للتباهي بالعضلات المفتولة
شباب يدمنون الرياضة وفق ممارسات خاطئة
- 914
أوضحت المكلفة بالشق التربوي والوقائي في الوكالة الوطنية لمكافحة تعاطي المنشطات أمينة تولخت، أن العديد من الشباب يعرضون أنفسهم اليوم لمشاكل صحية، بسبب ممارساتهم الخاطئة لبعض العادات المرتبطة بالأنشطة الرياضية، لاسيما بتناولهم بعض المكملات الغذائية، المنشطات والأدوية التي تنعكس سلبا على سلامتهم، لاسيما بالنسبة لغير المؤهلين والهواة الذين يريدون الظهور في أجمل شكل مهما كلفهم الثمن، حتى وإن كان ذلك على حساب صحتهم.
تعد اللياقة البدنية تحديا لمعظم شباب اليوم، ومن الجنسين، باتباعهم حميات غذائية أو ممارسة أنشطة رياضية مختلفة إلى حد الآن، الأمر عادي وطبيعي، وأكثر من ذلك، فهو مفيد للصحة وسلامة الجسم، لكن بعض هؤلاء يحولون تلك الأنشطة الرياضية المفيدة للجسم، إلى أزمات حقيقية تنعكس على صحتهم بسبب ممارساتهم لبعض العادات الخاطئة. في هذا الخصوص، تقول المختصة تولخت، بأن شاب اليوم، لاسيما الرجال، يركضون وراء المظهر أكثر من بحثهم على صحة أجسامهم، لأن أساس ممارسة الرياضة هو المحافظة على سلامة الجسم وصحته، بتبني نمط حياة سليم، متوازن بين أكل غني بالفيتامينات والمعادن النافعة والنشاط الرياضي المفيد لأعضائنا الحيوية، وليس البحث عن كمال الجسم بالتركيز على الشكل الخارجي وتهميش ما ينعكس على الجانب الداخلي للجسم وأعضائه.
أشارت المكلفة بالجانب الوقائي لدى الوكالة، إلى أنه يمكن القول اليوم بأن العديد من الشباب يبحثون عن التباهي بأجسامهم لا غير، وهذا ما يدفعهم إلى تعاطي منشطات ومكمّلات غذائية تعمل على تكبير حجم العضلات، رغم درايتهم بمخاطرها على الصحة، لأن العديد من حملات التوعية والتحسيس نظّمت في الميدان من طرف مختصين، للتحذير من الاستهلاك المفرط لتلك الأنواع من الحبوب التي بعضها غير طبيعي، إلى جانب كل ما تتناوله المجلات الصحية والصحف من مقالات تحذّر من ذلك، تضيف المسؤولة ”هذا يدفعنا إلى القول بأن الكثيرين يجهلون ما يقومون به من تأثيرات سلبية على سلامة صحتهم، لأن الأمر قد يظهر على المدى البعيد، حيث تتمثل تلك الأعراض في مشاكل صحية متعلقة بالقلب عموما”.
على صعيد آخر، أوضحت أخصائية التغذية والفيزيولوجيا، وأخصائية في المكملات الغذائية الطبيعية، أميرة بناصر، أن الكثير من هواة الرياضة يمارسون العديد من العادات الخاطئة في نظامهم اليومي المتعلّق باتباع حميات، ظنا منهم بأنها صحية، وستمنحهم اللياقة البدنية التي تعرضها عليهم مجلات الموضة، ومواقع ”الأنستغرام”، مشيرة إلى أن الخطأ الذي يقعون ضحيته، هو البحث عن نتيجة سريعة وفعّالة تظهر نتائجها في فترة وجيزة من ممارستهم لتلك الأنشطة أو اتباع حمية غذائية معينة.
تقول المتحدثة أن المشكل الكبير الذي يعاني منه أخصائي التغذية، هو جهل الكثيرين للحميات الغذائية السليمة عند بحثهم عن اللياقة البدنية، لأن دور هذا الأخصائي يتمثل في وقاية جسم الفرد من الوقوع في مشاكل صحية، بسبب ما يستهلكه، إذ تجده يركض وراء المكملات الغذائية التي تروّج لها بعض العلامات التجارية، والتي يكون بعضها مجهول المصدر، وتحتوي على مكوّنات كيماوية خطيرة على الصحة.
أشارت الأخصائية إلى أن هذا دليل على أن البعض يمارسون أنشطة رياضية للظهور في أبهى منظر والتباهي به، وهو ما يفسّر كثرة الإقبال على قاعات الرياضة قبيل موسم الاصطياف، وهي المناسبة المثالية لعرض العضلات والتباهي بها أمام الفتيات، وعكس ذلك، ليعم الهدوء من جديد بعد خروج الصيف وينطوي نفس الأشخاص على أنفسهم في البيت والأكل دون الذهاب إلى قاعات الرياضة. وتضيف المتحدثة أن هذا الحديث لا يمكن تعميمه على كل الرياضيين، وإنما تبقى فقط فئة تبحث عن ممارسة الرياضة بحثا عن لياقة وجمال خارجي، دون مراعاة الصحة وسلامة الجسم.