في عرس جماعي نظم بغرداية
دخول مائة زوج القفص الذهبي
- 330
تم عقد قران حوالي مائة عريس من مختلف شرائح المجتمع، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، عبر مختلف مناطق ولاية غرداية، تزامنا مع الذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة. وقد بذلت العديد من العائلات قصارى جهدها، لجعل حفلات زفاف أبنائهن، وهو الحدث الأكثر أهمية في الحياة المجتمعية، يتزامن مع ذكرى الفاتح من نوفمبر المبارك، حفاظا على تقاليد المنطقة.
نظم حفل الزفاف الجماعي، الذي جمع حوالي ثلاثين عريسا، في جو من التراحم والتضامن من طرف المحسنين والمتبرعين، قصد توطيد الروابط الاجتماعية وترقية ثقافة التضامن في المجتمع.
يتمثل الهدف من هذه التظاهرة الاجتماعية، في "تشجيع الزواج وفقا لقيمنا الإسلامية، ومساعدة الشباب على تجاوز الضائقة المالية لتوديع حياة العزوبية، والاندماج في المجتمع"، حسبما أوضح الحاج محمد، أحد منظمي العرس الجماعي بحي بوهرواة (الضاحية الشمالية لغرداية).
ويتم تنظيم هذه الأعراس الجماعية الموجهة للعائلات المتواضعة، وفقا للعادات والتقاليد العريقة لمنطقة غرداية، والمستوحاة من طقوس الأجداد في التعاون والتضامن بمختلف قصور وادي ميزاب، مثلما ذكر من جهته، الحاج طالب، عضو منظم لعرس جماعي بقصر مليكة. بعد الانتهاء من مأدبة العشاء، التي تتكون أساسا من طبق الكسكسي والمحضر بفضل هبات وتبرعات المحسنين، كما جرت عادة الأجداد بالمنطقة، يتقدم الأزواج الجدد رفقة مساعديهم (الوزران)، أمام مئات المدعوين على منصة هيئت خصيصا للمناسبة، من أجل حفل تلبيس العريس الجديد.
ويحضر حفل اللباس، الذي ينتظره الجميع بشغف كبير، خلال سهرة الزفاف، أفراد العائلات وأصدقاء العرسان الجدد والمحسنين والمتبرعين، وكذا السلطات المحلية وبعض السياح والزوار العابرين للمنطقة.
وتستقطب هذه السهرة، العديد من الزوار والسياح الذين يرغبون في اكتشاف سحر وأصالة العرس الجماعي، وكذا عادة تلبيس العرسان، مما دفع بأصحاب الوكالات السياحية إلى إدراج تلك العادات الخاصة بالاحتفال بالزفاف في غرداية، ضمن خدماتهم.
وتقتضي عادات العرس، أن يتم إلباس العريس من قبل إمام على أنغام المدائح الدينية، كما تنظم بالتوزاي مع هذه السهرة، حفلة إلباس العروسة.
تهدف الأعراس الجماعية، التي اعتاد عليها سكان المنطقة منذ القدم، إلى تعزيز النسيج الاجتماعي واستدامة روح التآزر وتقوية أواصر التعاون والتماسك الاجتماعي.