الصورة أداة تعليمية في ظل التحديات الجديدة
دعوة لتجديد المناهج ومواكبة التطور الرقمي

- 168

عبّر عبد المجيد جبور، متطوع وفاعل في مجال تطوير السمعي البصري وعضو مشارك في برنامج "الصورة كأداة للتربية البيداغوجية للطفل لدى المحافظة السامية للأمازيغية"، عن قناعته العميقة بالدور المحوري الذي تلعبه الصورة في بناء وعي الطفل، وتشكيل ثقافته منذ سن مبكرة، مشددا على هامش مشاركته أول أمس في فعاليات اللقاء الذي نظمته المحافظة حول أهمية الصورة في التربية والتعليم، على أن الصورة لم تعد مجرد وسيلة ترفيهية، بل أداة تعليمية بامتياز، تواكب التحولات الرقمية الراهنة، وتساهم في خلق بيئة تعلّم أكثر تفاعلية، وحيوية.
واستهل المختص في السمعي البصري حديثه بتأكيد أن الصورة لغة العصر.. ويجب أن تُدرس، مشيرا الى أننا اليوم وفي عصر الرقمنة والانفتاح البصري، أصبحت الصورة تسبق الكلمة في الوصول إلى عقل الطفل، ووعيه، وأن إدماج الصورة في العملية التربوية لم يعد خيارا، بل ضرورة تربوية وثقافية. وقال إن الصورة تعلّم، وتثير التساؤلات، وتفتح خيال الطفل على عوالم جديدة، فهي لغة عالمية قادرة على تجاوز الحواجز اللغوية، والثقافية " .
وأكد جبور أن ما ينقص منظومتنا التعليمية هو الجرأة في تحديث المناهج لتتماشى مع هذا التحول الرقمي، مضيفا أن "الصورة اليوم ليست فقط وسيلة إيضاح، بل هي مادة بيداغوجية قائمة بذاتها، يجب أن تدرس كمادة أساسية، تماما مثل الرياضيات أو اللغات. نحتاج إلى تكوين أساتذة مختصين في التربية البصرية، وتوفير محتوى سمعي بصري تربوي بأبعاد ثقافية، خصوصا في مجال التعليم بالأمازيغية" .
مرافعة من أجل الصورة التربوية
وعلى هامش الملتقى، طالب جبور الجهات الوصية على قطاع التربية الوطنية، بـإدراج الثقافة البصرية ضمن البرامج الرسمية، قائلا: "لا يمكن أن نواكب هذا العصر الرقمي دون ترسيخ ثقافة بصرية سليمة في الأجيال. إننا نعيش في محيط مشبَّع بالصور، من الهواتف إلى الشاشات، فكيف نسمح بأن يكون الطفل مستهلكا سلبيا بدل أن يكون منتجا وناقدا لتلك الصور".
وسلّط جبور الضوء، أيضا، على أهمية الصورة في دعم تعليم اللغة الأمازيغية، ونشرها بين الأجيال الجديدة، كتجربة خاضتها المحافظة السامية للأمازيغية، وطبقتها على عدة ولايات ومناطق بالوطن، في إطار منع اندثار تلك الثقافة في بعض تلك المناطق. وقال إن الوسائط البصرية والسمعية تلعب دورا حاسما في تقريب الطفل من لغته، وثقافته.
وأضاف جبور: " حين تقدَّم الأمازيغية في شكل رسوم متحركة، أو قصص مصورة، أو أفلام قصيرة موجهة للأطفال، فإننا نزرع حب اللغة في نفوسهم بشكل طبيعي وبسيط. وهنا تبرز أهمية الاستثمار في إنتاج مضامين بصرية موجهة، تربوية وثقافية، تواكب الطفل بلغته، وبعالمه ". وفي ختام حديثه دعا عبد المجيد جبور إلى تبنّي مشروع وطني شامل لتطوير التربية البصرية في المدارس، وتكوين جيل جديد من التربويين والمبدعين، القادرين على تحويل الصورة من أداة استهلاك إلى وسيلة تعلّم وبناء الثقافة عند الطفل.