استنكرها رواد التواصل الاجتماعي ودعوا الأولياء إلى تحمّل مسؤولياتهم
خروج الأطفال إلى الشوارع ليلا ظاهرة تعود كل رمضان
- 582
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة تعود مع حلول الشهر الفضيل، ممثلة في خروج الأطفال للعب في الشوارع إلى وقت متأخر من الليل، متسائلين: "أليس هؤلاء الأطفال هم أنفسهم الذين يرافقهم أولياؤهم يوميا إلى المدارس ؟! فكيف، إذن، يتم تركهم يسرحون ويمرحون في الشوارع ليلا من دون أي رقيب؟! "، منتقدين مثل هذه التصرفات، التي تعكس، حسبهم، مدى إهمال بعض الأولياء، وغياب الحس بالمسؤولية.
المتجول في الشوارع بعد الإفطار في رمضان بولاية البليدة، يقف على التواجد المكثف للأطفال في الشوارع والأحياء؛ حيث يخرجون للعب إلى وقت متأخر من الليل. ولعل تزامن العطلة مع الشهر الفضيل ساهم في تفشي الظاهرة وتفاقمها، لا سيما أن بعض الأحياء تشهد إقامة بعض الأنشطة التي ساهمت في استقطاب الأطفال إليها؛ مثل بيع بعض أنواع الحلويات، وتنظيم بعض التظاهرات الفنية.
وفي دردشة "المساء" مع بعض الأطفال بأحياء العفرون من الذين اختاروا تنظيم مباراة في كرة القدم، أكد أغلب المستجوَبين من الأطفال أن أولياءهم يسمحون لهم بالخروج للعب بالقرب من منازلهم، وأنهم يشعرون بالكثير من المتعة بالتواجد ليلا في الشوارع للعب.
وفي سياق الموضوع، قالت عضو جمعية "مشروع أسرتي" أنيسة عماري، على هامش مشاركتها في ندوة حول حماية الطفولة من مخاطر التكنولوجيا، "بالرجوع إلى التركيبة الاجتماعية لثقافة المجتمع، نجد أنها تسير وفق ما هو معمَّم؛ أي أن الظاهرة الغالبة هي التي يتم العمل بها؛ فإذا سمح البعض لأبنائهم بالخروج فإن الأغلبية تقلد هذا النهج، مثل ما يحدث مع مرافقة الأبناء إلى المدارس؛ حيث تبنّى البعض هذا السلوك.
وقس على ذلك"، مشيرة إلى أن هناك بعض العوامل التي شجعت على تفشي هذه الظاهرة، التي تعود مع حلول كل رمضان، ولعل أهمها رغبة الأمهات في الحصول على بعض الراحة بعيدا عن إزعاج الأبناء؛ ليتمكنَّ من مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية، ولكون شهر رمضان معروف عنه أنه شهر السهر؛ ما شجعهن على ترك الأبناء يلعبون في الشوارع. وقالت المتحدثة في هذا الصدد: "وأكثر من هذا، فإن البرامج التي يتم تنظيمها ليلا لإحياء ليالي رمضان، ساهمت هي الأخرى في ترسيخ مفهوم التواجد في الشوارع ليلا حتى بالنسبة لفئة الأطفال" .
وفي السياق، استنكرت المتحدثة ظاهرة ترك الأطفال للعب ليلا. وحسبها، فإن "تواجد الأطفال في الشوارع بدون مرافقة من أوليائهم يشكل خطرا عليهم، ولو تقع حادثة لطفل واحد أو يتم التعدي عليه أو يُفقد، فإن كل الأسر، حينها، تمنع أبناءها من الخروج للعب ليلا. وتطالب، في المقابل، بتفعيل القوانين الردعية؛ حتى يتم معاقبة الفاعلين رغم أن الإهمال والتسيب بدأ من طرف العائلة، التي شجعت أبناءها على التواجد ليلا خارج المنازل" ، مردفة: "الغريب في الأمر أن بعض الأطفال صغار السن الذين لا تتعدى أعمارهم ثلاث سنوات، تجدهم في الشارع" ، داعية في هذا الإطار الأولياء إلى التحلي بالوعي والمسؤولية، وعدم ترك الأبناء للعب في الشوارع، لا سيما أن الأطفال غير مدركين لما يمكن أن يتعرضوا له من مخاطر، وأن المسؤولية يتحملها الأولياء وحدهم.
من جهة أخرى، سعت بعض الجمعيات المهتمة بنشاطات الطفولة، خلال شهر رمضان وتزامنا والعطلة المدرسية، إلى تسطير عدد من الأنشطة الترفيهية في أماكن مغلقة، وأخرى في بعض الفضاءات المحروسة؛ لمحاربة الظاهرة من جهة، ولتمكين الأطفال من أخذ نصيبهم من السهرات الليلية، والاستمتاع ببرامج متنوعة ومفيدة، مرفقين بأوليائهم، ومنها جمعية زهرة، التي سطرت برنامجا هاما، يتضمن نشاطات ترفيهية، يشرف عليها المهرجون على مستوى دار الفنان المرحوم رابح درياسة.