قرر سكان العديد من قرى ولاية بجاية الاستعانة بتنظيم عادة "الوزيعة"؛ من أجل مواجهة الارتفاع في أسعار مختلف أنواع الماشية، بعد أن استحال شراؤها من طرف أغلب العائلات ذات الدخل المتوسط والضعيف.

وعبّر كثير من المواطنين عن استيائهم من الأسعار المرتفعة للأضاحي، التي أضحت في غير متناول الكثيرين، وهو ما جعل السكان القاطنين بالقرى يقررون إحياء عادات وتقاليد أجدادهم؛ من أجل تمكين العائلات المعوزة وذوي الدخل المتوسط، من قضاء عيد الأضحى في أحسن الظروف، وفي أجواء أخوية؛ من خلال تنظيم عادة "لوزيعة"، التي يعرَف بها سكان منطقة القبائل منذ قرون.

والوزيعة فرصة من أجل زرع روح الأخوة؛ من خلال استغلال هذه المناسبات الدينية، والبحث عن الحلول اللازمة لمختلف المشاكل التي تواجهها القرى، خاصة في ما تعلق بالتنمية منها. كما هي فرصة لمساعدة المعوزين، خاصة الذين لم يتمكنوا من شراء أضحية العيد لأسباب مختلفة؛ فيتم منحهم حصة مجانا، وهو ما يسمح بإدخال السعادة على كثير من العائلات، خاصة شريحة الأطفال التي تنتظر التفاتة من المحسنين.

ويصاحب هذه العادة إعداد أطباق تقليدية؛ على غرار الكسكسي، والتي يتم تناولها من طرف الحاضرين، وهو ما يساهم في تلاحم أكثر للمواطنين؛ من أجل المنفعة العامة. كما إن نحر مختلف أنواع الماشية في هذه المناسبات، يساعد العائلات على قضاء مناسبة العيد في ظروف جيدة.