لبناء شخصية متزنة ومتكاملة

دعوة إلى تلقين الطفل مختلف الفنون

دعوة إلى تلقين الطفل مختلف الفنون
  • القراءات: 448 مرات
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت الفنانة المصممة ومهندسة الديكور الداخلي، حكيمة أمقران، الأولياء، إلى ضرورة تلقين مختلف الفنون للطفل منذ نعومة أظافره، مشيرة إلى أن هذا الجانب جد مهم في الحياة، حتى تنمو لديه شخصية جميلة متكاملة، والأهم، حسبها، أن تكون لديه شخصية متزنة، مؤكدة في حديثها لـ«المساء"، أن تعليم الطفل مختلف الفنون، على غرار الرسم، لم يعد من أولويات الأولياء، رغم أهميته القصوى.
قالت امقران، خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة، وأستاذة الفن التشكيلي منذ 22 سنة، إن احتكاكها بعالم الأطفال خلال مسيرتها المهنية أبهرتها، لما سجلته من إمكانات الأطفال في مختلف مجالات الفنون، لاسيما الرسم، مؤكدة أن الطفل بحاجة ماسة إلى الغوص في هذا العالم، من أجل بناء طفولته الجميلة، ليخلق بذلك لديه العمود المتين للشخصية المستقبلية المتكاملة.
قالت الفنانة: "إن الرسم أو الفن بشكل عام، يعزز النمو الاستكشافي والنفسي لدى الطفل، فخلال تلك الأوقات التي تمنح فيها للطفل، أقلام ملونة، طلاء، عجينة ملونة، طين، طباشير وغيرها، يطلق الطفل العنان لروحه الإبداعية التي تكون جد خالصة، صافية وجميلة، يمكن من خلالها أن ينتج فنا لا يمكن لمحترف أن ينتجه بذات الصفاء".
وقالت: "إن الرسم من المهارات التي لابد من إعادة تسليط الضوء عليها خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، ولابد أن تكتسب مكانة هامة في المناهج الدراسية والأكاديمية، حتى وإن كان البعض يراها ثانوية، إلا أن لها قوة عجيبة في تطوير مهارات الطفل، حتى وإن كانت خربشات في بعض الأحيان، إذ أنها ستتطور مع الوقت لتصبح إحدى الأدوات التي تنمي النفسية السليمة والشخصية المستقيمة.
أشارت المتحدثة، إلى أن اختيارها لتدريس البراعم كان نتيجة النقص الفادح في المدارس المخصصة للرسم، وقالت: "مسيرتي انطلقت بتزيين غرف الأطفال، فلطالما انبهر بهذا العالم، عالم الطفولة والجمال الذي يعكسه، لاسيما من حيث الألوان والأشكال، التي يمكن اختيار أي منها دون الشعور بكثرتها أو المبالغة فيها، فكل الألوان عند الأطفال مقبولة، وتتماشى مع كل القطع، لاسيما ألوان الباستيل".
وأضافت: "أعشق مادة الخشب، التي يمكن الإبداع عليها باستعمال ألوان أكريليك المائية"، مردفة: "مباشرة بعد تخرجي من المدرسة العليا للفنون الجميلة، انضممت إلى إحدى المدارس الخاصة، درست فيها الرسم والفن لأطفال التحضيري والسنة الأولى، بعدها عشقت هذا المجال وقررت البقاء فيه رفقة الأطفال، لنقل هذه الروح الفنية في الأجيال الصاعدة، لاسيما أن تلك البراعم تتفاعل بشكل جميل جدا مع الرسم، وتطلق كل عفويتها خلال تلك الحصص".
ودعت الأستاذة، إلى ضرورة توسيع وتكثيف المدارس الخاصة بالرسم للأطفال، سواء العمومية أو الخاصة أو حتى جمعيات، لمنح الأطفال فرصة اكتشاف الفنون بأنواعها، لاسيما أن فوائده لا تعد ولا تحصى، للصحة العقلية وتعزيز نموهم الاستكشافي والنفسي والعاطفي، فعلى عكس البالغين، لا يقلق الأطفال بشأن آراء الآخرين، وليسوا متحيزين ضد رسوماتهم، وليس لديهم حواجز عاطفية أو عقلية تحد من قدراتهم، فالرسم والفن عامة يبقى نشاطا ممتعا للأطفال، يمكّنهم من اختيار الألوان التي يحبونها والمواضيع التي يرغبون في استكشافها، والطفل بفطرتهو يحتاج إلى مساحة وحرية إبداعية لتطوير لغته التواصلية مع المحيط الخارجي.
وأكدت أن للرسم قوة في تحرير مشاعر الطفل والتعبير عنها، "يمكن للطفل أن يحدث البالغ، سواء أمه أو أبيه عن طريق رسمة، فقد يبين من خلالها ما يحبه أو ما يخشاه، أو الكوابيس التي تراوده، أو الأحلام التي يبحر فيها، وبذلك فهي وسيلة لفهم الطفل في سن متقدمة، حتى قبل أن يتعلم مثلا، التعبير اللفظي أو الكلام السلس لمخاطبة البالغين".