لتغطية مصاريفهن
جامعيات يلجأن إلى جني ثمار الفراولة
- 783
تلجأ العديد من الطالبات الجامعيات في ولاية البليدة، خلال هذه الفترة من السنة التي تتزامن مع موسم جني فاكهة الفراولة، إلى العمل خلال يوم راحتهن في حقول الفراولة لتغطية مصاريفهن. فرغم مستواهن الجامعي، إلا أن العديد من الطالبات اللواتي يزاولن دراستهن بجامعة "علي لونيسي" بالعفرون (25 كلم غرب الولاية)، لم يجدن "حرجا" حسبهن "في العمل في حقول الفراولة لتغطية مصاريفهن اليومية، خاصة أن أغلبيتهن مقيمات بالأحياء الجامعية".
عدد ساعات العمل القليلة التي لا تتجاوز الأربع ساعات في اليوم، والتي يقابلها أجر يقدر بألف دينار، حفز العديد منهن على العمل في حقول الفراولة المتواجدة خاصة بالجهة الغربية للولاية، وإلى جانب دوام العمل الجزئي الذي لا يؤثر على دراستهن، فإن سهولة المهام الموكلة إليهن، والتي لا تحتاج إلى جهد كبير، والمتمثلة في قطف حبات الفراولة، شجعهن أيضا على العمل في هذا المجال.
في هذا السياق، أكد صاحب إحدى هذه الحقول، إبراهيم قناوي، أنه يشغل منذ سنوات العديد من النساء اللواتي دفعتهن ظروفهن الاجتماعية والمادية إلى العمل في المجال الفلاحي، إلا أنه تفاجأ هذا الموسم بطالبات جامعيات يطلبن العمل الذي يرفضه شباب بطال.
أضاف الفلاح قناوي المختص في زراعة مختلف أنواع الفواكه والخضر، أنه يكلف العنصر النسوي العامل في حقل الفراولة الذي يملكه، بمهام سهلة، كنزع الحشائش الطفيلية وقطف ثمار الفراولة، في حين يتكفل العمال الآخرون بالمهام الأكثر صعوبة، مشيرا إلى أن الأجر اليومي متساو لكلي الجنسين من العاملين.
وقال إن دوام العمل اليومي يبدأ من الساعة السابعة صباحا، إلى غاية منتصف النهار، غير أنه يخصص دواما معينا للطالبات الجامعيات اللواتي يعملن يوم عطلتهن من أجل الحفاظ على مشوارهن الدراسي.
في هذا السياق، أكدت الطالبة نهلة التي تدرس في السنة الثانية بكلية الآداب واللغات في جامعة "علي لونيسي"، المنحدرة من ولاية عين الدفلى، أنها لقيت في البداية معارضة من طرف أسرتها، إلا أن طلبها حظي بالموافقة من طرف والدها في نهاية المطاف، مشيرة إلى أن الأجرة التي تتلقاها نظير عملها، مكنتها من تغطية مصاريفها اليومية دون الحاجة إلى مساعدة أهلها.
من جهتها، أكدت زميلتها في الدراسة والعمل، نهال، أن المنحة الدراسية لا تغطي سوى نسبة قليلة جدا من حاجياتها اليومية، الأمر الذي دفعها إلى العمل في هذا المجال، خاصة أن دوام العمل لا يتجاوز الأربع ساعات في اليوم، مشيرة إلى أنه بفضل هذا العمل، تمكنت من مساعدة أهلها الذين يعانون من صعوبات مالية، لأن والدها المتقاعد هو المعيل الوحيد للعائلة.
كما عبرت الطالبة أمال بكلية الحقوق عن افتخارها بنفسها وبزميلاتها، مؤكدة أنها فخورة بامتهانها لعمل شريف يؤمن لها مصدر رزق. بدورهن، أكدت باقي النساء اللواتي يعملن في حقول الفراولة منذ سنوات، واللواتي لا يتجاوز مستواهن الدراسي المرحلة الابتدائية، أن عمل طالبات جامعيات معهن يشعرهن بالفخر، ويكسبهن المزيد من الثقة. وأشرن إلى أن العمل في هذا المجال يضمن لهن أجرا أحسن بكثير من العمل في المؤسسات الخاصة أو العمومية الاقتصادية أو الخدماتية "غير المتوفر" أساسا.
عبرت العاملات في حقول الفراولة عن فخرهن بهذا العمل، الذي يرفضه الشباب مفضلين البطالة على العمل في الفلاحة.