تجارب فريدة لكنها مكلفة
"جيت سكي".. "نيبواردينغ" والتجذيف تصنع متعة المصطافين
- 827
يستثمر العديد من الشباب القاطنين بالمناطق الساحلية، في ألعاب مائية مختلفة، وأنشطة بحرية، تستمتع بها العائلات، ضمن أجواء صيفية مبهجة، ويبدو أن تلك الأنشطة تذر أرباحا معتبرة على أصحابها، بفضل الإقبال الواسع عليها، كبيرا كان أم صغيرا.
قوارب الدواسة، "الكاياك"، "الجيت سكي"، "كيتبوتينج"، التزلج على الكابلات، "نيبواردينغ"، وغيرها من الرياضات المائية، تعطي ديكورا خاصا للشاطئ، يزيد من متعة المصطافين، إذ لا يتردد البعض عن مشاركة تجربة فريدة مع أفراد العائلة أو الأصدقاء.
جابت "المساء" عددا من الشواطئ بالعاصمة، للتقرب من الشباب الذين استثمروا خلال هذا الصيف في نشاط موسمي فريد من نوعه، يحقق لهم أرباحا معتبرة، وهي توفير مختلف المركبات الخاصة بالأنشطة والرياضات المائية، التي تغري المصطاف وتثير فضوله لتجربة ركوب البعض منها، والإحساس بنشوتها، لاسيما لمحبي البحر وعشاق السباحة، إذ يعتبر الماء ملعبا رائعا لعشاق تلك الألعاب، التي كغيرها من المركبات البرية، تتطلب الحيطة والحذر عند ممارستها، تخضع هي الأخرى لقوانين السلامة، ومن الضروري احترامها.
في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، كانت هناك حركية كبيرة في بعض شواطئ بلدية برج البحري، شرقي العاصمة، في يوم مشمس وحار، وسماء شديدة الزرقة، زاد من متعة البحر والسباحة، واكتظت مداخل حظائر السيارات، التي شكل زوار الشواطئ حينها طوابير لانتظار دخولها، هروبا من "مافيا" الحظائر غير الشرعية بالقرب من تلك المنطقة، والتي حول بعضها الطريق العمومي إلى حظيرة يفرضون فيها منطقهم، وكان العدد هائلا مقارنة بيوم عمل، نظرا لحرارة الجو.
عند نزولنا الشاطئ، الذي أوله كان شاطئ القرية، وملامسة أقدامنا الرمال "الحارقة"، دخلنا مباشرة جو المصطافين، الذين شكلوا حركة تارة بطيئة، وتارة أخرى سريعة، أطفال يركضون في كل اتجاه، باعة موسميون يجوبون الشاطئ لبيع مختلف الوجبات الخفيفة والشاي، أكشاك مطلة على البحر، لعرض خدمات كراء الكراسي والمظلات، باعة مثلجات، شباب يعرضون ويستعرضون عضلاتهم بالقفز في الشواطئ.
عند اقترابنا من الشاطئ، لم نتمكن من تقييم عدد ومستوى التوافد، إلا عند وصولنا مياه البحر، حيث وصلت الشمسيات إلى صفها الرابع مع بداية الأمسية، البعض في الماء والبعض مستلقي تحت المظلة، آخرون في انتظار دورهم لركوب أحد تلك المركبات، التي يروج لها أصحابها، من خلال عروض بالقرب من المساحة المخصصة للسباحة. داخل مياه البحر كانت الأجواء مميزة، لا تقل حركة عن الشاطئ المكتظ، ذهاب وإياب مختلف تلك المركبات، بعضها لا يدخل الشاطئ، وأخرى جد قريبة منه، تحمل من حين لآخر زبونا، بعد تفاوض في السعر، ليستمتع بجولة في قلب البحر على متنها، وما أثار اهتمام "المساء"، القوارب التي تحمل على متنها عددا من الركاب بأدوات الغوص، وقارورات الأكسيجين يقودهم "قبطانها" إلى صخرة "بونطاح" القريبة من الشاطئ، والتي يصفها سكان المنطقة بجزيرة الغوص، لا تبعد إلا كيلومترا واحدا عن شاطئ القادوس المقابل لها.
نوادي الغوص لعشاق الحياة البحرية
تعرف نوادي الغوص، المنتشرة بين عدد من الشواطئ بالعاصمة ومختلف الولايات الساحلية، إقبالا منقطع النظير خلال هذا الموسم، وإن كانت تعمل على مدار 12 شهرا، تنشط خلال الأجواء الجميلة وهدوء البحر، إلا أن الإقبال عليها يقدر بالأضعاف في موسم الصيف.
في شاطئ ثان، يسمى "كانديان"، اقتربت "المساء" من واحد من تلك النوادي بالشاطئ، الذي يحمل نفس اسمه، يديره زوجان، يعمل كيلهما في تدريب ومرافقة هواة الغوص، ينشطان منذ عدة سنوات، يمنحان تدريب "باتام" الذي يقصد باللغة اللاتينية شهادة كفاءة "أول تجربة"، التي تفرضها بعض الدول عند زيارتها قبل أداء تجربة غوص في أحد المحميات، والتي تحدد مدى كفاءة وقدرة الفرد على الغوص، تليها بعد ذلك عدة مستويات، يحدد كل مستوى مدى قدرة الفرد على النزول إلى عمق البحر، حسب عدد الأمتار التي يمكن أن يتحمل ضغطها وبقاءه تحت الماء.
في هذا الصدد، قال نسيم، أحد مدربي النادي، إن الإقبال على الغوص، يزداد سنة بعد أخرى، بفضل ما يتم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي من صفحات محلية وأخرى أجنبية لمتعة الغوص، إذ تثير فضول الكثيرين. لاسيما إذا كانت مؤطرة من طرف مختصين في المجال.
وعن سعرها، يقول محدثنا، إن الدورة تدوم من ساعة إلى ساعتين، مقسمة بين تكوين حول أساسيات الغوص، تقديم الملابس والتجهيزات الكاملة للغوص، ومرشد، والنزول لدقائق تحت الماء، مع إمكانية السباحة هناك، تقديم وجبة خفيفة ومشروبات، وتتراوح التكلفة من 3500 دينار إلى 5500 دينار جزائري، حسب الخدمات، وحسب فترة الغوص ومقدار الغوص.
خرجات "كاياك" و"كيتبوتينج" لمحبي التجذيف
تتخصص الكثير من الصفحات، حاليا، في تنظيم خرجات خاصة بنشاط "الكاياك"، ومريم واحدة من أصحاب الوكالات بمنطقة "شنوة" في ولاية تيبازة، تخصصت في تنظيم خرجات ممتعة على متن "الكاياك"، وتستقطب منذ انطلاق موسم "البحر"، عددا كبيرا من محبي التجذيف، حيث قالت "إن هذه الرياضة المائية لا تتطلب إلا دقائق قليلة، لشرح كيفية التجذيف وتقديم نصائح وإرشادات السلامة، حيث يتم تقديم سترة نجاة لكل مشارك يشترط عليه ارتداؤها، لتفادي الغرق في حالة الوقوع من المركبة".
وأوضحت المتحدثة، أنه يمكن للجميع المشاركة في هذه الرياضة المائية، إذ يتم تقديم مراكب من مقعد أو مقعدين أو ثلاثة مقاعد للمشاركين، حسب الوفرة، مقابل 3000 دينار لأمسية كاملة، تتخللها أنشطة وألعاب جماعية وإمكانية السباحة في أماكن خلابة، لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق تلك القوارب، على حد تعبيرها.
"جيت سكي" و"نيبواردينغ" للباحثين عن الأحاسيس القوية
في المقابل، يجد محبو الأحاسيس القوية ضالتهم وسط مركبات بمحركات قوية، تمنح دفعة من الأدرينالين لركابها والمتجولين بها، و«جيت سكي" من أكثر المركبات التي ترسم جوا خاصا بمختلف الشواطئ، في خدمة عشاق المركبات القوية الشبيهة للدراجات النارية، لكن على الماء، ورغم تكاليفها الباهظة، إلا أنها تشهد إقبالا كبيرا للشباب، وتكلف ساعة واحد 18000 دينار جزائري، 9000 دينار جزائري لنصف ساعة، 4500 دينار لربع الساعة، ولا يتردد هؤلاء في دفع هذا المبلغ مقابل الاستمتاع بتلك اللحظات "القوية".
وبين عدد من المركبات كـ«الغيلسور" والتزلج على الماء، استثمر الكثير من الشباب ممن حدثتهم "المساء"، في هذا المجال، كنشاط موسمي خاص بفصل الصيف، وأكدوا أنهم يقومون بكراء تلك المركبات لثلاثة أشهر، ويحاولون استرجاع رأس مالهم من خلال تقديم خدمة التجوال لزوار الشاطئ، وعن غلاء تكاليف الجولات، أكدوا أن ذلك راجع إلى تكاليف كراء كل تلك الأجهزة والمركبات.
وعن تدابير الحيطة والحذر، شدد عون الحماية المدنية، بدر الدين أحريز، في هذا الخصوص، على أن احترام مسافة الابتعاد عن الشاطئ أمر في بالغ الأهمية، من أجل سلامة المصطافين والسباحين، مشيرا إلى أن الكثير من الحوادث تم تسجيلها بسبب اقتراب تلك المركبات بمسافات جد قريبة من الشاطئ، مما يتسبب في الاصطدام بشخص أو طفل داخل الماء، موضحا أن قوانين جد صارمة تم ضبطها في هذا الشأن، خاصة بكل نشاط مائي، إلا أن بعض الشباب "الطائشين" لا يحترمون بتاتا تلك المعايير، بالتالي يتسببون في حوادث للمصطافين.
كما شدد محدث "المساء"، على إلزامية لبس سترة النجاة، حتى ولو كان لأكثر السباحين مهارة، بسبب احتمال وقوع مستعملي تلك المركبات ضحية اصطدام أو انزلاق أو سقوط في الماء، وتعرضهم لصدمة قوية أو كسر في الأضلاع أو فقدان الوعي، بالتالي يكون مصيرهم الغرق.