقليل البصمة الكربونية. علاوة على ذلك، تعزز زراعة الأشجار التنوع البيولوجي في البيئات الحضرية.
وأوضح الدكتور عيساني محمد الطاهر أن عملية تعميم زراعة الأشجار في المدن والأحياء، هي استجابة استراتيجية ومستدامة للتحديات البيئية والمناخية والاجتماعية التي تواجهها المجتمعات الحديثة؛ إذ تساهم تلك الخطوة في خلق مدن أكثر خضرة ومرونة وراحة للعيش، مع تقديم فوائد متعددة للبيئة والصحة والاقتصاد، مشيرا في ذات السياق، إلى أنّه من الضروري أن تستمر السلطات المحلية والمخططون الحضريون والمواطنون، في دعم وتشجيع هذه المبادرات لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية.
"إيكولوجيكا" تدعو للاستثمار في المشتلات
من جهته، قال السيد سوامس رضوان رئيس جمعية إيكولوجيكا لولاية سكيكدة من خلال دردشة جمعتنا به، إنّ الشجرة لها دور اقتصادي وإيكولوجي واجتماعي. كما تقاوم التصحر، وانجراف التربة. وتقلّص من آثار التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض؛ لذا يرى أنّ غرس ثقافة التشجير في الأطفال والشباب عملية مهمة، تساعدنا على توفير محيط نقيّ، ومنه نحافظ على الصحة العمومية.
ويرى السيد سوامس إشراك المواطنين في عمليات التشجير، من بين السبل التي تساهم في نجاح هذه الأخيرة، خاصة حينما يتم الاعتناء بها دوريا، وسقيها، وتقليمها، داعيا في ذات السياق، إلى الاستثمار في المشتلات عمومية كانت أو خاصة؛ حتى نوفر الأشجار للمواطنين.