الطبيب الجراح ورئيس جمعية "الفجر" الدكتور حاج مكراشي لـ"المساء":
سرطان البروستات من الأمراض الصامتة والتشخيص سبيل للشفاء التام
- 464
❊ وعي كبير لدى الرجال بأهمية الكشف المبكر
❊ هناك فرق بين انتفاخ غدة البروستات وبين سرطان البروستات
كشف الدكتور حاج مكراشي، الطبيب الجراح ورئيس جمعية "الفجر" لمكافحة السرطان، في هذا اللقاء، على فحوى البرنامج المسطر، بالتنسيق مع مصلحة السرطان بمستشفى "فرانس فانون" بالبليدة، تزامنا وحلول شهر التوعية حول سرطان البروستات، والمعروف بـ«الشهر الأزرق"، ويقدم بعض المفاهيم الصحيحة حول هذا النوع من السرطانات الصامتة، ويصحح بعض الأفكار الخاطئة.
❊ بداية، حدثنا عن فحوى البرنامج المسطر في "الشهر الأزرق"؟
❊ بعد انقضاء "الشهر الوردي" الخاص بالتوعية حول سرطان الثدي، والذي لقي تجاوبا كبيرا من النساء للتشخيص والكشف المبكر، يحل علينا شهر نوفمبر، وهو "الشهر الأزرق"، شهر التوعية من مخاطر سرطان البروستات، والذي سطرت في شأنه المصلحة المتخصصة في السرطان بمستشفى "فرانس فانون"، بالتعاون مع جمعية "الفجر"، برنامجا خاصا يتمثل في إطلاق حملة واسعة لفائدة عامة الرجال، يجري فيها التشخيص باستعمال الكواشف السريعة، حيث تمتد الحملة طيلة شهر نوفمبر على مستوى ساحة "أول نوفمبر" بقلب مدينة البليدة، حيث يجري نزع الدم والحصول على النتيجة في ظرف ربع ساعة، بالاعتماد على الكواشف السريعة للبحث عن الحالات المصابة، والتي تأخذها الجمعية على عاتقها، ومرافقتهم في كل ما يتعلق برحلة العلاج.
❊ الكواشف السريعة تقنية جديدة للتشخيص المبكر عن سرطان البروستات، ماذا عنها؟
❊ حقيقية، الكواشف السريعة تقنية تم اعتمادها منذ سنة على مستوى الجمعية، حيث تم تطبيقها في أول الأمر، على مستوى المساجد، على اعتبار أنها الأماكن التي تعرف إقبالا عليها من المصلين، الذين يزيد عمرهم عن 50 سنة، حيث قدمت مديرية الشؤون الدينية بالبليدة، كل التسهيلات، تحت رعاية مديرية الصحة، للقيام بهذا التشخيص. وبالمناسبة، قمنا بآلاف التشخيصات بواسطة الكشوف السريعة، التي مكنت من تسجيل بعض الحالات الايجابية، التي تم التكفل بها.
❊ كم عدد المصابين بسرطان البروستات في الجزائر؟
❊ في الواقع، الأرقام التي يتم تداولها تبقى غير دقيقة، ولا تعكس الواقع، لعدم وجود سجل يقدم إحصائيات ثابتة حول الوضعية الصحية لسرطان البروستات، ولكن الأكيد، أن العدد في ارتفاع، حيث تستقبل الجمعية على مستوى مكتبها، العديد من الحالات المصابة التي تطلب المساعدة للعلاج، الأمر الذي يتطلب إعطاء هذا التنوع من السرطانات أهمية أكبر، من خلال توعية المعنيين بأهمية التشخيص.
❊ بحكم تجربتكم، هل هناك وعي لدى الرجال حول التشخيص ضد سرطان البروستات؟
❊ نعتقد أن الوعي بشكل عام موجود لدى الرجال، وهو ما يعكسه اهتمامهم عند تنظيم أيام تحسيسية حول هذا النوع من السرطانات، ويبقى بذل المزيد من الجهد لتحفيز فئة الرجال للإقدام على التشخيص، خاصة وأن سرطان البروستات يعتبر من السرطانات الصامتة، التي يصعب اكتشافها في بدايتها، من أجل هذا، لابد على أي رجل بلغ سن الخمسين عاما، أن يقوم بهذا الكشف بصورة تلقائية.
❊ قلت بأن سرطان البروستات من السرطانات الصامتة، هل لديه أعراض واضحة؟
❊ تظهر أهمية التشخيص المبكر بعد بلوغ سن الخمسين، لاكتشاف المرض، لأنه من السرطانات التي لا تظهر أعراضه إلا في مراحل معينة، وفي هذا الخصوص، لابد أن نوضح الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون من الذين لا يفرقون بين الانتفاخ الحميد لغدة البروستات، والتي تصيب عامة الرجال بعد بلوغ 40 و45 سنة، حيث يحدث عسر في التبول أو تبول غير كامل أو انقباض في البول، وبين سرطان البروستات الذي يصيب قشرة البروستات، من أجل هذا، لا تظهر الأعراض إلا بعد أن ينتشر في الجسم، لهذا لابد من التأكيد على الكشف المبكر لكل بالغ سن 50 عاما.
❊ هل هناك أسباب مباشرة لظهور سرطان البروستات؟
❊ عند الحديث عن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات عموما، باستثناء سرطان الرئة، الذي يعتبر فيه التدخين السبب الأول والمباشر لحدوثه، فإن باقي أنواع السرطانات الأخرى، تظل الأسباب عديدة وعامة، حيث يتم اتهام فيها عوامل الخطورة، مثل الوراثة، أو نمط الغذاء وغيرها من العوامل الأخرى، ومن هنا تظهر أهمية التشجيع على التشخيص في ظل عدم وجود أعراض واضحة، حيث يفترض أن المؤشر المحفز هو السن الذي يفرض حتمية القيام بهذا التشخيص. وبالمناسبة، ندعو الأطباء العاملين إلى الأخذ على عاتقهم، مهمة المساهمة في التوعية، من خلال تحفيز المرضى عند القيام بالتشخيصات، على أهمية القيام بهذا النوع من الفحوصات.
❊ كلمة أخيرة؟
❊ سرطان البروستات يعتبر من السرطانات غير الخطيرة، إذا ما تم مقارنته مع سرطان المعدة والبنكرياس والكبد، والأكيد أنه مع التطورات الحاصلة في العلاج وتقدم العلم، أصبح هناك احتمال للتعايش مع سرطان البروستات والشفاء منه، ففي وقت مضى، لم يكن يخضع للعلاج الكيميائي، واليوم أصبح في الإمكان الخضوع لهذا النوع من العلاجات وبعيدا عن كل هذا، فإن الهدف الأول من العمل التشخيصي والتحسيسي، هو البحث عن الحالات المصابة في بدايتها للتكفل بها، من خلال استئصال المرض، ومنه بلوغ الشفاء التام، شأنه شأن سرطان الثدي في المراحل الأولى من اكتشافه.