لشغل فراغ الأطفال خلال العطلة الصيفية

دورات لحفظ القرآن وتعلم اللغات والترفيه والطبخ

دورات لحفظ القرآن وتعلم اللغات والترفيه والطبخ
  • 781
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعد مختلف المؤسسات الشبانية والمراكز الثقافية، وحتى المدارس القرآنية، وبعض الجمعيات العديد من البرامج الترفيهية والتربوية، من أجل استقطاب اهتمام الأطفال في العطل، من جهة، ومن جهة أخرى، نزولا عند رغبة الأولياء من الذين يدخلون، ما إن تحل العطلة، في رحلة بحث عن مكان يمضي فيه أبناؤهم بعض الوقت، بالنظر إلى وقت الفراغ الكبير وحمايتهم من إدمان التكنولوجيا أو التسبب في بعض المشكلات.
«المساء" تحدثت إلى حسان بن قدور، مدير المركز الثقافي الإسلامي فرع ولاية البليدة "ديار البحري"، حول نوعية البرامج التي تم تسطيرها لاستقطاب الأطفال، ومدى حاجتهم إلى مثل هذه الفضاءات، لشغل وقت فراغهم.
قال حسان بن قدور، في تصريح لـ"المساء"، بأن المركز الثقافي الإسلامي فرع البليدة، يسطر برامج تحسيسية في مختلف المجالات والمواضيع على مدار السنة، لكنه يسارع في الفترة الصيفية إلى وضع برنامج استثنائي، يستجيب لخصوصية هذه الفترة من السنة، التي يعيش فيها الأطفال أجواء الراحة والعطلة.
أوضح المتحدث بقوله: "بحكم أن بعض الأولياء، وبسبب العمل أو عدم القدرة على التنقل بين الولايات، أو لسبب آخر، يعجزون عن توفير أجواء العطلة لأبنائهم، يتم التنويع في البرامج بين تلك التي تتميز بطابع ترفيهي وأخرى تحمل جانبا من التربية".
ذكر المسؤول، أن البرامج التي يتم تسطيرها، تشمل مختلف الفئات العمرية، من خمس سنوات إلى 16 سنة، ومنها: القرآن الكريم بين المراجعة والتحفيظ، وفق حصص يستفيد منها الأطفال المسجلون بالمركز، وغير المسجلين، إلى جانب تنظيم دورة تدريبية في اللغة الإنجليزية، وأخرى في اللغة الفرنسية، وكذا في قواعد اللغة العربية، بالموازاة مع تسطير جلسات لقراءة القصص، تحت عنوان "ورشات في المطالعة".
أشار محدث "المساء"، إلى أن كل هذه الدورات تأخذ في طريقة التلقين، الجانب الترفيهي أكثر من التربوي، حتى لا يشعر الطفل بالملل، واستطرد بقوله: "ينظم المركز أيضا، دورة في الخط، نزولا عند رغبة بعض الأولياء ممن يعاني أبناؤهم صعوبة في الكتابة"، موضحا أن الفئات العمرية من الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وحتى سبع سنوات، يستفيدون من دورات في الرسم والتلوين ودورة في لعبة "سكرابل"، لافتا بالمناسبة، إلى أن الدورة المحببة، التي تشهد سنويا إقبال البنات الكبير عليها؛ دورة الطبخ، حيث تميل الفتيات إلى تعلم فنون الطبخ، من أجل هذا، يتم برمجة الدورة على مدار شهر كامل.
وحسب المتحدث، فإن البرنامج المسطر خلال العطلة ليس قارا، إنما يتم خلال فترة العطلة، إضافة إلى بعض البرامج الترفيهية بمعية نادي البيئة، ويتعلق الأمر بالنشاطات المرتبطة بالرحلات والنزهات إلى أعالي جبال الشريعة، أو إلى شواطئ البحر، بالتنسيق مع بعض الجمعيات أو مديرية الشباب والرياضة، في إطار المخطط الأزرق.
ذكر مدير المركز الثقافي الإسلامي: "يستفيد أبناء حي ديار البحري من خرجات إلى بعض الشواطئ، بعدما توافق مديرية الشباب والرياضة على توفير النقل، مشيرا إلى أن المركز الثقافي الإسلامي فرع البليدة، يقع في حي شعبي، "وما إن تبدأ العطلة حتى يتردد بعض الأطفال علينا بالسؤال حول البرنامج المقترح، رغبة في التسجيل والاستفادة"، يضيف المتحدث، مردفا: "وفي كثير من الأحيان، يقصدنا الأولياء أيضا، بغية تمكين أبنائهم من مختلف البرامج المقترحة، التي يتم فيها التركيز كثيرا على تلك التي تحتوي على الجانب الترفيهي المطلوب كثيرا في العطل."
وردا على سؤال "المساء" حول مدى الإقبال، أشار المتحدث إلى أن المركز الثقافي الإسلامي فرع البليدة، يحاول قدر الإمكان التنويع في مختلف البرامج التي تثير اهتمام الأطفال". موضحا أنه خلال السنة الماضية، استقطب قسم الإنجليزية أكثر من 80 مسجلا، مؤكدا أن الطريقة المعتمدة بعيدة عن الجانب الأكاديمي، مما ساهم في جلب اهتمام الأطفال الراغبين في اكتساب اللغات، داعيا بالمناسبة الأولياء، بالنظر إلى وقت الفراغ الكبير الذي يعاني منه الأطفال وما يتعرضون له من مخاطر بسبب التواجد في الشارع، أو إدمان الأنترنت، إلى ضرورة ربطهم ببعض المراكز الثقافية أو دور الثقافة أو الجمعيات أو المساجد أو الكشافة الإسلامية، التي تسعى كلها جاهدة لمقاسمة الأولياء مسؤولية  الترفيه عن أبنائهم خلال العطلة.