لحمايتهم من مختلف أنواع السرطانات
دعوى لتجنيب الأطفال الاطعمة المصنعة

- 288

أكدت الدكتورة فادية علي يحيى، المختصة في طب الأطفال، على ضرورة تعزيز نمط حياة صحية للطفل، بتوفير بيئة خالية من المخاطر وغذاء صحي متوازن، لحمايته من مختلف الامراض التي قد تحدق به، لاسيما السرطان، مشيرة الى أن هذا المرض الخبيث طال البراءة، إذ يتم تسجيل حالات وفيات كبيرة ناجمة عن عدد من انواع السرطانات المرتبطة بالطفل، داعية على هامش اليوم العالمي لمكافحة السرطان عند الاطفال الذي احتفل به العالم الاسبوع الماضي، ان هذه الاصابات باتت واقعا منتشرا بين البراءة بسبب التعرض المستمر لعدد من المواد الكيماوية المتواجدة في الاغذية التي حولتها الى سموم حقيقية.
أوضحت الطبيبة، أن الروتين غير الصحي، الذي تتبناه المجتمعات اليوم، هي سلوكيات غير واعية، يسلط عليها التفكير الاستهلاكي دون التفكير في عواقب ما نستهلكه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، اذ يتم تعريض صحة الاطفال للخطر، اضافة الى ان الكثير من العادات الصحية التي كانت العائلات تحرص عليها حفاظا على سلامة الفرد، بات التخلي عنها أمر طبيعي.
وأضافت المختصة ان "أكثر ما نشاهده اليوم من تجاوزات في حق صحتنا هي الاطعمة غير السليمة التي نتناولها، خصوصا ما هو موجه للطفل"، موضحة أن قالت:« الطفل غير متطلب من حيث النوعية وسلامة ما يستهلكه، فعدم وعيه يجعله يقبل على أطعمة غير صحية تماما، بعضها سموم تباع بأسعار بخسة، يتحمل اعباءها الاولياء في انتظار أن تتبعها تكاليف علاج ما تخلفه من مشاكل صحية."
وقالت ان الطفل لا يدرك ما ينفعه وما يضره من اطعمة، فـ«دور الاولياء تحديد ذلك والعمل على تجنبه، فكل ما يهم الطفل هو تناول اطعمة سريعة تتميز في نظره باللذة، التي تعود أساسا الى كمية السكريات التي تحتويها، او المنكهات المعدلة للطعم، او نسبة الدهون المشبعة بها، والتي كلها تخلق له ادمانا ليقف عاجزا عن مقاومة الرغبة في استهلاكها".
وقالت الطبيبة ان عادات اطعام الطفل، بأغذية غنية بتلك السموم اصبحت واقع لا مفر منه، أمام أولياء غير واعيين، بخطورة الأكل السريع، والعصائر المعلبة، و الحلويات بأنواعها، والشيبس، وقطع الشوكولاطة، وكذا المشروبات الطاقوية التي تستهلك اليوم كالماء.
أوضحت الطبيبة أنه مثلما تم تخصيص شريط وردي لسرطان الثدي، وشريط ازرق لسرطانات الرجال، تم تخصيص الشريط الذهبي لسرطان الاطفال، هذا المشكل الصحي أصبح حديث منظمات الصحة حول العالم، خصوصا بعد انتشار عدد من السرطانات التي تهدد الطفل، كسرطان الدم، سرطان الدماغ، والاورام اللمفاوية، والتي تأتي بعد الاورام المرتبطة بالعالم الوراثي، مؤكدة أن الكثير من السرطانات مرتبطة بالنمط المعيشي والاستهلاكي الذي يتبناه المجتمع.
نبهت الدكتورة علي يحي، الى ضرورة اجراء فحوصات طبية دورية للطفل، حيث أكدت ان هذا الروتين يتم الاستهانة به كثيرا اعتقادا أن صحة الطفل لا تستدعي اجراء فحص طبي، وهذا أمر خاطئ خصوصا وأن السرطان من الامراض الصامتة، التي لا تظهر غالبا أعراضها الا عند بلوغها مراحل متقدمة يستعصى علاجها حينذاك، لذا يعد، حسبها، الكشف المبكر من خلال الفحوصات الروتينية كل سنة امر ضروري ووقائي ضد السرطانات.
وفي الاخير حذرت الطبيبة من الاطعمة المصنعة التي تتنافس الاسواق في عرضها والموجهة للطفل والتي تباع بأثمان باهظة مقارنة بالكمية القليلة المعلبة والتي لا تتجاوز احيانا 30 غراما، تجذب بفضل ألوانها ثم نكهاتها الطفل الذي لا يدرك مخاطرها ويستهلكها بصفة يومية، اذ تتعمد الأم او الأب في تقديمها كلمجة خفيفة لوقت الاستراحة الطفل الا انها مشبعة بالسموم، ودعت بنفس المناسبة الى أهمية حث الطفل لممارسة نشاط رياضي، او حركة بدنية او اصطحابه للمشي او الركض واللعب لحرق تلك السعرات الحرارية ووضمان صحته البدنية.