تتوفر على عدة وسائل وتربي الطفل على حب البيئة والطبيعة
حدائق عنابة قبلة الأطفال والعائلات هروبا من الفوضى وعنف الشوارع

- 3671

تحولت حدائق عنابة خلال الآونة الأخيرة إلى فضاء حقيقي للترفيه بعد تهيئتها وحمايتها من المنحرفين، حيث باتت مقصدا حقيقيا للأطفال وأبائهم خلال نهاية الأسبوع، بعيدا عن فوضى وحركة الناس وضجيج المدينة. باتت هذه الحدائق بعد رصد غلاف مالي قدر بنحو 80 مليار سنتيم لتجهيزها، تنافس مدينة الملاهي بعد توفير كل متطلبات الطفل من ألعاب ذات ألوان وأشكال مختلفة، وعليه تقضي الأمهات جل أوقاتهن مع أطفالهن، خاصة بالنسبة للصغار الذين يتم تدريبهم على اكتشاف العالم الخارجي ومعرفة الألوان وأهميتها في الطبيعة، وهو ما تسعى إليه بعض الجمعيات التي تنشط في عنابة، والتي تهتم بالطفولة، حيث يتم استقدام البهلوان مع تقديم عروض مسرحية تزيد من بهجة المكان. من جهة أخرى، تحولت هذه المرافق إلى تجمعات للنساء وتبادل الحديث، حيث أكدت بعض السيدات أنهن يهربن من تعب وشقاء المطبخ بحثا عن وسيلة تنسيهن ثقل المسؤولية، كما يصاحبن أطفالهن بعيدا عن مخاطر الطرق والاعتداءات الناجمة من بعض المنحرفين، وقد تتواصل جلساتهن إلى منتصف الليل أحيانا، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة خلال الفترة الأخيرة، وفي سياق متصل، فتحت بعض الحدائق فضاءات لبيع المكسرات والحلويات وحتى الشاي وسندويتشات للأطفال، مما سهل من مهام الزوار ورواد هذه الأماكن.
على صعيد آخر، أكد بعض الأولياء على ضرورة إنجاز حدائق أخرى لأنها قليلة بمدينة عنابة، مقارنة باحتياجات الأطفال، خاصة أن هناك من الآباء من يفضل اصطحاب أبنائه 3 مرات في الأسبوع، غير أنه أحيانا يصعب الظفر بمكان في الحديقة بسبب التوافد الكبير للزوار الذي قد يصل ـ حسب مصالح بلدية عنابة ـ إلى 20 ألف زائر موزعين على مستوى 3 حدائق خلال اليوم الواحد، وهو رقم مرشح للارتفاع خاصة خلال نهاية الأسبوع.
من بين الحدائق التي تعتبر قبلة حقيقية للعائلات العنابية؛ حديقة التسلية بسيدي عاشور التي عرفت خلال السنوات الأخيرة انتعاشا كبيرا، بعد استقدام عدة ألعاب ترفيهية للأطفال، مع استحداث حديقة خضراء بها أنواع مختلفة من الحيوانات، إلى جانب توفير بعض اللواحق الضرورية التي تربي الطفل وتعطيه منهجا حقيقيا للتربية وتنمي أفكاره وإبداعه، وهو ما تفضله السيدة نصيرة وأخريات من اللواتي يعتبرن أن مثل هذه الحدائق ساهمت في خلق جيل محب للبيئة والطبيعة واحترام الآخر، في ظل الابتعاد عن عنف الشوارع وانعكسات المجتمع كالسرقة والاعتداءات واستعمال السيوف.