أطلقتها أمس مندوبية الأمن في الطرق
حملة وطنية لحماية الأطفال من حوادث المرور

- 315

أطلقت المندوبية الوطنية للأمن في الطرق، صباح أمس، في مشهد اتسم بالحيوية والمسؤولية، من المدرسة الابتدائية "صالح بن عودية"، الحملة التحسيسية الوطنية لحماية الأطفال، لاسيما التلاميذ، من حوادث المرور، تحت شعار "ضاعف الحذر... الطفل لا يدرك"، بالتزامن مع الدخول المدرسي لموسم 2025 /2026، والتي تهدف إلى تعزيز الثقافة المرورية للناشئة، من خلال ورشات تعليمية خاصة بالقواعد المرورية والزامية فهمها واحترامها.
في تصريح خص به وسائل الإعلام، أكد السيد بوبكة لحسن، مدير الدراسات بالمندوبية الوطنية للأمن في الطرق، أن هذه الحملة، تأتي استجابة لواقع مقلق، يكشفه التعداد السنوي لحوادث المرور، حيث شهد الموسم الدراسي المنصرم، وفاة 365 طفل، وإصابة 5047 آخر، بعضهم دون سن الرابعة عشرة.
وقال بوبكة: "هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي قصص مأساوية لعائلات فقدت أبناءها في لحظة غفلة، أو حتى شخص (غير مسؤول) في سيارة أخرى، عرض حياته وحياة غيره للخطر، إنها أرقام مثيرة للقلق، وتحتم علينا جميعا، كمؤسسات ومجتمع، مضاعفة الجهود وتعزيز العمل الوقائي الموجه لهذه الفئة الهشة والمعرضة أكثر من غيرها لمخاطر الطريق."
وكشف المتحدث أن الحملة ستعمم تدريجيا على باقي ولايات الوطن، وستتواصل طيلة الموسم الدراسي، من خلال استراتيجية متعددة الأوجه، تعتمد على الإعلام الكلاسيكي والرقمي، وأضاف: "نحن نعمل بالتنسيق مع مختلف الشركاء الفاعلين، لإنجاح الحملة، من خلال بث فواصل إذاعية وومضات تلفزيونية قصيرة، إلى جانب تنشيط منصات التواصل الاجتماعي الرسمية للمندوبية، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، خاصة أولياء الأمور والسائقين القريبين من محيط المؤسسات التربوية."
وقد اختيرت المدرسة الابتدائية "صالح بن عودية" كنقطة انطلاق رمزية لهذه الحملة، في رسالة واضحة، أن الطريق يبدأ من المدرسة، وأن السلامة المرورية جزء من التربية اليومية، يجب أن يتشاركها الجميع: الطفل، الأسرة، السائق، والسلطات المعنية.
يذكر شعار الحملة "ضاعف الحذر... الطفل لا يدرك"، يضيف المحدث، بالسياق الذي يتحرك فيه الأطفال، فهم لا يملكون نفس القدرة على التقدير أو الاستجابة للخطر مثل البالغين، بالتالي، فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع لحمايتهم، خاصة في محيط المدارس، وأثناء التنقل من وإلى المنازل.
وأوضح بوبكة لحسن أن "المندوبية ستسهر على إعداد ومشاركة محتويات تحسيسية قصيرة وموجهة، تستهدف الأطفال، الأولياء، السائقين، وحتى المعلمين، من أجل بناء ثقافة مرورية، تبدأ من الصف الأول.
واختتم السيد بوبكة لحسن حديثه، برسالة مباشرة للمجتمع: "الأمن في الطرق مسؤولية جماعية، ووقاية الأطفال ليست مهمة الدولة وحدها، بل واجب أخلاقي وإنساني مفروض على كل فرد في هذا الوطن."