لقيت رواجا كبيرا وسط الباحثين عن الاسترخاء
حمّامات "السبا".. خدمات علاجية وتجميلية من خمس نجوم
- 605
انتشرت في السنوات الأخيرة بالجزائر العاصمة، حمّامات بطابع جديد، ليست لها صلة بتلك التقليدية، بديكورها وخدماتها البسيطة المتمثلة في الاستحمام فقط، بل تحولت إلى فضاءات للراحة والاسترخاء، بفضل ما تقدمه من خدمات متنوعة، يُعد فيها الاستحمام جزءا بسيطا منها، أمام ما توفره لزبائنها من تدليك، وتقشير، وحمامات الطين، وغيرها من الخدمات التي روّجت لها مواقع التواصل الاجتماعي.
انتقلت "المساء" في جولة عبر عدد من تلك الحمّامات "العصرية" التي سماها مسيّروها بـ "السبا"، وهو مختصر باللغة اللاتينية لمؤسسات العلاج والتجميل واللياقة البدنية باستخدام مياه البحر؛ لما أصبحت تقدمه تلك الحمامات من خدمات قريبة أو مشابهة لها، نجحت في استقطاب عشاق ذلك النوع من الأماكن.
ويطبع تلك الحمّامات ديكورات مختلفة، الكثير منها مستوحى من الحمامات التركية، وأخرى من التونسية، وغيرها من الطبوع المعمارية من حضارات مختلفة، الكثير منها يوحي بدفء قصص ألف ليلة وليلة؛ من إضاءة خافتة، وألوان طينية، وورود ملقاة هنا وهناك، وشموع وبلاط من الزليج الجميل، وغيرها من التفاصيل التي تريح الزائر فور دخوله الفضاء.
فضاءات للراحة والهروب من الضغط
محطتنا الأولى كانت حمّام سبا ببلدية درارية، أحد الحمامات التي راجت شهرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. نجح بفضل الصور والفيديوهات من داخل المحل، في استقطاب عشاق تلك المتعة.
اقتربنا من "م. سهام" عاملة هناك، فأشارت إلى أن مفهوم الحمامات ليس وليد الساعة. كما إن إضافة بعض اللمسات العصرنة عليها، جذبت أكثر محبي الحداثة، خاصة من الشباب الذين يبحثون عن الجمع بين الفائدة والمتعة؛ حمام كامل مع تخصيص وقت لجلسات التجميل أو التدليك وغيرها.
المحل الثاني "الزهرة" ببلدية دالي ابراهيم، أحد أقدم الحمامات بالمنطقة، لكن ميزته كسرت تقليد الأجداد؛ إذ تم تحويله إلى حمام من نوع "سبا"، بإضافة بعض الخدمات التي تدخل ضمن قائمة وسائل الراحة والاستجمام.
وحول هذا حدثنا محمود صاحب الحمام، قائلا إن حمّامه يقدم مجموعة من الخدمات ضمن عروض خاصة، منها ما هو مخصص للنساء، وآخر للرجال، مقسمة بين أيام الأسبوع. وتختلف بين التقشير باستعمال الصابون البلدي، وحمّام الطين الأخضر، أو ما يُعرف بالغاسول، وحوض الاستحمام الدافئ، وجاكوزي، والصونا وما يليه من خدمات خاصة؛ كالتقشير التقليدي، و “الكاسة”، والتدليك باستعمال الزيوت الطبيعية، لتنتهي الحصة بتقديم مشروبات وتحلية للزبائن؛ تفاصيل بسيطة، لكن تُدخل الزبون في جو "ملكي" يستمتع به إلى آخر لحظة.
وأشار إلى أن الحمّام يوفر الراحة التامة للزبائن، من خلال تقديم مناشف نظيفة. ويمكن الارتخاء إلى درجة أن غسل الشعر يمكن أن يتم على أيدي مختصات هناك؛ بتدليك فروة الرأس بضع دقائق، موضحا أن الضغوطات اليومية التي يعيشها الفرد، دائما تجعله يبحث عن منفذ يريحه، ويسمح له بإرخاء العضلات، والاستمتاع بعيدا عن ذلك الضغط.
من جهة أخرى، وبمركز العلاج ببرج الكيفان أحد أكبر المراكز للعلاج والمتعة هناك، يجمع بين قاعات رياضة ومسبحين داخلي وخارجي، وحتى مركز للاستحمام وآخر للعلاج والتجميل يعج بالزبائن منذ أولى ساعات النهار، فبالرغم من ارتفاع تكلفة الاشتراك بالمركز، إلا أن اشتراك البعض بمثابة "ضرورة" في مثل هكذا مراكز، وفق ما أشارت إليه سعاد، المكلفة بالتجارة هناك، والتي أكدت أن القائمين على المركز "يسهرون على تقديم أحسن وأرقى الخدمات للزبائن؛ حفاظا على سمعة المركز"، موضحة أن الجميع تلقوا تكوينا على أيدي خبراء محليين وأجانب. واستفاد الغالبية من تكوين خاص في تونس، ولديهم خبرة واسعة في هذا المجال، موضحة أن من حين لآخر ينظم الحمام عروضا خاصة للمواطنين خاصة النساء؛ كعيد الأم، وعيد المرأة، وغيرهما من المناسبات لمنحها تخفيضات وفرصة الاستمتاع بيوم في أحضان مثل هكذا حمّامات.
أما وفاء، مسيرة أحد الحمامات ببلدية درقانة، فقالت: "منذ افتتاح الحمام والإقبال عليه متزايد"، موضحة أن الأسعار ليست دائما كما يعتقد البعض مرتفعة وجنونية ولا يمكن الاستمتاع بيوم هناك؛ فهي تتراوح بين 2000 و4500 دينار، وفق ما يستفيد منه الزبون من خدمة؛ إذ يمكن إرفاق الاستحمام بتفاصيل أخرى؛ كغسل الشعر على يد العاملات هناك، وتدليك الفروة، وتقشير الجسم.
وهنا يختلف السعر وفق وقت التدليك، وتردف: "يتراوح الوقت ما بين 15 دقيقة وساعة كاملة. ثم يليه العرض الشامل الذي يبلغ سعره 4500 دينار؛ فيمكن الزبون هنا الاستمتاع بدلال كامل حتى خدمة تجفيف الشعر بالنسبة للنساء، أو جلسة تقليم وطلاء الأظافر، حسب رغبتهن، أو غيرها من الخدمات التجميلية الأخرى". وأكدت وفاء أن مثل هكذا حمامات يسمح للفرد بتجديد طاقته والتنفيس بعد أيام من الجد والعمل تحت ضغوطات الحياة اليومية.