ابتكرها شباب جزائريون

حلول رقمية لمشاكل واقعية

حلول رقمية لمشاكل واقعية
  • 480
رشيـدة بـلال رشيـدة بـلال


قدم صالون الابتكار الرقمي في طبعته الأولى، الذي جرت فعالياته مؤخرا، في ولاية البليدة، نماذج لشباب مبدع، عرضوا مشاريع هامة في مواضيع مختلفة، انطلقت من الواقع، حاولوا من خلالها حل بعض المشاكل في مجالات مختلفة، صحية وبيئية واجتماعية، بابتكار حلول رقمية تواكب التكنولوجيا. "المساء" اقتربت من المبدعين الشباب، وسلطت الضوء على جانب من اختراعاتهم، وتطرقت إلى أهم المشاكل التي تم حلها وتطلعاتهم.

البداية كانت مع خليل نوغة، من ولاية سطيف، طالب جامعي سنة خامسة طب، اختار أن يشارك في الصالون من أجل الكشف عن جملة من الابتكارات الرقمية، التي تحل بعض المشاكل، وكانت الانطلاقة فيها من مجال تخصصه في الطب، قال في معرض حديثه مع "المساء"، إنه فكر في بداية ولوجه عالم الابتكار، في إيجاد حل لمشكل نقص المتبرعين بالدم، والذي قاده إلى إنشاء موقع وتطبيق، ليعالج النقص المسجل على مدار السنة في الدم، بسبب قلة المتبرعين، وقال في هذا الصدد: "في إطار مواكبة رقمنة قطاع الصحة، حاولت من خلال المنصة، جعل عملية التبرع بالدم تتم بطريقة رقمية، حيث يقوم المتبرع بالتسجيل، وتؤخذ كل بياناته ومعلوماته الشخصية، ويتحدث إلى الطبيب". مؤكدا أن الهدف من المنصة، هو الوصول إلى المتبرع بسهولة متى احتاجت الوحدات الصحية إلى متبرعين، كما أن المنصة، حسبه، تسمح بإطلاق حملات للتبرع بالدم للراغبين في المشاركة، مشيرا إلى أن هذا الموقع الوطني، من شأنه أن يجد حلا نهائيا لمشكل نقص المتبرعين، بحيث يكفي الولوج إلى المنصة، لإيجاد المتبرع المناسب.

من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن مشروعه المبتكر، سبق وأن عرضه على وزارة الصحة، التي تبنته وقدمت له الاعتماد، حتى يشرع في تجسيده ويضع حدا للمشاكل الكثيرة المرتبطة بضعف المتبرعين، لافتا في السياق، إلى أن اهتمامه لم يتوقف عند حل مشكل نقص الدم في بنوك الدم، وإنما تعداه إلى ابتكار تطبيقات أخرى، تحل عددا من المشاكل في مجالات مختلفة، مثل قطاع النقل، حيث ابتكر جهازا من شأنه تنبيه السائقين قبل وقوع الحادث، وينتظر أن يعرضه في الأيام القليلة القادمة على وزارة النقل. وأكد المخترع بأنه يتطلع من  خلال أفكاره الإبداعية المبتكرة، التي تزيد عن 20 مشروعا، التواصل مباشرة مع القطاعات الوزارية المعنية، وبيع فكرة المشاريع من أجل تمويلها وتنفيذها مباشرة، وحل جملة من الانشغالات العالقة بطريقة رقمية.

مشروع الزراعة المائية لبلوغ الأمن الغذائي

من جهتها، عرضت الطالبة شيماء بولعراس، من ولاية سكيكدة، تخصص علوم فلاحية، مشروعها المبتكر المتمثل في طريقة جديدة للزراعة، ويتعلق الأمر بالزراعة المائية، التي من شأنها أن تحل العديد من المشاكل المرتبطة بوفرة الإنتاج وسرعة نموه، وتلاؤمها مع الظروف المناخية، حيث قالت بأنه انطلاقا من تخصصها في مجال الزراعة، اختارت أن يكون مشروعها الرقمي، عبارة عن مزرعة مائية مصغرة، تم تكييفها بمختلف الظروف المناسبة، لتقديم إنتاج وفير في وقت قصير، بأقل جهد، مؤكدة أن هذا المشروع يستجيب لسياسة الدولة، الرامية إلى بلوغ الأمن الغذائي.
وفي السياق، أوضحت المتحدثة، بأنه سبق لها وأن قدمت مشروعها المبتكر لحاضنة الأعمال بالجامعة، وحازت على براءة اختراع، في انتظار الحصول على وسم "لابل"، لافتة إلى أنها سطرت لمشروعها، هدفا واضحا، وهو محاربة الجفاف، بحيث انطلقت في تجربتها، على اعتماد نظام زراعي رقمي متطور، يؤمن إنتاجا وفيرا في وقت وجيز، ويتم الاعتماد فيه على كل ما هو طبيعي، منذ بداية عملية الزراعة إلى غاية قطف المنتج.