نظمتها غرفة الصناعة التقليدية بعنابة
دورة تكوينية متخصصة في صناعة الحلي

- 138

خصصت مدرسة التكوين وتحسين المستوى، التابعة لغرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية عنابة، دورة تكوينية متخصصة في صناعة الحلي التقليدي، وهي واحدة من أهم وأعرق الحرف اليدوية، التي تتميز بها الثقافة الجزائرية، وتعبر عن ذوق راقٍ وتاريخ طويل من المهارة والابتكار في صياغة المعادن الثمينة.
جاء تنظيم هذه الدورة، في إطار استراتيجية الغرفة، الرامية إلى تثمين الحرف التقليدية ونقلها للأجيال الجديدة، وتوفير فرص تكوين مهني عالي الجودة، لفائدة الشباب والمهتمين بالمجال الحرفي، سواء من الباحثين عن فرصة عمل أو الراغبين في إنشاء مشاريعهم الخاصة في مجال الصناعات التقليدية.
يتولى تأطير الدورة، الحرفي المتميز والمعلم المعروف، لمين خشين، الذي يُعد من الأسماء البارزة في مجال صناعة الحلي التقليدية، لما راكمه من خبرة طويلة ومعرفة عميقة بتقنيات التصميم والصياغة، إلى جانب التزامه الدائم بتعليم هذا الفن للأجيال الصاعدة. تمتد الدورة على مدار فترة زمنية محددة، تجمع بين التكوين النظري والتطبيقي، حيث يتلقى المتربصون معلومات دقيقة حول تاريخ الحلي التقليدي، رمزيته في الثقافة الجزائرية، وأنواعه المختلفة، حسب المناطق، قبل الانتقال إلى الشق التطبيقي الذي يتم فيه تعليم تقنيات التشكيل والنقش والتلحيم، باستعمال أدوات تقليدية وتقنيات يدوية دقيقة، تُبرز جماليات الحرف وجودتها.
تهدف هذه الدورة أيضًا، إلى خلق جيل جديد من الحرفيين المبدعين القادرين على الحفاظ على هذا الإرث الثقافي، وتطويره بما يواكب العصر دون أن يفقد أصالته. كما تسعى الغرفة من خلال هذه المبادرة، إلى تشجيع روح المقاولة الحرفية، من خلال تمكين المتربصين من إعداد مشاريعهم الخاصة، وولوج عالم الشغل من باب الحرف ذات القيمة الثقافية والمادية العالية.
وفي هذا السياق، أكدت إدارة المدرسة، أن مثل هذه الدورات التكوينية تمثل فرصة حقيقية للشباب، من أجل التخصص في مجال له آفاق واعدة، سواء داخل السوق الوطنية أو حتى في التصدير، بالنظر إلى الإقبال المتزايد على المنتوجات التقليدية ذات الطابع المحلي الأصيل.
كما دعت كل المهتمين من فئة الشباب، إلى الالتحاق بهذا النوع من الدورات التكوينية، التي تجمع بين التكوين الجاد والتأطير المحترف، خاصة وأن غرفة الصناعة التقليدية والحرف بعنابة، تسعى باستمرار إلى تطوير برامجها وتكييفها مع متطلبات سوق العمل والاحتياجات المهنية للمجتمع. ويُعد إطلاق هذه الدورة، خطوة إضافية في مسار المحافظة على التراث اللامادي وتعزيزه، من خلال التكوين، والإبداع، وتوريث المهارات اليدوية التي تبقى أحد العناصر الأساسية لبناء الهوية الوطنية.