جمعية "سيدرا" بصمة أخرى في العمل التطوعي

سعي إلى توزيع 3 آلاف محفظة إضافة إلى أضحية العيد

سعي إلى توزيع 3 آلاف محفظة إضافة إلى أضحية العيد
  • القراءات: 854

 تعمل الجمعية الخيرية "سيدرا" على جمع تبرعات المحسنين في إطار حملة أضحية العيد للعائلات المعوزة واليتامى، وعليه قامت الجمعية بنصب خيمة في ساحة البريد المركزي بالعاصمة من الثالث إلى العاشر سبتمبر الجاري، بغية التحسيس الواسع للمجتمع حول أهدافها النبيلة في مساعدة المحتاجين، خاصة أن الحملة تعرف إلى جانب مشروع أضحية العيد، توزيع ما يصل إلى 3 آلاف محفظة بلوازمها المدرسية.

قال بلال كبوش، منسق حملة "أضحية" في حديث لـ"المساء"، إنه من السهل الوصول إلى جمهور المواطنين من خلال العمل المباشر ضمن حملات التوعية والتحسيس، وهو تماما ما عملت عليه "سيدرا" من خلال نصبها خيمة بشارع عبد الكريم الخطابي وسط العاصمة، للوصول إلى أكبر عدد من المواطنين واستمالتهم نحو مساعدة الغير. "ليس هناك هدف أسمى من مساعدة المحتاجين واليتامى، وعليه فإننا كشباب متطوع نعمل على إيصال أصوات هؤلاء المحتاجين إلى المجتمع، هذا الأخير الذي ينتمي إليه الجميع ولكن الفرق موجود شئنا أم أبينا، وعليه نسعى لإيصال مساعدة هذا لذاك"، يقول بلال، مضيفا أن الحملة تتواصل إلى غاية يوم السبت العاشر من سبتمبر قبيل العيد بيومين، أملا في جمع أكبر قدر من المساعدات بغية استفادة أكبر عدد من الأسر المعوزة.

ولا تحمل جمعية "سيدرا" عددا معينا أو مضبوطا حول الأسر التي ستستفيد من أضحية العيد، لأن ذلك مرهون بالتبرعات.

أما المحافظ المدرسية، فعملية توزيعها انطلق في نهاية الأسبوع المنصرم ببلدية باب الوادي التي استفادت من توزيع 150 محفظة، في انتظار توزيع العدد المتبقي على التلاميذ المحتاجين ببلديات العاصمة وضواحيها، حسب تصريح منسق هذه العملية، السيد طارق مهني.

العمل التطوعي في عيون الشباب

الملاحظ أن الشباب دخل قبيل سنوات في سباق محموم على العمل التطوعي، ودليل ذلك العدد الكبير من الجمعيات الشبابية الخيرية التي طفت إلى سطح العمل التضامني مؤخرا، ولعل مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك، ساهمت بشكل كبير في وصولها إلى الجزائر العميقة، سؤالنا للشباب المتطوع في جمعية "سيدرا" كان يدور حول أهمية العمل التطوعي في حياتهم الشخصية وما مدى توفيقهم فيه، فقال بلال كبوش الطالب بجامعة باب الزوار بأن إيمانه بإمكانية التغيير نحو الأفضل في الحياة اليومية كان وراء انضمامه إلى صفوف العمل التطوعي من خلال جمعية "سيدرا"، ملفتا إلى أن تعامله اليومي مع المواطنين أكد له قطعيا بأن الشعب الجزائري متضامن ومحب للخير، يكفي فقط توجهيه نحو ذلك.

العمل التطوعي في حياة بلال جاء ليؤكد بأن الدراسة الجامعية شخصية، أي لأجله هو ولبناء مستقبله، أما العمل التطوعي فهو من أجل الغير، أي من أجل مجتمعه "ففي الأخير بلدنا لديه حق علينا ونحن نعمل على إعطائه ذلك الحق من خلال عملنا من أجل الغير".

من جهتها، تقول سارة بن يونس، طالبة بالجامعة المركزية وعضو الجمعية ذاتها، بأن العمل الجمعوي فتح لها الباب لرؤية المجتمع من زاوية أخرى: "لقد كنت منطوية على نفسي ولكن العمل التطوعي جعلني أنفتح على المجتمع، بفضله تعرفت على الناس وكيفية التواصل مع مختلف الشرائح العمرية.. إنه أحسن عمل لسد أوقات الفراغ، ونصيحتي للشباب الإسراع إلى الانضمام إلى جمعيات خيرية أو مجموعات لمساعدة الغير، فإذا لم نخدم نحن مجتمعنا ما دمنا شبابا وأصحاء، فمن سيفعل ذلك؟"، تتساءل سارة وتجيب بقولها: "ما دمت في صحة جيدة لا بد أن أعمل من أجل غيري من المرضى أو المحتاجين، فقد يأتي وقت مستقبلا لا يمكنني فعل ذلك".

أما أميرة عبد اللاوي، طالبة هي الأخرى بجامعة باب الزوار، فترى في العمل التطوعي نافذة أخرى على العالم الخارجي. بالنسبة لها الدراسة الجامعية واجب عليها تأديته نحو نفسها ولكن العمل الخيري واجب نحو المجتمع، تقول: "الواقع يشير إلى وجود فرق بين الناس وهذا أكيد، ومثلما هناك السليم جسديا هناك المريض، كذلك مثلما يوجد المرتاح ماديا هناك المعوز، ونحن كشباب متطوع نعمل على إيصال هذا بذاك، فالكثير يرد المساعدة ولكن لا يجد الوقت لها، أو لا يعرف أين يتجه بمساعدته، وجمعيتنا عبارة عن همزة وصل بين الأطراف، أما عن العمل الطوعي فقد سمح لي برؤية الحياة من زاوية أخرى، أحس أنني أصبحت ذات فائدة في مجتمعي.. أقدم الإعانة للغير دون انتظار رد الجميل وإنما كلمة شكرا ودعاء خير يكفي لنحس بأننا فعلا حققنا هدفا ما"..

تنصح أميرة أقرانها من الشباب الذي يضيع وقته في الفايسبوك بقولها إنها كانت من المدمنين على هذا الموقع بالذات، وسرعان ما تخلت عنه عندما وجدت باب الجمعية مفتوحا لوضع بصمتها في مجتمعها.